حكمت محكمة هندية على زعيم روحي لطائفة الاثنين بالسجن عشر سنوات بعدما أدانته باغتصاب اثنتين من أتباعه، وتسببت إدانته في الأيام الأخيرة إلى أعمال عنف قام بها أتباعه وأسفرت عن سقوط 38 قتيلًا. 

إيلاف - متابعة: قال محامي الدفاع أوتساف سينغ باينز بعد صدور الحكم من قبل محكمة شكلت خصيصًا في ولاية هاريانا في شمال الهند ان "رام رحيم حكم عليه بالسجن عشر سنوات".

وكانت ادانة زعيم الطائفة ادت الى اعمال شغب قام بها اتباعه واسفرت عن سقوط 38 قتيلاً. وحذرت الشرطة الهندية الاثنين من انها ستستخدم كل القوة اللازمة لحفظ النظام عند صدور الحكم.

وحذرت الشرطة الهندية الاثنين من أنها ستستخدم كل القوة اللازمة لحفظ النظام عند صدور الحكم بحق زعيم طائفة مثير للجدل أدين بالاغتصاب، مما دفع أتباعه إلى القيام بأعمال شغب أسفرت عن مقتل 38 شخصًا. 

قطع الطرقات والانترنت
وكان عشرات الآلاف من أنصاره أضرموا النيران بالسيارات، واشتبكوا مع عناصر الأمن في ولاية هاريانا الشمالية، بعد دقائق على إدانة سينغ الجمعة بجريمة اغتصاب فتاتين من أتباعه. 

ودان رئيس الوزراء ناريندرا مودي أعمال العنف، في حين وجّهت انتقادات إلى حزبه، حزب الشعب الهندي (باراتيا جاناتا) الذي يدير ولاية هاريانا، لفشله في توقع اندلاع أعمال الشغب. 

لكن الشرطة لم تعد تترك أمرًا للصدفة في روهتاك، حيث قطعت الانترنت في الهواتف المحمولة، ونصبت حواجز وأسلاكاً شائكة على الطرقات، فيما انتشر الجنود على نقاط التفتيش. 

ووضع أكثر من مئة من أهم أنصار سينغ قيد الاحتجاز كاجراء احترازي، بحسب قائد الشرطة نافديب سينغ فيرك الذي اكد أن عناصره سيستخدمون "كل ما يلزم من قوة" لمواجهة اتباع الزعيم الروحي في حال لجأوا مجددًا إلى العنف. وقال قائد الشرطة لشبكة "ان دي تي في" الإخبارية "في حال تطلب الوضع استخدام الأسلحة النارية، فلدى ضباطي كامل الصلاحية". 

مروحية لنقل قاضٍ
سيتم نقل قاضٍ باستخدام مروحية لإصدار الحكم بحق سينغ، الذي يعرف بـ"الزعيم الروحي البراق"، نظرًا إلى عشقه للأزياء البراقة المزينة بالمجوهرات.

ورُفعت قضية الاغتصاب ضده بعدما أرسلت امرأة مجهولة رسالة عام 2002 الى رئيس الوزراء حينها اتال بيهاري فاجبايي تتهم فيها سينغ باغتصابها ونساء اخريات عدة من أتباع الطائفة. وطلب قاضٍ من مكتب التحقيقات المركزي متابعة الاتهامات، لكن مضت سنوات قبل تعقب اثر الضحايا، الى ان رفعت امرأتان دعوى سنة 2007.

وتجمع نحو 200 الف من طائفة سينغ - "ديرا ساشا سودا"- في مدينة بانتشكولا دعمًا له عشية صدور الحكم.

السلطات لم تقدر الخطر
تبعت ذلك تظاهرات عنيفة في هاريانا التي تشكل قاعدة أنصاره وتقع بمحاذاة نيودلهي، حيث جهزت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه. وأشار البعض إلى أن سلطات ولاية هاريانا لم تقدر الخطر الذي يمثله اتباعه بشكل صحيح. 

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، احتشد الآلاف من اتباعه في مقر طائفته في مدينة سيرسا بالولاية، رغم دعوات الشرطة والجيش لهم بانهاء التجمع. وبدأ اتباعه في وقت لاحق الخروج من المجمع بشكل تدريجي الأحد، تحت إشراف مئات الجنود وشرطة مكافحة الشغب بعد رفع حظر التجول لوقت قليل. 

وقال مودي الأحد إن "الشعور بالقلق أمر طبيعي" مع وصول العنف لوقت قصير إلى العاصمة نيودلهي. أضاف مودي في خطابه الشهري عبر الإذاعة "العنف بكل اشكاله ليس مقبولاً في البلاد". وقال إن "الذين يأخذون حقهم بايديهم او يلجأون الى العنف لن يكونوا بمنأى عن الملاحقة، ايًا كانوا". ويصر أتباع الزعيم على براءته. 

وهزت الهند فضائح عدة مرتبطة بزعماء طوائف اكتسبوا شهرة ويدعون امتلاك قوات سحرية. وتصف طائفة "ديرا ساشا سودا" التي يقودها سينغ نفسها بأنها منظمة روحية، وتعنى بالرعاية الاجتماعية، ولكنه ليس ببعيد عن الجدل المثار حوله. 

وفي 2015، اتهم بتشجيع 400 من اتباعه على الخضوع لعملية اخصاء في مقره الديني، لكي يتقربوا اكثر من الإله. وفي 2002 تمت محاكمته للاشتباه في ضلوعه في مؤامرة لقتل صحافي.