أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال محادثات في منتجع سوتشي، اليوم الأربعاء، مع رئيس الحكومة الإسرائيلية نيامين نتانياهو عن رضاه التام من تطور العلاقة بين موسكو وتل أبيب، وتم بحث قضايا إقليمية خصوصًا سوريا والعراق وإيران فضلاً عن العلاقات الثنائية.

وفي اللقاء التاسع من نوعه بين بوتين ونتانياهو في غضون سنوات قليلة، أشاد الرئيس الروسي بمستوى تعاونه العملي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، موضحاً أن هذه الصيغة تسمح لهما بعقد لقاءات خاطفة، كلما تطلب الوضع مشاركة الزعيمين بشكل مباشر لتسوية مسائل آنية.

ووصف بوتين آلية التعاون بين روسيا وإسرائيل، ولا سيما على مستوى القمة، بأنها فعالة جداً. وأكد أن روسيا مرتاحة لسير تطور العلاقات الثنائية مع إسرائيل، مقدرًا الجهود التي بذلها نتانياهو في هذا السياق.

ايران والعراق

من جهته، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن الخطر الإيراني في افقليم، وهي قضية جدلية بين تل أبيب وموسك، وقال إن إيران في طريقها للسيطرة على العراق واليمن، مؤكداً أن التمدد الإيراني في سوريا يمثل خطرًا إقليميًا وعالميًا.

في مستهل لقائه مع بوتين، قال نتانياهو، إن "الانتصار على تنظيم "داعش" الإرهابي بالجهود المشتركة أمر مهم"، مؤكداً "أن إيران تشغل فراغ التنظيم الإرهابي في المنطقة…ولا يجوز أن ننسى التهديد الإيراني على إسرائيل".


تطورات سريعة

وأضاف "يتطور الوضع في الشرق الأوسط بوتائر سريعة، وتبذل إيران جهوداً هائلة لكي تعزز وجودها في سوريا، إنه أمر يشكل خطراً على إسرائيل وعلى الشرق الأوسط، وأعتقد أنه يهدد العالم برمته أيضا".

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن السبب الرئيسي لزيارة نتانياهو إلى سوتشي برفقة مدير جهاز الموساد، هو رغبة تل أبيب في أن تتقاسم مع الجانب الروسي، قلقها من تعزز النفوذ الإيراني في سوريا بشكل خاص، وفي المنطقة بشكل عام.

وقال "السيد الرئيس، نحن جميعًا بجهودنا المشتركة ننتصر على "داعش" الإرهابي، لكن الأمر سلبي بأن المكان الذي يدحر منه داعش تدخله إيران، نحن لا يمكن لنا أن ننسى أن إيران تهدد يوميًا بالقضاء على دولة إسرائيل وتسلح المنظمات الإرهابية وتشجع وتبادر بالإرهاب".

وأوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي "إيران تتواجد في مرحلة متقدمة من السيطرة والتأثير على العراق واليمن وعمليًا في الكثير تسيطر في لبنان".

اللقاء الأهم 

وكان مستشرق إسرائيلي بارز وصف اللقاء الذي سيجمع كلاً من الرئيس الروسي ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بـ"الأهم بين الطرفين منذ أن بدأت روسيا تدخلها العسكري في سوريا".

وأوضح البروفيسور إيال زيسر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة تل أبيب أن لقاء "سوتشي" يمثل فرصة أخيرة أمام نتانياهو لإبلاغ بوتين بقائمة "الخطوط الحمراء الإسرائيلية في سوريا"، والتي تشمل عدم التسليم بالمطلق بتحول سوريا إلى منطقة نفوذ لإيران.

وفي مقال نشرته صحيفة عبرية يوم الثلاثاء ونقل موقع (عربي 21) تفاصيله، نوّه زيسير إلى أن التحولات الدراماتيكية التي شهدتها سوريا مؤخرا تعني أن التفاهمات التي توصلت إليها روسيا وإسرائيل لم تعد قائمة.

كيمياء شخصية

وشكك زيسير في قدرة "الكيمياء الشخصية" التي تربط بوتين ونتانياهو في إقناع الروس بالتحرك ضد الوجود الإيراني في سوريا بسبب طابع المصالح التي تربط طهران بموسكو.

وأشار إلى أن لروسيا مصلحة في عدم إغضاب الإيرانيين لإدراك موسكو دور طهران والمليشيات الشيعية في تأمين بقاء نظام الأسد. وتوقع أن تطالب روسيا إسرائيل بضرورة الاعتياد "على التعايش مع الوجود الإيراني في سوريا على اعتبار أن كلاً منهما حليف لموسكو".

وشدد على أن ما يفاقم الأوضاع سوءًا بالنسبة لإسرائيل حقيقة أن "اللاعب الأميركي يكاد يغيب عن الساحة"، بالإضافة إلى انعدام الفروق بين تعاطي إدارة الرئيس دونالد ترمب وإدارة سلفه باراك أوباما في كل ما يتعلق بالشأن الروسي.

واستنتج زيسير أن إسرائيل مطالبة بتحديد سياسة خاصة بها لضمان مصالحها في سوريا، محذرًا من أن تحقيق هذه المصالح "منوط بإسرائيل ذاتها وليس ببوتين أو ترمب".