الرباط: أرقام صادمة كشف عنها الحسن اقبابو رئيس جمعية الكرامة للدفاع عن حقوق الإنسان بتطوان (شمال المغرب)، التي تخص وضعية النساء اللواتي يشتغلن في التهريب المعيشي بمعبر باب سبتة «تاراخال». 

وقال أقبابو في اتصال مع "إيلاف المغرب" إن ما يناهز 15 ألف امرأة يعبرن يوميا باب سبتة في اتجاه المدينة المغربية (المحتلة من قبل الإسبان) تترواح أعمارهن بين 16 و 60 سنة، وتشكل النساء اللواتي يشتغلن في التهريب المعيشي ثلثهن، أي خمسة آلاف امرأة، فيما خمسة آلاف أخريات يعملن كعاملات منازل أو في المقاهي داخل سبتة، في حين أن الثلث الأخير أي خمسة آلاف امرأة أخرى تمتهن التسول. 

و أضاف أقبابو أن هذه الأرقام الصادرة عن السلطات الإسبانية نفسها، هي أرقام مرعبة وصادمة ، منتقدا الأوضاع الصعبة التي تعيشها النساء هناك، خاصة و أن بعضهن يفارقن الحياة بسبب التدافع أثناء العبور، كما وقع قبل أيام حين فارقت امرأتان الحياة بالمعبر.

و زاد اقبابو قائلا إن ما يناهز 300 ألف مغربي يعبرون باب سبتة، لأغراض متنوعة، مؤكدا أن معبر « تاراخال » بات بوابة لتفشي الفساد بشتى أنواعه. 

و صرح أقبابو بأن باب سبتة هو « معبر لتهريب المخدرات و السلع الإستهلاكية المنتهية الصلاحية و التي تباع حتى في أسواق مدن بجنوب المغرب (العيون مثلا) وكذا تهريب السيارات الفاخرة و الأموال، بل إنها باتت معبرا حتى لتهريب البشر (مهاجرو دول جنوب الصحراء) و الأشخاص المبحوث عنهم قضائيا ». 

وتساءل أقبابو عن عدم فتح السلطات الأمنية و المحلية لتحقيقات عن الكيفية التي يتم فيها منح جوازات السفر لمواطنين مشكوك في أمرهم للعبور لمدينة سبتة، كما أشار إلى أن الأحزاب السياسية لا تدرج في برامجها السياسية قضية « باب سبتة » رغم ما تطرحه من مشاكل كبيرة على مستوى المنطقة، خاصة و أنها أصبحت تهدد أمن البلاد بسبب عبور عناصر إرهابية. 

ودعا المتحدث السلطات المحلية بالمنطقة إلى فتح تحقيقات في العديد من الخروقات التي تعرفها نقطة العبور هاته التي وصفها بالسوداء، مؤكدا أن هناك مافيات تشتغل في تهريب مواد باتت تشكل خطورة حقيقية على سلامة و أمن المغاربة، ناهيك من الإغتناء الفاحش الذي ظهر خلال السنوات الأخيرة على بعض الأشخاص بالمنطقة.