ضرب الإعصار إيرما جزر الكاريبي بقوة، مدمّرًا آلاف المنازل، ومخلفًا 25 قتيلًا على الأقل، في حين ينتظر بعض هذه الجزر وصول إعصار ثان من الفئة الرابعة هو جوزيه. 

إيلاف - متابعة: بعدما ضرب إيرما كإعصار من الدرجة الخامسة القصوى مساء الجمعة مقاطعة كاماغي في وسط كوبا، مخلّفًا أضرارًا جسيمة، وصاحبته رياح بسرعة 256 كلم في الساعة، اتجه السبت صوب ولاية فلوريدا في شرق الولايات المتحدة، حيث أمرت السلطات بإجلاء 6.3 مليون شخص.

ورغم تراجعه السبت إلى إعصار من الدرجة الرابعة، ثم الثالثة، تصاحبه رياح بسرعة 205 كلم/الساعة. من المتوقع أن يشتد إعصار إيرما مجددًا قبل أن يضرب فلوريدا. 

يتبع إعصار آخر من الدرجة الرابعة، أطلق عليه جوزيه، مسار الإعصار إيرما مصحوبًا برياح سرعتها 240 كلم في الساعة، ومتجهًا نحو عدد من جزر الكاريبي، التي تعاني أصلًا من دمار كارثي بفعل إيرما. لكن من المتوقع أن يتجه جوزيه شمالًا من دون أن يشكل تهديدًا للولايات المتحدة.

حصيلة قتلى إيرما
وكان إيرما خلف 27 قتيلًا على الأقل لدى عبوره الكاريبي: 12 قتيلًا في جزيرة سان بارتس (سان بارتيليمي بالفرنسية) وجزيرة سان مارتان بشطريها الفرنسي والهولندي، وأربعة في الجزر العذراء الأميركية، وستة في جزر العذراء البريطانية وأرخبيل انغويلا، واثنان في بورتو ريكو، وقتيلة واحدة في باربودا. 

تضرر بسبب هذا الإعصار نحو 1.2 مليون شخص حتى الآن، بحسب الصليب الأحمر، الذي أكد أن العدد مرشح للارتفاع، وقد يبلغ نحو 26 مليونًا. 

ويمكن أن تصل كلفة الخسائر التي سببها الإعصار إلى نحو 120 مليار دولار في الولايات المتحدة وجزر الكاريبي، بحسب شركة أبحاث أنكي لتحليل البيانات. 

باربودا
ضرب إيرما جزيرة باربودا الصغيرة في الكاريبي في وقت مبكر الأربعاء مصحوبًا برياح عاتية بلغت سرعتها 295 كلم في الساعة. وتسبب الإعصار بتدمير ما يزيد على 30% من مباني الجزيرة، بحسب ما قال رئيس الوزراء جاستون بروني.

تم الإبلاغ عن مقتل شخص واحد حتى الآن على الجزيرة التي يسكنها 1600 شخص، وهو فتى كانت أسرته تحاول المغادرة إلى مكان آمن. 

سان بارتس، سان مارتان وأرخبيل أنغوليا
بعدها اتجه الإعصار إلى جزيرتي سان بارتس وسان مارتان مصحوبًا برياح عاتية وأمطار غزيرة. وجزيرة سان مارتان مقسومة بين فرنسا وهولندا. 

تقول فرنسا إن الإعصار خلف 10 قتلى في الجانب الفرنسي من الجزيرة، فيما تقول هولندا إن شخصين لقيا حتفهما في الجانب الهولندي، حيث دمّر نحو 70% من البنية التحتية.

ولا يزال الركام يملأ الشوارع، والعديد من المنازل غير مأهولة بالسكان، الذين بقي آلاف منهم من دون طعام أو ماء أو كهرباء، فيما ظلت الاتصالات مقطوعة، وتكافح السلطات لمنع النهب والسرقة. وقتل شخص أيضًا في أرخبيل أنغويلا، وهو رجل مسنّ، إثر "انهيار منزله"، كما أعلنت شيري بروكس من الشرطة المحلية في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس. 

جزر العذراء البريطانية
قتل خمسة أشخاص في جزر العذراء البريطانية، بحسب ما أعلنت الحكومة المحلية. 

وتقع الجزيرة النائية إلى الشرق من بورتوريكو، ويسكنها نحو 28 ألف شخص، بينهم الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون، الذي يعيش على جزيرته الخاصة "نيكر آيلاند".

جزر العذراء الأميركية
لقي 4 أشخاص حتفهم على الأقل في جزر العذراء الأميركية، بحسب ما أبلغ مسؤولون وكالة فرانس برس. 

بورتوريكو
قتل شخصان على الأقل في بورتوريكو التابعة للولايات المتحدة، ويعيش أكثر من نصف السكان، البالغ عددهم ثلاثة ملايين نسمة، بدون كهرباء، بعدما فاضت الأنهار في وسط وشمال الجزيرة. 

جمهورية الدومينيكان
رغم أن عين الإعصار لم تضرب جمهورية الدومينيكان، تم إجلاء نحو 20 ألف شخص، فيما دمّر أكثر من 2000 منزل بسبب الفيضانات، خصوصًا في شرق البلاد. 

هايتي
تسبب الإعصار إيرما بفيضانات، وسجلت إصابات عدة في هايتي، لكنه مر إلى الشمال أكثر مما كان متوقعًا، لتتجنب الجزيرة الفقيرة الأسوأ. لكن عددًا من الطرق دمر جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة. 

كوبا
ضرب إيرما كإعصار من الدرجة الخامسة القصوى مساء الجمعة بقوة مقاطعة كاماغي في وسط كوبا مخلفًا أضرارًا جسيمة.

وبحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى أرقام الدفاع المدني الكوبي، غادر نحو مليون شخص منازلهم في هذه المناطق كإجراء وقائي، سواء للإقامة عند أقارب لهم في مناطق آمنة أو في ملاجئ حكومية. وتم قطع الكهرباء كإجراء وقائي. 

والخميس، أعلنت كوبا إجلاء نحو 10 آلاف سائح، معظمهم من الكنديين، من منتجعاتها الساحلية، ورفعت إنذار الكوارث إلى أقصى درجاته. 

أين الضربة المقبلة؟ 
ومن المتوقع أن يضرب إيرما ولاية فلوريدا صباح الأحد، خصوصا في الساحل الغربي لشبه الجزيرة المواجه لخليج المكسيك أكثر من الجانب الشرقي المطل على المحيط الأطلسي وذي الكثافة السكانية الأعلى.

وأمرت السلطات الأميركية أكثر من ستة ملايين شخص، يشكلون نحو ربع سكان فلوريدا، بمغادرة الولاية، وهبّ آلاف من السكان للمغادرة في خروج جماعي كبير. وحشد الجيش الأميركي آلافًا من قواته، ونشر سفنًا كبيرة للمساعدة على عمليات الإجلاء والإغاثة.

وأعلنت حالة الطوارئ في فلوريدا، جورجيا، كارولاينا الجنوبية، فيرجينيا، بورتوريكو والجزر العذراء الأميركية. وأمرت السلطات في ولاية جورجيا بإخلاء مدينة سافانا وعدد من المناطق الساحلية.

إعصارا جوزيه وكاتيا
واشتد الإعصار جوزيه، وأصبح إعصارًا خطرًا من الدرجة الرابعة، ويتوقع أن يضرب جزيرتي سان بارتس وسان مارتان مساء السبت.

ودعت السلطات المحلية في الجزيرتين السكان إلى "عدم الخروج أيًا تكن الذريعة"، محذرة من أنها ستتخذ عقوبات بحق أي شخص يخالف هذه التعليمات، ويضبط في الخارج، سواء أكان يسير على قدميه أو يتنقل في سيارة. كما ناشدت السلطات السكان عدم استخدام الهاتف إلا للضرورة القصوى.

ومن المتوقع أن يمر الإعصار جوزيه على بعد 100 كلم تقريبًا من جزيرتي سان بارتيليمي وسان مارتان. وتسري حالة الإنذار من السبت الساعة 12 ظهرًا (16:00 ت غ) وحتى الأحد 10:00 ت غ.

كما من المرتقب أن يتسبب الإعصار برياح عاتية تصل سرعتها إلى 100 كلم/ساعة، وقد تصل إلى 120 كلم/ساعة، إضافة إلى أمطار غزيرة، قد يبلغ معدلها 100 ملم. كذلك يتوقع أن يتسبب مرور الإعصار بأمواج عاتية يتراوح ارتفاعها بين 6 و8 أمتار.

وفي تصريح لوكالة فرانس برس قال فريديريك ناثان الخبير في هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية إن "الرياح ستكون عاتية، وما يزيد الحاجة إلى اليقظة هو أن هذا الإعصار يأتي بعد الإعصار إيرما، الذي تسبب في هاتين الجزيرتين بدمار كبير".

أضاف إن "المساكن التي ما زالت صامدة هي اليوم أضعف مما كانت عليه قبل إيرما، وهناك أيضًا الكثير من الحطام في الشوارع".

إضافة إلى الإعصارين إيرما وجوزيه، وصل إعصار أطلسي ثالث يُدعى كاتيا إلى شرق المكسيك مساء الجمعة، حيث تسبب بمقتل شخصين، فيما كانت البلاد تحاول تجاوز أسوأ زلزال يضربها منذ قرن أودى بـ61 شخصًا.