أولت العديد من الصحف العربية اهتمامًا بموسم الحج ودعت الدول الإسلامية إلى ترسيخ قواعد السلام ونبذ الخلاف.

قالت الرياض السعودية في افتتاحيتها إن شعائر الحج تشكل "لوحة بيضاء تعيد المسلمين إلى الرسالة السامية التي دعا إليها دينهم (إنما المؤمنون إخوة) و(لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى)، وهي القواعد التي أسست لأعظم حضارة إنسانية في التاريخ حيث حملت السلام لكل الناس وساوت بينهم في الحقوق والواجبات وخلّصت البشرية من كل ما خلفته الحضارات السابقة من صور الظلم والطغيان".

وتضيف الجريدة أن "المعاني السامية التي قررها الإسلام يجب أن تكون هي الرسالة التي يحافظ عليها أبناء الأمة وهي أمانة يحملها الجميع من دون استثناء لتبقى في الطريق القويم".

في السياق ذاته، يقول فايز الربيع في الرأي الأردنية إن بعض شعائر الحج "تؤسس لجوانب عظيمة من الميثاق الإسلامي لحقوق الإنسان".

ويمضي الكاتب موضحاً أن "حقوق الإنسان في النظرية الإسلامية فرائض مفروضة وعزائم معزومة وواجبات لا يفرط فيها طالبها... هي فرائض عالمية لا تخص إنسانا دون آخر وتتميز بالتوازن والاعتدال وتشمل المرأة والرجل والفرد والأسرة والمجتمع".

أما صبحي غندور فيرى في البيان الإماراتية أن "الحجاج يعودون بعد أداء المناسك إلى أوطانهم وأقوامهم ليجدوها كما تركوها، مليئة بنواقض ما عاشوه من نبل معان وما أدركوه من دروس عظيمة في الحج، فالحجاج في زمننا هذا يعودون إلى أوطان عربية وإسلامية لا تتوافق أوضاع الكثير منها مع حقيقة حِكَم الحج ومعانيه... إذ يعيش بعض هذه البلدان انقسامات حادة بين مسلمين ومسلمين، بينما جمعت مناسك الحج بين مسلمين من مختلف الفرَق والمذاهب والاجتهادات، والكل يعلم أن أحد أهم معاني الحج هو إظهار وحدة المسلمين في تجمعهم السنوي الهائل".

ويدعو الكاتب المسلمين إلى "العودة إلى جوهر إسلامهم، ليكونوا بالفعل (خيرَ أمةٍ أُخرِجت للناس) بعدما حملت رسالة تدعو إلى الإيمان بالله الواحد وبكتبه ورسله، لا تفرق بينهم، وتؤكد وحدة الإنسانية وعلى قيم العدل والمساواة بين البشر".

من جانبه، قال رشيد حسن في الدستور الأردنية إن الصورة "الرائعة لوحدة المسلمين" التي ترتسم خلال مناسك الحج هي " للأسف صورة وقتية، مؤقته، لا تدوم طويلا، ولا تصل الى قلوب كثيرين من أبناء الأمة، بعد أن تحجرت هذه القلوب، وعادت الى الجاهلية الأولى، إلى ثارات القبائل، إلى أيام البسوس وداعس والغبراء، متناسين تحذير رسولنا الكريم في خطبة الوداع من العودة الى هذه الجاهلية التي ترخي بسدولها المظلمة على ديار العرب والمسلمين".

يقول محمد أمين في المصري اليوم المصرية: "هل فكّر الذين يجلسون في مخيمات عرفات في أحوال سكان مخيمات اللاجئين؟ هناك فرق كبير. هؤلاء لاجئون إلى الله، ودّعوا بيوتهم بحريتهم وهربوا من ذنوبهم. ارتضوا عيشة الخيام بدلاً من القصور. أما اللاجئون الفارون فلم يفضلوا عيشة الخيام، ولكنها فُرضت عليهم. هربوا من عدو لا يرحم. مضطرين إلى المخيمات. وهربوا من أموالهم وسلطانهم. ليعيشوا في (مخيمات) إلى أجل غير مسمى".