الرباط: أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي ناصر بوريطة، أمس الخميس، بمقر وزارة الخارجية الأميركية بواشطن، مباحثات مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون.

وهمت هذه المباحثات الشراكة الاستراتيجية المتعددة الأبعاد القائمة بين الرباط وواشنطن، اللذين يجمعهما اتفاق التبادل الحر الذي دخل حيز التنفيذ سنة 2016، و الحوار الاستراتيجي الذي تم إطلاقه سنة 2012، وسبل تعزيزها أكثر على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية ومكافحة آفة الارهاب. 

كما تناولت هذه المباحثات الوضع في المنطقة المغاربية وخاصة الملف الليبي، وكذا الوضع في منطقة الساحل، وقضية الصحراء.

وقالت وكالة الأنباء المغربية إن المسؤولين الأميركيين" أكدوا تشبثهم بتعزيز الشراكة الاستراتيجية مع المملكة المغربية، وعرفانهم للقيادة الحكيمة لجلالة الملك، وللدور المهم الذي يضطلع به جلالته في القضايا المرتبطة بالعالم العربي وأفريقيا، وكذلك السلم والاستقرار الدوليين".

وأجرى بوريطة امس، أيضًا، مباحثات بوزارة الخارجية الأميركية مع كل من دفيد ساترفيلد، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الاوسط، وتيري وولف المبعوث الرئاسي الخاص للتحالف الدولي لمحاربة داعش.

كما اجرى بوريطة ايضًا مباحثات مع رئيسي لجنتي الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب في الكونغرس، بوب كوركر، وإيد رويس.

وقال بوريطة، الذي أجرى مباحثات أيضًا مع السيناتور، بين كاردين، العضو البارز بلجنة الشؤون الخارجية، في تصريح للصحافة، إن هذه اللقاءات كانت مناسبة لتأكيد العلاقات القوية التي تجمع الولايات المتحدة بالمملكة المغربية.

وذكر الوزير المغربي، في هذا السياق، بأن الملك محمد السادس، منذ اعتلائه العرش، عمل الى جانب الرؤساء الاميركيين المتعاقبين، على وضع أسس قوية واستراتيجية لهذه العلاقات التي تتمثل في اتفاق التبادل الحر المبرم قبل عشر سنوات، والحوار الاستراتيجي الذي أطلق منذ سنة 2012، مبرزاً أن هذه الدينامية تتجسد أيضا من خلال التعاون الأمني والعسكري والثقافي، وذلك "بفضل كل هذه الآليات التي وضعت من خلال العمل الذي قام به جلالة الملك بمعية الرؤساء الأميركيين".

من جهة أخرى، أكد بوريطة أن زيارته لواشنطن شكلت مناسبة كذلك، للتأكيد على أهمية هذه الآليات في مجال العمل الثنائي وضرورة تدعيمها، مع الأخذ في الاعتبار السياق العالمي والاقليمي الجديد.

وأشار الوزير بوريطة الى أن المسؤولين الأميركيين سواء بالكونغرس أو في وزارة الخارجية، أكدوا على أهمية العلاقات مع المغرب، منوهين بالدور الذي يقوم به العاهل المغربي على المستوى الاقليمي وخاصة في افريقيا وعلى صعيد العالم العربي.

كما أبرز أن هذه المباحثات كانت فرصة للتنويه بالمغرب كنموذج في مجال الاصلاحات السياسية والاقتصادية، وكذا الاعتراف بالدور الذي تقوم به المملكة في مكافحة الإرهاب، ليس فقط من الجانب الامني والعسكري، ولكن وفق المقاربة الشمولية التي اعتمدها المغرب، والتي تحظى بالاعتراف على المستوى الدولي.

وأكد بوريطة أن المسؤولين الأميركيين أبدوا الرغبة في الاستفادة من تجربة المغرب على مستوى القارة الافريقية، "والتي تعد أولوية كذلك بالنسبة للادارة الأميركية الحالية".

وأفاد أن مباحثاته مع المسؤولين الأميركيين تناولت أيضًا الملف الليبي والدور الذي لعبه المغرب على هذا الصعيد، والثقة التي يتمتع بها لدى كل الفرقاء الليبيين.

كما تطرقت المباحثات، يضيف بوريطة، الى القضية الوطنية ( قضية الصحراء)، حيث تم التأكيد على الموقف الثابت للإدارة الاميركية منذ سنوات، والذي يصف مخطط الحكم الذاتي بالصحراء بالواقعي والجدي وذي المصداقية.