في أول رد فعل عراقي على نقل عناصر داعش من الأراضي اللبنانية إلى الحدود السورية مع العراق، أكد العبادي أن هذا الأمر مرفوض تمامًا، مشددًا على أن بلاده لا تسعى إلى احتواء عناصر التنظيم، وإنما القضاء عليهم. واعتبر استفتاء إقليم كردستان للانفصال عن العراق أمرًا لا قيمة له.

إيلاف: خلال مؤتمره الصحافي الأسبوعي في بغداد اليوم، الذي تابعته "إيلاف"، فقد اعتبر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي نقل أعداد كبيرة من عناصر داعش من مناطق لبنانية على الحدود السورية إلى الحدود العراقية أمرًا غير مقبول، داعيًا الحكومة السورية إلى التحقيق في الأمر.&

وأشار إلى أن العراق لم يسعَ أبدًا إلى التفاوض مع داعش لنقل عناصره إلى مناطق آمنة، وفي كل المعارك معهم كان الخيار هو الاستسلام أو القتل، فكان الخيار الأخير هو المرجّح. وكان هذا هو الخيار في معارك العياضية الحالية، التي هرب إليها الدواعش من مدينة تلعفر مركز القضاء، مشددًا على أن الوقت قريب للقضاء على التنظيم بشكل تام.

وبعدما رفض نقل عناصر داعش من لبنان إلى الحدود السورية مع العراق، فقد وصف العبادي هذا الأمر بالمقلق والمسيئ إلى الشعب العراقي وغير المقبول.. وقال: "كنا نتمنى أن يحصل هناك مثلما يحصل في العراق في التعامل مع عناصر داعش من خلال القضاء عليهم، لأن نقلهم آمنين سيزيد من عمليات قتل العراقيين والسوريين".

أضاف العبادي إن "العراق غير سعيد بقرار نقل الدواعش هذا، فهو أمر غير صحيح وخطر، ويمنح الإرهابيين فرصة حياة بعدما ضاق الخناق عليهم، وأخذوا يلفظون نفسهم الأخير".. وأشار إلى بدء محادثات عراقية سورية روسية حول هذا الأمر، ملمّحًا إلى إمكانية وقف نقل الدواعش هذا.&

ضم كركوك إلى استفتاء إقليم كردستان على الانفصال عن العراق لا قيمة له
وحول قرار مجلس محافظة كركوك اليوم بمشاركة المحافظة في استفتاء إقليم كردستان للانفصال عن العراق، فقد أكد العبادي أن هذا الاستفتاء خاطئ وغير دستوري.

وشدد على أن استفتاء الإقليم لا قيمة له، وسيبعث على المزيد من الصراعات، منوهًا بأنه من الخطأ إرغام الآخرين بالقوة على المشاركة في الاستفتاء، داعيًا إلى التفاهم على حل الخلافات لمصلحة جميع العراقيين. وأشار إلى أن حل قضية المناطق المتنازع عليها يتم من خلال معرفة رغبة سكانها في ما يريدونه من حكمها وإعمارها. وشدد على رفض تقسيم العراق إلى كانتونات متنازعة.. وقال إن العراق سيكون أقوى إذا كان موحدًا، لأن النزاع سيضر بجميع المواطنين، بمن فيهم الأكراد.

وعن تصاعد عمليات الاختطاف والاغتيال في محافظة كركوك، أشار العبادي إلى أن هناك أشخاصًا يستغلون مناصبهم للتواطؤ في هذه العمليات، منوهًا بأنه يجري حاليًا تحقيق في الأمر، وسيحال المتورطين على المحاكم.

فتح منفذ طريبيل الأربعاء
وأعلن العبادي أن معبر طريبيل العراقي الأردني سيفتتح غدًا الأربعاء لتنشيط التجارة والتنقل بين البلدين. وأشار إلى أن حكومتي العراق والأردن انفقتا على فتح المعبر تدريجيًا، بحيث يتم أولًا تنقل الحجاج والمسافرين ونقل البضائع عبره، ثم &يفتتح بشكل تام بعد فترة اختبار.

يذكر أن معبر طريبيل كان أغلق في إبريل عام 2015 بعد تنفيذ تنظيم داعش لعملية انتحارية، قتل خلالها 15 عنصرًا من قوات حرس الحدود العراقية. وكان آمر فوج الصقور العراقي العقيد شاكر الريشاوي أعلن أمس الإثنين عن افتتاح المعبر رسميًا وبشكل دائم قبل نهاية الشهر الحالي، بعدما أنهت جميع الأجهزة المختصة الإجراءات الأمنية والخدمية لتأمين الطريق الدولي البري بين عمّان وبغداد.

مباشرة عمل الموظفين
وأشار إلى أن جميع الموظفين باشروا عملهم في معبر طريبيل، في الأسبوع الماضي، مع تشغيل الوحدات الخدمية وأجهزة الفحص المختبري استعدادًا لاستقبال البضائع الآتية من الأردن إلى الأنبار من خلال منفذ طريبيل.

العراقيون مستاءون
يذكر أن الاتفاقية بين حزب الله اللبناني والمئات من عناصر تنظيم داعش التي تقضي بنقلهم من جرود عرسال على الحدود اللبنانية السورية إلى ريف البو كمال على الحدود العراقية السورية قد أثارت غضب العراقيين، الذين طالبوا حكومتهم بالتحرّك فورًا لمنع وصول عناصر التنظيم إلى بلادهم.

واليوم اتهم النائب عن التحالف الوطني العراقي الشيعي علي البديري الحكومتين العراقية والسورية بالتآمر على الشعب العراقي والحشد الشعبي إثر سكوتهم عن الصفقة التي حصلت بين حزب الله اللبناني وداعش التي نقل بموجبها عناصر التنظيم إلى منطقة البو كمال، مخاطبًا حزب الله بالقول: "دماء شبابنا وشعبنا وحشدنا ليست أرخص من دماء اللبنانيين".&

وقال البديري في تصريح صحافي إطلعت عليه "إيلاف" إن "الاتفاق الذي حصل بين حزب الله اللبناني والحكومة السورية من جهة وتنظيم داعش الإرهابي من جهة أخرى نعتبره بكل بساطة مؤامرة على العراق"، مبينًا أن "ان شبابنا الذي ذهب إلى القتال في سوريا، وقدم الدماء للدفاع عن المقدسات، اليوم يُجازى من الحكومة السورية بنقل داعش إلى حدود بلدهم".

وغادرت أمس الاثنين عشرات الحافلات التابعة للهلال الأحمر السوري، والتي تقل مسلحي داعش من الأراضي اللبنانية باتجاه ريف دور الزور، حيث بلدة البو كمال الواقعة على الحدود العراقية السورية، وفقًا لاتفاق مسبق تم التوصل إليه بين مسلحي التنظيم وحزب الله اللبناني.
&