وصلت قافلة تقل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية وعائلاتهم إلى نقطة تبادل شرقي سوريا، وسينتقلون منها إلى أراض خاضعة لسيطرة التنظيم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار، بحسب ما أفادت به وسائل إعلام حزب الله اللبناني.

وغادرت قافلة الحافلات وسيارات الإسعاف الحدود اللبنانية السورية الاثنين برفقة قوة من الجيش السوري، بناء على وقف لإطلاق النار، بدأ تنفيذه الأحد.

وأنهى الاتفاق هجوما استمر أسبوعا على جيب جبلي للتنظيم المتشدد بمنطقة الحدود بين لبنان وسوريا، شنه الجيش اللبناني على جهة، بينما حارب مقاتلو حزب الله والجيش السوري على الجبهة الأخرى.

ويسيطر لبنان بعد هذا الهجوم على حدوده مع سوريا للمرة الأولى منذ سنوات. وتقوم قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في المنطقة بدوريات على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل.

وأظهرت لقطات عرضتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أفراد الجيش اللبناني الثلاثاء وهم يرفعون علم لبنان قرب الحدود، وينتشرون في المنطقة التي انسحب منها مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدر أمني قوله إن هناك عددا غير معروف من الألغام في المنطقة، وقد يكون نزعها صعبا لأن الجيش لا يملك خرائط لأماكنها.

وأضاف المصدر أن نزع الألغام سيبدأ قريبا حتى يتمكن الناس من العودة لأعمالهم في المنطقة الجبلية التي تشمل حقولا ومحاجر.

"وجود لبناني"

وكانت عملية الإخلاء قد أدت إلى انسحاب المسلحين إلى شرق سوريا الاثنين، ونظم بعدها الجيش اللبناني جولة صحفية في المنطقة.

وأخذ عشرات الجنود اللبنانيين ينشئون نقاطا له على سلسلة من التلال الجرداء القريبة من الأراضي السورية.

جنود لبنانيون يشيرون بعلامة النصر في رأس بعلبك
Reuters
جنود لبنانيون يشيرون بعلامة النصر في رأس بعلبك

ونقلت وكالة فرانس برس عن عضو في الفرقة الخاصة في الجيش قوله "قبل وصول مسلحي التنظيم إلى هنا لم يكن هناك وجود لبناني".

وقال الجندي الذي طلب عدم ذكر اسمه "عندما تقدمنا، سحبنا علم التنظيم وعلقنا مكانه العلم اللبناني للمرة الأولى".

ويتقاسم لبنان وسوريا حدودا طولها 330 كيلومترا، دون تحديد رسمى للحدود فى عدة نقاط، من بينها شمال شرق البلاد.

وظلت الأراضي الجبلية التي يسيطر عليها الجيش حاليا - على مدى سنوات - تستخدم من قبل المهربين في جلب الديزل المدعوم من الدولة في سوريا إلى لبنان.

وفي عام 2014، فجر مسلحون متشددون جانبي الحدود، بما في ذلك جرود رأس بعلبك، وبلدة عرسال الحدودية.

وكان الجيش اللبناني قد شن عملياته على المسلحين في 19 أغسطس/آب في الوقت نفسه الذي شن فيه حزب الله اللبناني والجيش السوري هجوما آخر على الجانب السوري.

ووصف أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، انسحاب تنظيم الدولة الإسلامية بأنه "تحرير ثان"، ودعا إلى الاحتفال به.