«إيلاف» من بيروت: سيستقبل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري في الثامنة والنصف من صباح يوم الجمعة المقبل.

ويتهيّأ رئيس الحكومة سعد الحريري لزيارة باريس منتصف الأسبوع المقبل للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وفي مقدم جدول أعمال محادثاته تعزيز الدعم الفرنسي للجيش اللبناني.

 وستكون زيارة الحريري الى فرنسا يومي 31 أغسطس و1 سبتمبر، الأولى للرئيس إيمانويل ماكرون منذ توليه الرئاسة، وسبق للحريري أن استقبل ماكرون خلال حملته الرئاسية عندما زار بيروت، حيث أنهى اجتماعهما قائلاً له "وداعًا السيد الرئيس". 

 ويلتقي الحريري الخميس نظيره الفرنسي إدوار فيليب ووزير الخارجية جان ايف لودريان ووزير المال برونو لومير، وفي اليوم الثاني يلتقي ماكرون ثم وزيرة الدفاع فلورانس بارلي ورئيس مجلس الشيوخ جيرار لارشي.

ويسعى الحريري الى طلب دعم فرنسا لعقد مؤتمر لدعم الاقتصاد اللبناني كي يتمكن من تحمل عبء اللجوء السوري الى لبنان، إضافة الى تعزيز الدعم الفرنسي للجيش، وتبقى زيارة الحريري لفرنسا مهمة في إطار العلاقات التقليدية بين البلدين.

علاقة تاريخية

تعقيبًا على زيارة الحريري لفرنسا، يؤكد النائب السابق مصطفى علوش في حديثه لـ"إيلاف" أن العلاقة بين لبنان وفرنسا تبقى تاريخية، وعلاقة جيدة، ودائمًا فرنسا تؤكد على أهمية لبنان بالنسبة لها، وعلى حسن الاهتمام والتعاون على مدى سنوات، منذ استقلال لبنان، لذلك الحريري، وبناء على كل ذلك، وبما أن فرنسا دولة كبرى وأساسية فزيارته لها لإعادة الوصل والتفاهم على مجمل الأمور، وللتأكيد على الأمور المتعلقة بالقضايا الثقافية وأمور أخرى.

الجيش اللبناني

وردًا على سؤال هل يتم استثمار الإنتصار في معركة فجر الجرود من أجل وهب فرنسا المزيد من العتاد والأسلحة للجيش اللبناني؟ يلفت علوش إلى أن ذلك قد يتم، والمساعدات موجودة من الولايات المتحدة الأميركية ومن فرنسا خصوصًا، ولكن المساعدات والتبرعات قد تكون مرتبطة بقدرة فرنسا الإقتصادية، المهم أن هذا الموضوع سيكون جزءًا من المباحثات بين الحريري والقيادة الفرنسية.

عناصر داعش

وردًا على سؤال بأن الحريري يذهب الى فرنسا ولا يزال الجدل يتناول موضوع وجوب عدم ترك عناصر داعش يعودون من لبنان إلى سوريا، في هذا الخصوص يرى علوش أنه علينا أن نحزن ونترك فترة للحزن على جنودنا الأسرى، الذين قتلهم داعش، ومن بعدها يمكن التحليل، وقد يحاول الآخرون ذر الرماد في العيون، لكن كما نرى فإن قضية ابو سوس والتلي وشاكر العبسي تبقى نفسها هناك إدخال عن قصد لهؤلاء لابتزاز لبنان والإخراج يبقى مسرحيًا لسحب القضية من التداول وإخفاء اثر هذه القضية، وهناك دور لمنظومة الأسد وحزب الله لإدخال هؤلاء الإرهابيين وإخراجهم من لبنان.

اللاجئون السوريون

عن تباحث موضوع اللاجئين السوريين في لبنان بجدية بين الحريري والقيادات الفرنسية، يؤكد علوش أن الملف السوري موضوع خلاف بين اللبنانيين، وهو عمليًا إشكاليته كبرى، وما يهم لبنان مساعدة فرنسا في قضية اللجوء السوري وإيجاد حل سريع للقضية السورية، حتى يعود اللاجئون مع عودة الاستقرار إلى سوريا، أما الأمور الأخرى فتبقى موضع جدل، خصوصًا بقاء الأسد في الحكم.

ويؤكد علوش أن العلاقات بين لبنان وفرنسا مستمرة، وعلاقات على مدى عقود أكدت أهميتها خصوصًا بالنسبة للبنان، كبلد مرتبط بالفرنكوفونية لأكثر من مئة سنة، وعمليًا العلاقات الثقافية تبقى مستمرة مع عشرات الآلاف من الطلاب الذين درسوا في الجامعات الفرنسية، بالإضافة الى المسائل السياسية والإقتصادية، وكلها قضايا على لبنان أن يتواصل بها مع فرنسا مع زيارة الحريري المقبلة إليها.