دعا وزير الخارجية التركي الى الحفاظ على تركمانية مدينة تلعفر العراقية والغاء استفتاء الاقليم الذي وصفه بالخاطئ، مشيرًا الى وجود مباحثات بين بغداد وانقرة حول مصير القاعدة العسكرية التركية في بعشيقة بشمال العراق.

إيلاف من لندن: خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري في بغداد اليوم، وتابعته "إيلاف"، فقد اشار وزير الخارجية التركي جاويش مولود أوغلو الى انه اكد خلال مباحثاته مع الجعفري على ضرورة الحفاظ على هوية مدينة تلعفر التركمانية مؤكداً دعم بلاده لوحدة العراق ودعمه في محاربة تنظيم داعش والوقوف معه بقوة في الحفاظ على وحدة وسلامة اراضيه بشكل كامل.

واضاف ان تركيا ستعمل بارادة مشتركة مع العراق لمحاربة الجماعات الارهبية مثل حزب العمال الكردستاني التركي وتنظيم داعش اللذين يشكلان تهديدًا لوحدة العراق. وأوضح انه سيوجه اليوم دعوة للرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي لزيارة تركيا مؤكدًا الرغبة في تطوير علاقات البلدين في المجالات الاقتصادية والتجارية موضحًا انهما يتشاركان بجغرافية واحدة ومصيرهما واحد.

وحول استفتاء اقليم كردستان للانفصال عن العراق المزمع تنظيمه في 25 من الشهر المقبل، فقد اشار الوزير التركي الى ان المطالب الكردية بالحقوق مهمة لكنه شدد على ان استفتاء الانفصال قرار خاطئ مشيرًا الى ضرورة حل المشاكل بين بغداد وأربيل بما يحفظ وحدة الاراضي العراقية وحدودها. 

 

وزيرا الخارجية العراقي والتركي خلال مؤتمرهما الصحافي في بغداد اليوم

 

وقال إن تركيا ابلغت سلطات الاقليم ان الاستفتاء ورفع الاعلام الكردية في كركوك هي اعمال خاطئة ومخالفة للدستور العراقي. وأوضح انه سيبلغ رئيس الاقليم مسعود بارزاني خلال لقائه به في أربيل في وقت لاحق اليوم بضرورة الغاء الاستفتاء موضحًا ان بلاده مستعدة للوساطة بين بغداد وأربيل.

وفي ما يخص سحب القوات التركية من معسكر بعشيقة في شمال العراق، فقد أوضح اوغلو انه بحث هذه المسألة بشكل مفصل مع الجعفري مشيرًا الى ان المعسكر لم ينشأ لخرق وحدة العراق وسيادته وانما لتدريب عراقيين وتجهيزهم لمحاربة داعش، وكان لذلك دور في تحرير الموصل. 

وأوضح ان بلاده تدرك الاحراج السياسي في داخل العراق من وجود المعسكر، مشيرا الى انه سيتم اتخاذ قرار تركي عراقي مشترك حول مصير المعسكر. وقال إن بلاده ستتعاون مع العراق للتخلص من حزب العمال الكردستاني التركي وتنظيم داعش لانهما يشكلان تهديداً خطيراً للبلدين. واكد رغبة بلاده في المشاركة باعادة اعمار المناطق المحررة في العراق وتوسيع التبادل الاقتصادي والتجاري معه.

ومن جانبه، اشار الجعفري الى انه بحث مع اوغلو بشكل مفصل قضية معسكر بعشيقة التركي وضرورة سحب القوات التركية منه اضافة الى سبل تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين. واضاف ان اي عمل عسكري تركي إيراني مشترك ضد الجماعات التركية والإيرانية المسلحة المعارضة الموجودة بشمال العراق يجب ان تأخذ في الاعتبار امن وسيادة الاراضي العراقية.. مشددًا على عدم السماح لاستخدام اراضي العراق منطلقًا للاعتداء على دول الجوار.

وفي وقت سابق اليوم بدأ وزير الخارجية التركي زيارة الى العراق لاجراء مباحثات حول تطورات معركة تحرير تلعفر من سيطرة تنظيم داعش واستفتاء اقليم كردستان للانفصال عن العراق، في وقت تستعد بلاده وإيران لتنفيذ عملية عسكرية مشتركة ضد معارضيهما الاكراد المسلحين الذين يتخذون من شمال العراق مقرا لهم.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن وزيرها جاويش أوغلو سيجري مباحثات خلال وجوده في بغداد مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الحكومة حيدر العبادي ورئيس البرلمان سليم الجبوري، اضافة الى نظيره العراقي إبراهيم جعفري وعدد من السياسيين العراقيين التركمان.

كما ستتناول المباحثات ايضا استعداد تركيا لمساعدة العراق في إعادة بناء الموصل وانهاء التوتر في العلاقات بين البلدين، الذي سببه وجود معسكر تركي في منطقة بعشيقة شمال العراق ومناقشة ملف المياه وقيام الجانب التركي ببناء العديد من السدود التي أثرت سلبًا على حصة العراق من المياه.

واشارت الخارجية الى ان أوغلو سيتوجه بعد مباحثاته في بغداد الى أربيل لاجراء مباحثات مع رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني حول علاقات الطرفين واستفتاء الاقليم.

وتأتي مباحثات اوغلو في بغداد وأربيل، في وقت أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاثنين الماضي ان عملية مشتركة مع إيران ضد المقاتلين الاكراد مطروحة حاليًا بعد اسبوع على زيارة رئيس الاركان الإيراني الى انقرة.

وقال اردوغان للصحافيين في اسطنبول إن عملية مشتركة مع إيران ضد المنظمات الارهابية التي تشكل تهديدًا، مطروحة في الوقت الحاضر في اشارة الى حزب العمال الكردستاني التركي وحزب الحياة الحرة الكردستاني، وهو حزب كردي إيراني تابع له، ولهما قواعد خلفية مسلحة في مناطق إقليم كردستان بشمال العراق.