نصر المجالي: أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن السعودية جادة بالفعل في تسوية الأزمة السورية، مضيفاً أن الرياض دعمت عملية المفاوضات السورية في أستانة. وقال لافروف إن روسيا لديها مواقف مشتركة مع الأردن بِشأن سوريا.

قال لافروف، الذي استقبله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان، اليوم الاثنين، "تلقينا من السعودية تأكيدًا على دعم هذه العملية ومساعدتها في إقامة مناطق خفض التصعيد في سوريا، وكذلك حل القضايا الإنسانية.

وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قام بزيارة السعودية، أمس، والتقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، وعقد مؤتمرًا صحفياً مع نظيره السعودي عادل الجبير.

وقال لافروف: "ندعم جهود السعودية بشأن توحيد المعارضة السورية"، مشددًا على أن "السوريين وحدهم هم من سيقررون مصير دولتهم".

 

عبدالله الثاني مستقبلا لافروف 

 

السعودية تسعى إلى تسوية

وأكد وزير الخارجية الروسي: "نعم، نعتقد بأن السعودية تسعى إلى تسوية الأزمة السورية، وقد تأكد ذلك في بداية عملية أستانة، عندما قامت روسيا وتركيا وإيران باستحداث هذه العملية. وبعد انطلاقها تلقينا من السعودية تأكيدات بأنها تدعم هذا الإطار، وأنها مستعدة للتعاون في إقامة مناطق تخفيف التوتر وتنفي غيرها من المبادرات التي تستحدث في أستانة".

كما أكد الوزير الروسي أن الوجود العسكري الأميركي في سوريا مخالف للقانون الدولي، إلا أنه في الوقت ذاته أمر واقع ومن الممكن الاستفادة من وجود القوات الأميركية هناك من أجل مكافحة الإرهاب.

انتهاك القانون الدولي

وقال: "جميع الموجودين على الأراضي السورية أو في أجوائها دون موافقة دمشق ينتهكون القانون الدولي. وروسيا تعمل هناك بدعوة مباشرة من السلطات الشرعية السورية، وكذلك ممثلو إيران وحزب الله"، مؤكدًا أن هدف موسكو في سوريا يتمثل فقط في القضاء على الإرهاب ووقف الحرب الأهلية ومعالجة المشاكل الإنسانية وتفعيل التسوية السياسية.

اتفاق مع الأردن

واضاف لافروف أن روسيا اتفقت مع الأردن على تعزيز التنسيق في مكافحة الإرهاب، مشيرًا الى ان كل من يتواجد في سوريا بدون موافقة دمشق يخرق القانون، ملمحًا الى ان أطرافاً بالائتلاف السوري يحاولون حماية 'النصرة'.

وبيّن لافروف أن اتفاق اطلاق النار نتيجة التعاون الأردني الروسي الأميركي الانجح بين جميع اتفاقات اطلاق النار السابقة، مؤكدًا ان الاردن شريك في عملية وقف اطلاق النار في سوريا.

الحجاج الروس 

ووجه لافروف شكر روسيا للاوقاف والسلطات الاردنية على العناية الخاصة التي توليها للحجاج الروس للاراضي المقدسة، قائلاً بأنه تم منح روسيا قطعة ارض لانشاء بيت للزوار للاقامة فيه عند زيارة الاراضي المقدسة.

من جهته، قال وزير الخارجية ايمن الصفدي إن الاردن يريد سوريا دولة مستقلة ذات سيادة. واضاف: "نريد من كل القوات الاجنبية ان تغادر الاراضي السورية.. وان تستعيد امنها واستقرارها'.

تحذير

ونقل موقع (عمون) عن الصفدي تحذيره من الجمود السياسي في القضية الفلسطينية، الذي يهدد المنطقة كلها، مشيرًا الى ان المنطقة ستبقى رهينة للتوتر، واذا اردنا محاربة الارهاب يجب حل كل مشاكل المنطقة.

واكد الصفدي بأنه تحدث مع نظيره الروسي حول العديد من القضايا أهمها القضية الفلسطينية، والجهود لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي للتقدم نحو حل سلمي.

وشدد الصفدي على ضرورة وقف اسرائيل للاجراءات الاحادية التي تقوض حل الدولتين، ووقف الاجراءات التي تهدد الوضع التاريخي للمقدسات في فلسطين.

خفض التصعيد

وبشأن وقف اطلاق النار في الجنوب السوري، اكد الصفدي بأن منطقة خفض التصعيد في الجنوب السوري ووقف اطلاق النار الذي يجري بالتعاون مع روسيا واميركا يعتبر الانجح مقارنة مع اتفاقات وقف اطلاق النار السابقة.

وأكد الوزيران على أن مواقف الاردن وروسيا مشتركة حول محاربة الارهاب ووقف اطلاق النار في سوريا. واكد الصفدي على ان محاربة الارهاب تكون في جميع الاتجاهات عسكرية وفكرية.

واعتبر لافروف بأن قضية الشرق الاوسط هي الأزمة الاقدم في المنطقة والعالم، التي يستفيد منها البعض في تقويض أمن المنطقة.

وشدد الصفدي على ان انتهاء الازمة في سوريا يأتي للمصلحة الوطنية الاردنية والتي تأتي من خلال حدود آمنة ولا يكون لداعش والنصرة وأي مليشيات مذهبية أي وجود عليها، وقال إن الاردن يريد سوريا آمنة مستقرة ومستقلة تملك قرار نفسها، لذلك فإن الاردن يدعم كل جهد لوقف اطلاق النار، وضمان حق الشعب السوري ببيئة آمنة.