«إيلاف» من لندن: في اليوم الخامس من العمليات العسكرية لتحرير قضاء تلعفر غرب مدينة الموصل العراقية الشمالية من سيطرة تنظيم داعش فقد اعلنت القوات العراقية عن تحريرها لأربعة احياء في مدينة تلعفر مركز القضاء واقتحام ثلاثة أخرى واندفاع تشكيلاتها المسلحة نحو مركزها للسيطرة عليه، موضحة انه لا توجد توقيتات لانتهاء المعارك لكنها لن تطول.

واعلن قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق الركن عبد الامير رشيد يار الله صباح الخميس عن تحرير حي النور الاولى في مدينة تلعفر مركز القضاء .. واشار في بيان تابعته "إيلاف" الى ان قوات من الجيش والحشد الشعبي قد اكملت تحرير حي النور الاولى، ورفعت العلم العراقي على مبانيه وادامت التماس مع حي النصر المجاور.

واضاف ان قطعات فرقة المشاة 15 قد حررت بدورها قرى شيخ ابراهيم وعين الواح وحمرة العرب وسيطرت على سلسلة جبال شيخ ابراهيم غرب ناحية المحلبية. واشار الى ان قطعات الفرقة المدرعة التاسعة وألوية 2 و11 و26 بالحشد شعبي قد حررت حي التنك شرق تلعفر ورفعت العلم العراقي عليه، فيما حررت قطعات فرقة مشاة 16 قرية العاشق الاولى وقرية العاشق الثانية وسيطرت على طريق تقاطع الكسك باتجاه المحلبية كما حررت حي التنك شرق تلعفر ورفعت العلم العراقي فوق مبانيه. 

الشرطة الاتحادية تحرر حي الوحدة

ومن جهته، اشار الفريق رائد شاكر جودت قائد قوات الشرطة الاتحادية الى أن قواته اقتحمت حي الوحدة ثاني احياء تلعفر فيما تدك كتائب المدفعية والصواريخ الموجهة مقرات الدواعش ودفاعاتهم في المنطقة.

واكد ان قطعات قواته استكملت تطهير حي الكفاح الشمالي غرب تلعفر من جيوب الدواعش المتبقية وتمكنت من قتل 50 منهم وتفجير5 عجلات مفخخة و6 دراجات نارية و40 عبوة ناسفة واستولت على3 مدافع هاون 120ملم و50 قاذفة هاون 82 ملم وسلاح قناص وقاذفات بارزوكا.

واضاف الفريق جودت في بيان تابعته "إيلاف" الخميس، ان قطعات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي حققت تقدمًا سريعًا في احياء غرب تلعفر وعناصر داعش تنهزم من المواجهة المباشرة وتستخدم النيران البعيدة وتلغيم الطرق والمباني لإعاقة تقدم القوات.

القوات تندفع نحو مركز تلعفر

كما اعلنت قيادة قوات الحشد الشعبي أن تشكيلاتها المسلحة بالاشتراك مع القوات الامنية تندفع حاليًا نحو مركز قضاء تلعفر انطلاقاً من حيي الخضراء والنصر شمال شرق المدينة، حيث اقتربت مائة متر من المركز.

وقالت القيادة في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف"، إن قوات اللواء 26 بالحشد الشعبي والفرقة المدرعة التاسعة توجهتا من حيي النصر والخضراء شمال شرق تلعفر،المحررة باتجاه قلعة تلعفر في مركز القضاء.

واكدت استكمال تحرير حيي النور و"النصر شمال شرق تلعفر، فيما تخوض القوات اشتباكات في حي العروبة المجاور للحيين. وقالت انها انجزت ايضًا اليوم تحرير حي الخضراء بالكامل من سيطرة داعش شرق تلعفر بعد اشتباكات دامت ليومين. واوضحت ان الجهد الهندسي التابع للحشد شرع برفع العبوات الناسفة والالغام التي زرعها عناصر داعش لإعاقة تقدم القطعات العسكرية في الحي .

والخميس فجرت قوات اللواء 11 في الحشد الشعبي سيارة مفخخة يقودها انتحاري حاولت اعاقة تقدم قوات اللواء في المحور الشرقي لتلعفر .

لا توقيتات لإنجاز المهمة .. لكنها لن تطول

ومن جهته، اعلن الناطق باسم قيادة العمليات المشتركة العميد يحيى رسول أن عدد المدنيين في تلعفر يبلغ حوالي عشرة الاف شخص موضحًا انه لا توجد توقيتات لانتهاء المعارك لكنها لن تطول.
وقال رسول في مؤتمر صحافي مشترك مع الناطق باسم التحالف الدولي العقيد راين ديلون إن عدد عناصر داعش في تلعفر يصل الى الفي مسلح اغلبهم من جنسيات اجنبية . واشار الى انه ليس امام عناصر داعش الا الاستسلام والمحاكمة او القتل قي تلعفر المحاصرة من جميع الجهات ولا يوجد توقيت لانتهاء المعارك في تلعفر ..لكنها لن تطول كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية. وكانت الامم المتحدة اعلنت الثلاثاء الماضي أن 30 شخصاً قد نزحوا من القضاء خلال الايام الاخيرة.

ونفى انسحاب قوات الحشد الشعبي من محافظة الانبار، وقال ان" قوات الحشد الشعبي شريك اساسي مع الجيش والشرطة الاتحادية في قتال داعش في الانبار. واضاف أنه توجد قوات مشتركة من الجيش والحشد تقوم بعمليات تعرضية في راوة وعنة، ووصلت الى مسافة 3 كيلو مترات من القضاءين تمهيدًا لتحريرهما .
من جانبه قال ديلون ان" قوات التحالف تقاتل الارهابيين في العراق وسوريا، وهي مستمرة بالقتال الى حين القضاء عليهم في البلدين، وسيستمر الدعم للقوات العراقية الى حين تحقيق النصر". واضاف ان" معركة الموصل وتلعفر من اقوى واهم المعارك منذ الحرب العالمية الثانية".

واشار الى ان" قوات التحالف الموجودة في العراق كافية لدعم القوات العراقية، واذا كانت هناك حاجة زيادة فسيكون ذلك بالتفاهم مع القيادة العراقية". واضاف أن" جميع قواعد التحالف موقتة الى حين القضاء على داعش .. مبيناً ان قاعدة تلعفر توجد فيها قوات للتحالف وقوات عراقية.

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن فجر الاحد الماضي إنطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر الذي يبعد 80 كيلومتراً غرب الموصل، مؤكدًا أن موعد النصر سيتحقق قريباً، وان مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

اقتتال بين الدواعش المحليين والاجانب

كما أكد نائب القائد الميداني لقوات الحشد الشعبي هادي العامري أن تنظيم داعش ينهار في مدينة تلعفر مشيرًا الى ان خلافات التنظيم وصلت ذروتها بين العناصر المحليين والأجانب.
وقال العامري في تصريح لموقع "الحشد الشعبي" إن "الحشد فتح منذ بداية معركة تحرير تلعفر عدة ممرات لخروج المدنيين الا انها لم تشهد نزوحًا كبيرًا للأهالي كون المدينة شبه خالية منهم٠

واضاف ان "داعش بات منكسرًا في مدينة تلعفر حيث بلغت الخلافات بين العناصر المحليين والأجانب ذروتها"، لافتًا الى ان "الدواعش المتواجدين في تلعفر اغلبهم من الأجانب، كون المحليين بدأوا بالانسحاب بعد اقتتال داخلي نشب بين صفوف التنظيم"

توغل في احياء تلعفر وتحرير قرى حولها

وفي اليوم الخامس على بدء العمليات العسكرية لتحرير قضاء تلعفر، فقد واصلت القوات العراقية توغلها في أحياء المنتظر والجزيرة والنصر في المحور الشرقي للقضاء وسط معارك عنيفة مع مسلحي تنظيم داعش واستطاعت خلال الساعات الاخيرة من تحرير قرية العاشق بالكامل واقتحمت قريتي أبو ماريا والمزرعة في المحور الشمالي . كما توغلت قوات مكافحة الإرهاب في حي الكفاح الجنوبي ووصلت إلى مفرق مطار تلعفر.
ومن جهتها، أعلنت خلية الإعلام الحربي للقوات المشتركة أن طيران الجيش العراقي اغار على تجمع لعناصر داعش داخل حي السراي جنوب شرقي تلعفر، ما أسفر عن مقتل وإصابة عدد منهم، في حين وصلت قوات الفرقة التاسعة وقطعات الحشد الشعبي إلى مشارف مركز شرطة السراي، والذي يبعد نحو 500 متر عن دورة القلعة وسط مركز القضاء.
وتقاتل قوات الشرطة الاتحادية حالياً للوصول إلى حي الوحدة ومن ثم إلى مركز تلعفر، حيث يعيق تقدمها السريع العبوات الناسفة التي زرعها التنظيم على الطرق التي تسلكها القوات، اضافة الى الكمائن التي ينفذها عناصر داعش.
وكانت القوات العراقية قد باشرت الثلاثاء الماضي بإقتحام مدينة تلعفر مركز القضاء الذي يحمل الاسم نفسه من الجهتين الشرقية والجنوبية. والمنطقة التي يجري فيها القتال هي جبهة بطول نحو 60 كلم وعرض 40 كلم، وتضم مدينة تلعفرمركز القضاء ومدينتي العياضية والمحلبية فضلاً عن 47 قرية.
وبدأت القوات العراقية الأحد الماضي هجوماً لاستعادة القضاء من قبضة تنظيم داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014 وتعتبر حاليًا معقله الرئيس في العراق، في وقت مازال يسيطر على مناطق جنوب محافظة كركوك شمال شرق بغداد وفي محافظة الانبار غرب العراق.