تعهدت موسكو بالرد بشكل حازم "على الأشياء التي ستدمرنا"، وذلك في أعقاب فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا. ويبدأ اليوم السبت تنفيذ إغلاق القنصلية في سان فرانسيسكو ومبنيين في واشنطن ونيويورك.

إيلاف: حمّل وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إدارة أوباما السابقة، مسؤولية بدء الخلاف الدبلوماسي في شهر ديسمبر الماضي. وقال لافروف: "تم بدء هذا الخلاف بالضبط بهدف تقويض العلاقات الروسية الأميركية، ومنع ترمب من طرح اقتراحات بناءة خلال رئاسته".

أضاف لافروف قائلًا:" هذه الإجراءات تهدف إلى جعل تطبيق ترمب وعوده الانتخابية أصعب على قدر الإمكان في ما يتعلق بتطبيع العلاقات مع روسيا".

لم يرد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على العقوبات التي فرضها أوباما على موسكو، لكنه أمر في يوليو الماضي بتخفيض الموظفين الدبلوماسيين الأميركيين في روسيا بـ 755 موظفًا.

وقال مسؤول كبير في إدارة الرئيس ترمب الخميس إن قرار إغلاق المقار الدبلوماسية لا يستلزم مغادرة الموظفين الدبلوماسيين الروس الولايات المتحدة.

إجراءات انتقامية
وبحلول يوم السبت الثاني من سبتمبر، سيتم إغلاق القنصلية في سان فرانسيسكو ومبنيين في واشنطن ونيويورك توجد فيهما بعثات تجارية روسية، وهو الإجراء الأحدث في سلسلة إجراءات انتقامية متبادلة، ساهمت في دفع العلاقات بين البلدين إلى أدنى مستوى منذ الحرب الباردة.

وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، يوم الجمعة، إن السلطات الأميركية ذكرت أنها ستنفذ عملية تفتيش لمباني القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو التي ستغلق قريبًا ردًا على إجراء مماثل من روسيا.

أضافت المتحدثة ماريا زخاروفا أن السلطات الأميركية "تعتزم تنفيذ عمليات تفتيش في الثاني من سبتمبر في القنصلية العامة في سان فرانسيسكو تشمل منازل الموظفين الذين يعيشون في المبنى ممن لديهم حصانة دبلوماسية".

وأوضحت أن عائلات تضم أطفالًا صغارًا جرى إبلاغها بأنها سيتعيّن عليها أن تغادر المبنى لفترة تتراوح من 10 إلى 12 ساعة. وقالت زخاروفا إن روسيا تحتفظ بالحق في اتخاذ إجراءات انتقامية.

دخان القنصلية
قالت وزارة الخارجية الروسية، إن الدخان الذي تصاعد من مدخنة القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو، ناتج من تدابير من أجل التحضير لإغلاق المبنى.

وكانت وسائل إعلام قالت إن رجال إطفاء وصلوا إلى مبنى القنصلية الروسية التي ستغلق، وذلك بعد حصولهم على بلاغات عن وجود دخان يتصاعد من المدخنة.

في هذا الشأن، أوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية في منشور على صفحتها في فايسبوك: "بدأت إجراءات تعليق العمل في المبنى، وفي هذا الصدد، تغلق الشبابيك وتسدل الستائر، وتطفأ الأنوار، وتسيل المياه وتغلق الأبواب وترمى القمامة، كما تطفأ أجهزة التدفئة وغير ذلك".

أضافت زاخاروفا: "الحديث يدور حول اقتحام القنصلية ومساكن الدبلوماسيين، بل وطردهم، لكي لا يزعجوا وكلاء مكتب التحقيقات الفدرالي".

انتهاك وتهديد 
واعتبرت الخارجية الروسية قرار الولايات المتحدة إغلاق القنصلية الروسية في سان فرانسيسكو وملحقيتين في نيويورك وواشنطن "انتهاكًا جسيمًا جديدًا للقانون الدولي"، مؤكدة أن موسكو تحتفظ بحق اتخاذ تدابير للرد.

وأعربت زاخاروفا عن الاحتجاج الشديد على تصرفات واشنطن، مشيرة إلى أن قرار واشنطن يقوّض إمكانية التعاون، بما في ذلك في القضايا الدولية الملحّة. وشددت على أن إغلاق واشنطن بعثات دبلوماسية روسية سيشكل "تهديدًا مباشرًا لسلامة المواطنين الروس".