الامم المتحدة: تبنى مجلس الامن الدولي الاربعاء بالاجماع قرارا يمدّد لمدة عام مهمة قوة الامم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، بعد خلافات بين الاوروبيين والاميركيين الذين أرادوا تعزيز مهامها لمواجهة حزب الله.

وقالت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة نيكي هايلي، التي رحّبت بتفويض اليونيفل الجديد واعتبرته أقوى من قبل، ان "غيوم الحرب تتراكم" في جنوب لبنان و"القرار يتطلب من اليونيفيل مضاعفة الجهود (...) حتى لا يكون هناك من أسلحة وارهابيين" في هذه المنطقة.

وفي المقابل، أشارت ايطاليا التي تعدّ 1100 عنصر في لبنان وفرنسا (700 عنصر) التي صاغت القرار، الى أن تفويض اليونيفيل لم يتضمن أي تعديل جوهري في مهمتها مثلما كانت واشنطن تطالب به بالأساس.

وتعدّ قوات اليونيفل، الموجودة منذ عام 1978 في لبنان، ما يقارب ال10500 عنصر.

وجاء في احدى فقرات نص القرار الذي تم تبنيه انه سيُطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "البحث في سبل تعزيز جهود اليونيفيل، خصوصا حضورها على الأرض عبر الدوريات وعمليات التفتيش، في تفويضها وقدراتها الحالية".

وقال السفير الايطالي لدى الامم المتحدة سيباستيانو كاردي ان هذه الفقرة "لا تعدل تفويض اليونيفيل". 

وأشار الطرف الفرنسي من جهته الى أن دور الجيش اللبناني لم يتغير في نص القرار كما أن قوات اليونيفيل يجب أن تقدم الدعم الى لبنان خصوصا في عمليات التفتيش عن الأسلحة.

وأفادت باريس أن الولايات المتحدة أرادت ادخال تعديلات أكبر لكنها لم تكن مقبولة لأنها ستغير جوهر المهمة، مشيرة إلى أنها حظيت بدعم غالبية أعضاء مجلس الأمن في رفض هذه التعديلات.

ويعتبر الاوروبيون أنه لا يجوز الطلب من قوات اليونيفيل الدخول الى منازل لمصادرة أسلحة، وهو ما لا يجيزه لها تفويضها إلا في حال وجود تهديد معين وآني.

تحليلات متباينة

ويختلف الاميركيون والاوروبيون على نقطة مهمة أخرى وهي تقييمهم للوضع في المنطقة.

بالنسبة الى واشنطن حليفة اسرائيل الرئيسية، فإنّ "الوضع يبقى بمنتهى الصعوبة" في جنوب لبنان وبخاصة مع "تكدّس سلاح (...) خارج عن سيطرة الحكومة" اللبنانية، حسب ما أكدت هايلي، التي رأت أن قيادة اليونيفيل "تتغاضى" عن هذه المسألة.

وكررت اسرائيل في الآونة الأخيرة أن حزب الله الشيعي اللبناني يواصل التسلح، وبات يملك 120 ألف صاروخ. وأكدت أنه يستخدم مدارس وجوامع في جنوب لبنان لأهداف عسكرية ويكدس الأسلحة في المنازل لمواجهتها.

وأقرت نائبة ممثل فرنسا لدى الأمم المتحدة آن غوين بان "اليونيفيل يمكنها القيام بعمل أكبر وافضل"، غير انها اشارت الى ان الوضع في هذه المنطقة "مستقر بشكل عام منذ عشرة اعوام". وتحدثت عن "توازنات حساسة" لا يجدر اعادة النظر فيها.

وشددت السفيرة الاميركية على ان "الولايات المتحدة لن تبقى مكتوفة الأيدي بينما يعزز حزب الله نفسه استعدادا للحرب".

وشكل موضوع تجديد مهمة قوات اليونيفيل طوال شهر آب/أغسطس موضع اختبار قوة محتدم بين الولايات المتحدة وشركائها في مجلس الأمن. فبالنسبة الى ادارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لا يمكن من الناحية الفنية تجديد مهام بعثات قوات حفظ السلام الدولية من دون اعادة النظر في جوهر مهمتها.

والولايات المتحدة التي لا تشارك بعسكريين في اليونيفيل، وجدت نفسها معزولة في مجلس الأمن في مسألة تمديد مهمة هذه القوة في لبنان.

وتنتشر قوة اليونيفيل منذ العام 1978 إثر احتلال إسرائيل أجزاء واسعة من جنوب لبنان. وكانت مهمتها ضمان الانسحاب الإسرائيلي من لبنان واستعادة السلام والأمن في المنطقة، وتوسعت مهماتها عام 2006 لتشمل رصد وقف الأعمال القتالية بين إسرائيل وحزب الله بعد صدور القرار 1701 الذي وضع حدا لحرب مدمرة بين الطرفين.