في اليوم التاسع لمعركة تحرير قضاء تلعفر العراقي الشمالي في غرب الموصل هاجمت القوات العراقية مسلحي داعش في ناحية العياضية آخر معاقل التنظيم هناك، فيما قرر المجلس الوزاري للأمن الوطني اتخاذ إجراءات لتأمين الحدود العراقية مع سوريا، بعد ترحيل مسلحي داعش من الحدود السورية اللبنانية إلى بلدة البوكمال قرب الحدود مع العراق.

إيلاف: باشرت القوات العراقية الاثنين هجومها لانتزاع ناحية العياضية في شمال غرب مدينة تلعفر، مركز القضاء، من سيطرة داعش، بعدما أكملت خلال الساعات الماضية تطويقها من جميع الجهات، وحررت القرى حولها. 

وأعلن قائد عمليات "قادمون يا تلعفر" الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يارالله عن تحرير جميع أحياء مدينة تلعفر مركز القضاء، ولم تتبقَ سوى ناحية العياضية. أضاف أن "قطعات فرقة المشاة السادسة عشرة أنجزت تحرير قرى العلولية وخويتله وكصير والهارونية والفقة وقبك، فضلًا عن حقول الدواجن والصاجعة والتمارات ومعسكر الكسك وتل محمد والوائلية ومعمل غاز تلعفر". تابع إن "قطعات الفرقة حررت كذلك قلعة الحدود ومعمل جص تلعفر والبشار والنخوة شرق العياضية، فيما تمكنت من فتح طريق الكسك باتجاه تلعفر".

وأمس أكدت القوات العراقية تحريرها لمدينة تلعفر مركز القضاء بالكامل، ولم تتبقَ فيه غير ناحية العياضية والقرى المحيطة بها بيد داعش، حيث تتقدم القوات حاليًا لإنجاز تحريرها، وأشارت إلى قتل 253 داعشيًا.

تلعفر محررة بالكامل باستثناء ناحية العياضية بيد داعش

وكان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد أعلن فجر يوم العشرين من الشهر الحالي إنطلاق عمليات تحرير قضاء تلعفر الذي يبعد 80 كيلومترًا عن غرب الموصل، مؤكدًا أن موعد النصر سيتحقق قريبًا، وأن مدينة تلعفر ستعود لتلتحق بركب التحرير.

تأمين الحدود مع سوريا
من جهته، ناقش المجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة رئيس الوزراء حيدر العبادي سير عملية تحرير تلعفر والتقدم الكبير للقوات بتحرير الجزء الأكبر من القضاء، إضافة إلى الاستعدادات لتحرير بقية المناطق.

كما بحث المجلس الخطط الموضوعة لتأمين الحدود العراقية السورية، واتخذ مجموعة من التوجيهات في ما يخص إعادة النازحين إلى المناطق المحررة في محافظة نينوى.. ووافق على توقيع مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري بين وزارتي الدفاع العراقية والكرواتية، كما جاء في بيان صحافي للمكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء الليلة الماضية وتابعته "إيلاف".

جاءت الاستعدادات العراقية هذه لتأمين الحدود مع سوريا إثر إعلان حزب الله اللبناني أمس أن قافلة مسلحي تنظيم داعش وعائلاتهم ستّتجه إلى مدينة البوكمال في ريف دير الزور، وفق ما تمّ الإتفاق عليه.

يشار إلى أن البوكمال مدينة سورية حدودية تقع على الضفة اليمنى لنهر الفرات في شرق سوريا على مسافة 8 كيلومترات من الحدود السورية العراقية. وكشف الحزب أن قافلة عناصر داعش ستنسحب من الحدود اللبنانية السورية إلى مدينة البوكمال السورية في ريف دير الزور الشرقي عبر اتفاق بين الطرفين، وافقت عليه دمشق. 

وأشار إلى أن 17 حافلة و10 سيارات للهلال الأحمر السوري وصلت إلى منطقة قارة في القلمون الغربي لنقل عناصر داعش وعائلاتهم إلى البوكمال.

وأطلقت قوات النظام السوري، بالتعاون مع ميليشيات حزب الله المدعومة إيرانيًا السبت الماضي، حملة في المناطق المحاذية للحدود اللبنانية من الجهة السورية، في حين عمد الجيش اللبناني أيضًا إلى شن حملة ضد التنظيم وجبهة النصرة من الجانب اللبناني، لاسيما في رأس بعلبك والقاع وغيرهما، لتطهير منطقة الجرود، في عملية قال إنها لا تجري بالتنسيق مع أحد، لا حزب الله ولا قوات الأسد.