شارك مئات آلاف اليمنيين من مؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح في صنعاء امس الخميس، في تظاهرة حاشدة بمناسبة الذكرى الـ35 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه صالح.

 وحظيت التظاهرة بمتابعة واسعة محليًا وخارجيًا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، ولم تخلُ تلك المتابعة من الطرافة احيانا. ترصد "إيلاف" بعض ردود الفعل عن تلك التظاهرة: 

خطاب الوداع 

في اول ردود الفعل وأهمها، تحدث مصدر رئاسي مقرب من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أنه شاهد خطاب صالح أمس، وعلق عليه تعليقًا حارًا، إذ أن هادي خرج عن صمته وزف البشرى لشعبه.

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن المصدر الذي لم تسمّه، بأن فور انتهاء الخطاب القصير لصالح، علق الرئيس هادي بكلمات قصيرة للحاضرين قائلا:

"هذا خطاب الوداع لصالح وسنكون في صنعاء قريبًا بين شعبنا، وستخرج هذه الجماهير وغيرها مع الشرعية والجمهورية والوحدة والدولة الاتحادية اليمن الجديد، يمن العدالة والمساواة والشراكة بين كل أبنائه".

وأضاف: "يمن لا فيه ظالم ولا مظلوم " فصنعاء برجالها عصية ان يحكمها فتى ايران، فالمؤتمر الشعبي العام بقياداته وقواعده اكبر واطهر من ان يحوّله صالح إلى بيان يشكر فيه زعيم حزب الله الإيراني".

سلام للداخل والخارج 

على النقيض، بارك الرئيس اليمني السابق علي ناصر محمد ، مهرجان حزب صالح الذي أقيم بميدان السبعين، واعتبره رسالة سلام للداخل والخارج.

جاء ذلك في رسالة بعثها ناصر إلى الرئيس السابق علي عبدالله صالح ونشرتها وسائل إعلام يمنية.

وخاطب فيها صالح بالزعيم، وهو اللقب الذي يحب أنصاره مناداته به، قائلاً فيها: "يسرني أن أهنئكم وقيادات وأعضاء المؤتمر الشعبي العام بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لتأسيس المؤتمر الشعبي العام ونبارك لكم ولحزبكم نجاح الاحتفال اليوم".

 واردف: "خروج الجماهير في ميدان السبعين رسالة سلام للقوى المحلية والإقليمية والدولية للمطالبة بوقف الحرب"، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هذه هي رغبته أيضًا التي يجدد فيها مطالبته" الجميع بوقف الحرب والاحتكام الى لغة الحوار بدلاً عن لغة السلاح".

المؤتمر الرقم الأصعب شمالاً 

 يشير رئيس تحرير صحيفة "عدن الغد"، فتحي بن لزرق، إن "صالح رجل ذكي"، حين قال إنه مستعد لرفد الجبهات بعشرات الآلاف من المقاتلين، لكنه ربط ذلك بالعتاد والمرتبات، وهو أمر لا تستطيع جماعة الحوثي توفيره بالمطلق، أي بما معناه لن يكون فيما هو قادم من الأيام، طرفاً في أي معارك ضد الشرعية والتحالف العربي، على أمل أن تلتقط دول التحالف ذلك، وعلى رأسها السعودية.

 وأشار بن لزرق في منشور له على صفحته الشخصية بـ”فيسبوك”، إلى أن صالح كان يملك قدرة إلقاء خطاب شعبوي يقول فيه أنه سينزل شخصيًا إلى الجبهات، وسيربط مقاتلوه على بطونهم، لكنه لم يفعل وأراد إرسال رسالة سياسية إلى دول التحالف مفادها لن نقاتلكم بعد اليوم.

وقال بن لزرق، إن الحشود الهائلة التي شهدتها صنعاء اليوم، أثبتت أن المؤتمر الشعبي العام، بقيادة صالح، لا يزال الرقم الأصعب شمالاً، ولا يمكن لأي قوة سياسية تجاوزه في الوقت الحالي، وهي في نفس الوقت رسالة طمأنة للمحيط العربي بأنه بالإمكان إزاحة الحوثي من المشهد السياسي، وقطع دابر المشاريع الإيرانية.

 السخرية من صالح 

وسخر الإعلامي والكوميدي اليمني "محمد الربع" من الذين يظنون أن "صالح" سيستعيد الجمهورية. وفي أول تعليق له في حائطه بـ "فيسبوك"، علق الربع على حشود "صالح" بالقول: "بالله من جد مفكرين ان عفاش بايعيد لكم الجمهورية ما أعاد الشيبات، والعجائز إلى بيوتهم وهم جاؤوا من ذمار عشانه ورافعين صوره .. هل با يعيد لكم الجمهورية وهو من سلمها بنفسه وأشرف على استباحتها".

واضاف الربع متسائلا: "كيف يمكن أن تستعاد الجمهورية من الإماميين – الحوثيين - من خلال فعالية يضع لها الترتيبات الأمنية أبو علي الحاكم ويشرف على سيرها صالح الصماد ويروج لها علي البخيتي وتنقلها قناة المسيرة – حوثية - ويصدر محمد علي الحوثي بيان يحمد الله على نجاحها؟". 

وختم قائلا: "هؤلاء أنفسهم خرجوا في 2008م، ليصفقوا لعفاش – يقصد صالح - وهو يقول لن نسمح بعودة حكم الإمامة وخرجوا في 2015 ليصفقوا لقوله نحن وانصار الإمامة في خندق واحد، خرجوا 2011 ليصفقوا له، وهو يصف السعودية بالشقيقة الكبرى ومملكة الإنسانية ، وصفقوا له في 2014 وهو يصفها بمملكة الشر ودولة العدوان".

حسناوات المؤتمر 

 أثارت صور حسناوات حزب المؤتمر وهن يرتدين علم المؤتمر في ميدان السبعين بصنعاء بمناسبة ذكرى تأسيسه الـ 35، قريحة شعراء اليمن وضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالتعليقات على صورهن التي انتشرت بشكل واسع بين روادها.
وتداول ناشطون صوراً لعدد من مذيعات المؤتمر وناشطاته، وهن يرتدين علم المؤتمر على كامل أجسادهن ومعلقات صور الرئيس السابق صالح على صدورهن.

وكتب الشاعر اليمني جلال علوان قصيدة شعبية لاقت تفاعلاً كبيرًا عن الحسناوات اللواتي ظهرن بفساتين زرقاء فاتحة على ظهور الخيل الذي يرمز لحزب المؤتمر.

ومما قاله الشاعر في القصيدة باللهجة الشعبية واصفاً حسناوات المؤتمر المشاركات في التظاهرة: 

لا هنيه وبس..مبسم ودبله ومحبس خيل جمب الفرس.. مثل العريس والعروسه
قامته لا ارتوس..صنعن ولبنن وشركس الحلا والونس..في قومته أو جلوسه
ضحكته لا همس..مثل البرد لا تمسمس بعد شمس الغلس..ذي مشرقه من سلوسه
طعم خده بلس..وصدره اغنج مكردس والرحيق لا احتبس..غازل شواطي شموسه