«إيلاف» من نيويورك: يعد سفير الولايات المتحدة الأميركية السابق إلى الأمم المتحدة، جون بولتون، من أشد معارضي الاتفاق النووي مع إيران، معتبرًا انه يشكل خطراً كبيراً على بلاده.

بولتون وضع خطة تتضمن الخطوات التي يجب على بلاده اتباعها للخروج من الاتفاق مع إيران، حصد الرجل إهتمام السياسيين الإيرانيين، وفي المقابل فشل في جذب إهتمام من كتب الخطة لأجلهم.

السفير السابق، ابدى تذمرًا من عدم تمكنه من لقاء ترمب لاطلاعه على الخطة التي اعدت بناء على طلب كبير مساعدي الرئيس الأميركي للشؤون الاستراتيجية سابقا، ستيفن بانون.

رؤية الرئيس مستحيلة

وقال بولتون،"إن تغيير الموظفين بالبيت الأبيض جعل من المستحيل عليه رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب من أجل إطلاعه على خطة الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران".
وقد نشر بولتون خطته المكونة من خمس صفحات في مجلة ناشيونال ريفيو، لأنه وبحسب رأيه لم يعد قادراً على تأمين لقاء مع الرئيس.

كبير المساعدين الاستراتيجيين السابق طلبها

ووفقًا لبولتون، فإن ستيف بانون طلب منه في أواخر يوليو الماضي، وضع خطة للخروج من الاتفاق مع ايران، لأن الرئيس ترمب لم يتمكن من الحصول على مثل هذه الخطة من مستشاريه رغم مطالبته بالحصول عليها مرارًا وتكراراً".

اهتمام ايراني

وفي الوقت الذي تجاهل فيه البيت الأبيض وسيده بولتون وخطته، حظي الأخير باهتمام إيراني، بعدما ندّد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بمشروع السفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة، لانسحاب أميركا من الاتفاق النووي، وعدّه بمثابة هزيمة كبيرة لواشنطن، وأنه سيزيد من عزلتها الدولية.

من يمسك بسياسة ايران

بولتون قال إن وضع خطة للخروج من اتفاق أوباما النووي كان سهلاً جدًا، ولكن فشله في إيصال خطته إلى مكتب الرئيس دفعه إلى التساؤل من الذي يسيطر على السياسة الإيرانية في البيت الأبيض".

الخطة التى نشرها بولتون تعد خطوطًا عريضة يمكن التوسع بها لتصبح مئة صفحة شاملة بحال قررت الإدارة التخلي عن الاتفاق مع ايران.

اتفاق يهدد امن اميركا القومي

وتصف الخطة، "الاتفاق النووي الايراني المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة او خطة العمل المشتركة بأنه "تهديد لمصالح الامن القومي الاميركي تزداد خطورته يومًا بعد يوم".

بولتون اعتبر في خطته، ان طهران تنتهك بنود الاتفاق الذي لا يصب في مصلحة واشنطن بالأساس، ورأى ضرورة منع السفن والطائرات الإيرانية من استخدام موانئ ومطارات الدول الحليفة للولايات المتحدة، وإنهاء كل أنواع التأشيرات الممنوحة للإيرانيين، ودعم قوى المعارضة الإيرانية.
وشدد "على أنه يجب على الولايات المتحدة أن تتشاور مع حلفائها مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسرائيل على الفور وبعيداً عن الضجيج، وأن تثبت أن الاتفاق النووي يضر بالمصالح الأميركية، وأن تجمع الوثائق التي تظهر كيفية انتهاك إيران لالتزاماتها وأن السلوك الإيراني في الإقليم أصبح أسوأ بكثير قياساً مع ما قبل توقيع الاتفاق في يوليو 2015."

حملة دبلوماسية لمواجهة المد الايراني

كما اقترح "تدشين حملة دبلوماسية دولية بالتركيز على أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط للتأكيد على ضرورة مجابهة مخاطر المدّ الإيراني، وإطلاق حملة لكسب دعم الكونغرس والرأي العام داخل الولايات المتحدة وخارجها. وأكد أن إدارة دونالد ترمب تستطيع أن تخلص الولايات المتحدة من الاتفاق النووي في أقرب فرصة."
ورأى بولتون "أنه كما ينص الاتفاق على أن إيران لم تقم بأي عمل بما فيه أي أنشطة سرية يمكن من خلالها أن تطور برنامجها للأسلحة النووية، فإن رفض إيران السماح للمحققين بتفتيش منشآتها العسكرية يوفر أسباباً مهمة لواشنطن في قرارها، خاصةً أن هناك علاقة سرية بين إيران وكوريا الشمالية لتطوير الأسلحة النووية".

الإضاءة على السلوك غير المقبول
وأكد على ضرورة تقديم المعلومات الكافية عن سلوك إيران غير المقبول في جميع أنحاء العالم، وأنه "يجب أن نطمئن المجتمع الدولي أن القرار الأميركي سيؤمن السلام والأمن للعالم بخلاف الاتفاق النووي".
وسلّط بولتون "الضوء على سلوك إيران غير المقبول، مثل دورها كمصدّر عالمي للإرهاب الدولي، بما في ذلك توجيهاتها وسيطرتها على ميليشيا حزب الله ونشاطاته وتغذيتها للحروب والصراعات في العراق وسوريا ولبنان."