أورانج: رفض بوني وميسي غيفنز كغيرهما من عدد كبير من سكان مدينة اورانج في تكساس، مغادرة منزلهما حتى عندما تسربت المياه الى داخله، وفضلا البقاء فيه على الرغم من التحذيرات من الاعصار هارفي.

ورفض الزوجان مغادرة المنزل الذي يعيشان فيه منذ سنوات حتى عندما رأيا مراكب ومروحيات تهب لانقاذ جيرانهما الذين لم يتم اجلاؤهم.

وقالت ميسي وهي تتحدث عن الاضرار "لم ار عاصفة كهذه من قبل". وأضافت "عندما اشتدت العاصفة شعرت ببعض الهلع"، مشيرة الى ان العشرة سنتمترات في بهو منزلها ليست مهمة بالمقارنة مع منازل أخرى تبعد شارعين عنها وبلغ مستوى المياه فيها حوالى متر.

وقد انحسرت المياه حاليا من معظم احياء اورانج. لكن آثار مرور الاعصار هارفي واضحة من اشجار اقتلعتها الرياح العاتية الى أعمدة مكسرة.

ويكشف انخفاض مستوى المياه تدريجيا حجم الاضرار المادية التي يمكن ان تبلغ قيمتها بين عشرين وثلاثين مليار دولار، من بيوت غمرتها المياه حتى السطح الى بيوت متنقلة عائمة ومراكب مقلوبة ومستودعات مدمرة انتشرت محتوياتها في كل مكان.

ومر الحرس الوطني في اورانج الخميس لاجلاء الاشخاص العالقين على طرق ما زالت تغمرها المياه.

وقالت ريتشل ولسون (29 عاما) "أقاموا جسرا جويا لنقل الناس بالمروحية". وأضافت السيدة التي رفضت مغادرة منزلها في اطار عمليات الاجلاء انها محظوظة لان المياه توقفت على بعد سنتمترات عن باب منزلها بينما بلغ ارتفاعها حتى الخصر تقريبا على الطريق امامها.

لا نريد الرحيل 

في أوج العاصفة، عثرت ريتشل ولسون على زورق واقنعت صاحبه بان يهب لمساعدة اثنين من اصدقائها غريغ كاستيلانوس وكريستي فونتونانت، اللذين غمرتهما المياه حتى الصدر.

وقال كاستيلانوس بخفة "اصبحنا نعيش في بحيرة". واجتمع الجميع بعد ذلك في منزل ريتشل ليخففوا من وقع الحادثة.

وعلى بعد أقل من كيلومتر، يواصل فريق من المنقذين في زورق عملياتهم. وقد انتشلوا على مسار هارفي دوبوا وزوجته لولا من المياه.

وقال دوبوا (76 عاما) "اشكرهم لكننا لم نكن نرغب في الرحيل". لكن الزوجين وجدا نفسيهما بلا كهرباء ولا مياه ولا غذاء.

وقد اضطر الزوجان المسنان لمغادرة منزلهما الخميس تحت ضغط المنقذين. وقالت هيذر ليسوتا بعدما نقلت الزوجين الى مكان آمن في شاحنة صغيرة "نريد مساعدتهما فعلا". 

وتقول ربة المنزل التي تبلغ من العمر 28 عاما وتطوعت للمساعدة في عمليات الانقاذ انها انقذت خلال يومين بين مئة و250 شخصا بمساعدة زورقين وصديقين.

وقالت "كثيرون منهم كانوا يعتقد انه لن يأتي احد لمساعدتهم".

وكانت عمليات الانقاذ تواصلت الخميس في تكساس مع تراجع الامطار الغزيرة قليلا وانخفاض مستوى المياه الذي يكشف تدريجيا حجم الاضرار التي نجمت عن العاصفة الاستوائية هارفي التي اودت بحياة حوالى اربعين شخصا حتى الآن.

وفي كل المناطق التي تشهد فيضانات في ولايتي تكساس ولويزيانا، يقوم رجال الشرطة والاطفاء بالانتقال من بيت الى آخر بحثا عن أشخاص منسيين.