لندن: كثيراً ما يتناول البريطانيون المكسرات وخاصة الفول السوداني بمثابة وجبة خفيفة على الماشي إلى أنّ يحين وقت الوجبة الرئيسية. ولكن بعض المكسرات تكون مميتة لفئة صغيرة من السكان بسبب الحساسية. ولهذا السبب ارتفعت أصوات تطالب بمنع المكسرات. 

وهناك زهاء مليوني شخص في بريطانيا لديهم حساسية غذائية تجاه السمك والقشريات والمكسرات من بين الأغذية الأكثر شيوعاً. 

وتكون الأعراض خفيفة عند غالبية من لديهم حساسية مثل الطفح أو الحكة في منطقة الفم ولكن في الحالات القصوى يمكن ان تسفر الحساسية عن صعوبة في التنفس أو حتى صدمة تأقية (صدمة حساسية) قاتلة.

ويقول أشخاص لديهم حساسية تجاه بعض الأغذية ان واجباً يقع على عاتق رب العمل بموجب قانون الصحة والسلامة ان يحمي صحة موظفيه بما في ذلك الحساسية بأنواعها ولكن بقدر ما يكون ذلك معقولا. 

ويرى مؤيدو منع تقديم المكسرات اثناء الرحلات الجوية بأن من لديهم حساسية يتعرضون للخطر من جسيمات الفول السوداني المحمولة في الهواء ويُعاد تدويرها في الطائرة ويكونون بعيدين عن أي اسعافات طبية في حالة الطوارئ. 

ولكن غالبية شركات الطيران لا تستطيع ان تضمن توفير رحلات جوية بلا مكسرات. وتقول بعض الشركات ان افراد الطاقم يمكن ان يذيعوا اعلاناً إذا طلب منهم مسافر ذلك منهم مسبقاً. 

وتؤكد اميندا وارنر رئيسة الخدمات السريرية في منظمة الحساسية البريطانية ان فرض حظر شامل على المكسرات ليس عملياً. ولاحظت ان شركات الطيران حتى إذا امتنعت عن تقديم المكسرات فانها لا تستطيع ان تتحقق من ان مسافريها لم يحملوا معهم مكسرات لتناولها اثناء الرحلة. 

وتقدم قطارات كثيرة في بريطانيا المكسرات أو يأخذها مسافرون ضمن وجباتهم الخفيفة اثناء الرحلة. 

في المدارس يكون زهاء واحد من بين كل 50 طفلا في المرحلة الابتدائية مصاباً بحساسية من الفول السوداني. ودفع ذلك بعض المدارس الى منع الفول السوداني وأغذية أخرى في مطعم المدرسة وغرفة المعلمين وساحة اللعب. 

وطبقت مدرسة ابتدائية في جنوب ويلز مؤخراً "سياسة منع الشوكولاته" في المدرسة لأن أحد تلاميذها مصاب بحساسية من الشوكولاته. 

والمعروف ان بعض المدارس البريطانية منعت أطعمة معينة لأسباب صحية مثل عصائر الفواكه فيما منعت مدارس أخرى كعكات عيد الميلاد تحسباً لوجود مواد تثير الحساسية فيها. 

ولكن السكرتير العام لجمعية قادة المدارس والكليات جيف بارتون قال ان من الصعب إن لم يكن من المستحيل فرض حظر شامل على أطعمة معينة في المدارس. 

ودعا بارتون بدلا من ذلك الى توعية مدرسية شاملة بحيث يعرف اعضاء الهيئات التدريسية والتلاميذ كيف يتعاملون من ردود الفعل التحسسية.

وهكذا فان الأمر قد يتوقف على من يتناولون هذه الأطعمة وليس المنظمات والمؤسسات ان يفكروا مرتين قبل ان يفتحوا علبة الفول السوداني في مكان عام. 

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.com/news/uk-41017657