أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أنه سيلبي دعوة نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، لزيارة القاهرة، وحضور الاحتفال الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة النووية. وتوقع بوتين عودة السياحة الروسية إلى مصر "قريبًا".

إيلاف من القاهرة: قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، إنه تسلم دعوة من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي لزيارة مصر، دون تحديد موعد الزيارة، وتوقع بوتين عودة رحلات الطيران بين روسيا ومصر قريبًا.

وأضاف بوتين، في مؤتمر صحافي بالعاصمة الصينية بكين، على هامش قمة بريكس "العلاقات الروسية المصرية تتقدم"، وتابع: "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي دعاني إلى زيارة مصر، وسأقبل ذلك بكل سرور، لكن يجب تحديد الوقت المناسب".

وأعرب الرئيس الروسي عن أمله في المستقبل القريب أن يتم حل قضية أمن الطيران في مصر بشكل كامل، مشيرًا إلى أن موسكو ترى جهود القاهرة في حل هذه القضية.

وفي ما يتعلق بأزمة إيقاف رحلات الطيران والسياحة الروسية لمصر، قال بوتين: "في ما يتعلق بمسألة الطيران، فنحن أيضا نريد أن تستأنف اتصالات الطيران مع مصر بالكامل"، مضيفًا: "إننا نرى أن الأصدقاء المصريين يبذلون قصارى جهدهم لتوفير هذا الأمن".

وعقد الرئيسان الروسي والمصري، اجتماعًا أمس الاثنين على هامش أعمال القمة التي تستضيفها مدينة شيامن الصينية. وتناقش بوتين والسيسي في عدد من المواضيع المتعلقة بالعلاقات الثنائية ومنها استئناف الرحلات الجوية الروسية إلى مصر.

وقال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف: إن الرئيس الروسي أشاد خلال اللقاء بالجهود التي قامت بها السلطات المصرية في تأمين المطارات، معرباً عن أمله في استئناف رحلات الطيران الروسي قريباً عقب انتهاء المشاورات الجارية بين الجانبين على المستوى الفني.

 وأكد بوتين خلال اللقاء على الأهمية التي توليها بلاده لتطوير العلاقات الوثيقة مع مصر في جميع المجالات وبصفة خاصة العلاقات الاقتصادية والتجارية، مشيدًا في هذا الصدد بزيادة التبادل التجاري بين البلدين بنسبة 14%، فضلاً عن التواصل المستمر بين الجانبين لدفع وتطوير العلاقات.

ومن جهته، أكد الرئيس السيسي حرص مصر على تعزيز العلاقات الهامة التي تجمعها بروسيا وتطوير أوجه التعاون المشترك على مختلف الأصعدة، مشيداً في هذا الصدد بالتعاون الثنائي القائم في العديد من المجالات والمشروعات المشتركة التي سيتم البدء في تنفيذها خاصة مشروع إنشاء المنطقة الصناعية الروسية فى شرق بورسعيد ومشروع إنشاء محطة الضبعة لتوليد الكهرباء بالطاقة النووية.

ووجه السيسي الدعوة لنظيره الروسي لحضور الاحتفال، الذي سيقام بمناسبة وضع حجر الأساس لمحطة الضبعة، وهو ما رحب به بوتين على أن يتم الاتفاق على موعد الزيارة بين الجانبين.

وأكد الرئيسان المصري والروسي خلال اللقاء، كذلك على أهمية التوصل إلى حلول سياسية لمختلف النزاعات القائمة في الشرق الأوسط، بما يسهم فى استعادة الأمن والاستقرار لدول المنطقة ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها، حيث ثمن بوتين التنسيق القائم بين مصر وروسيا على صعيد عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مشيداً بدور مصر الإيجابي في النزاعات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وحرصها على التوصل إلى حلول سياسية لتلك النزاعات.

يذكر أن رحلات الطيران والسياحة الروسية إلى مصر توقفت منذ نهاية العام 2015، عندما تحطمت طائرة "إيرباص 321" تابعة لشركة "كوجاليم أفيا" في شمال سيناء، إثر تفجير إرهابي على متنها بعد إقلاعها في رحلة من شرم الشيخ إلى سان بطرسبورغ شمال غرب روسيا، في شهر أكتوبر 2015. وأسفر الحادث عن مقتل 224 شخصًا كانوا على متن الطائرة.

وكان وزير المواصلات الروسي مكسيم سوكولوف، أشاد في تصريحات له أمس، بما أحرزته مصر من تقدم على المستوى الأمني في مطاراتها وطائراتها ومواصلاتها.

وقال في حديث للصحافيين: "سوف أطلع الرئيسين الروسي والمصري على الإنجاز الكبير الذي حققه الجانب المصري على صعيد تحسين الإجراءات الأمنية المتخذة في المطارات والطائرات والمواصلات المصرية، ولاسيما في مطار القاهرة الدولي".

وأضاف: "خبراؤنا عاينوا الوضع أكثر من مرة في الجناح الثاني من مطار القاهرة، وتقييمهم لما تحقق هناك على هذا الصعيد، إيجابي"، مشيرًا إلى أن الخبراء الروس "راضون عن المستوى الأمني في الجناح الثاني في مطار القاهرة حصرًا"، ولم يضعوا التقييم النهائي بعد لباقي المطارات المصرية.

ووفقًا لبيانات وزارة السياحة المصرية، فإن نحو 50% من إجمالي السياحة الوافدة إلى مصر، وحقق السياح الروس 2.5 مليار دولار إيرادات لمصر في 2014، من أصل 7.3 مليارات دولار حققها قطاع السياحة ككل خلال العام نفسه.

وحسب بيانات وزارة السياحة المصرية أيضًا، فإن السياح الروس يقصدون المناطق الشاطئية في مصر، وخاصة مدن شرم الشيخ والغردقة على سواحل البحر الأحمر، وتستحوذ الفنادق والقرى السياحية المطلة في محافظة البحر الأحمر على 52%، وتليها منطقة جنوب سيناء 47%. فيما تعد أطول مدة إقامة في الإسكندرية بواقع 12 ليلة، وتليها مطروح بـ10 ليالٍ؛ ويتراوح إنفاق السائح الروسي ما بين 55 و60 دولارًا في الليلة.