«إيلاف» من بيروت: وصل رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري الى العاصمة الروسية لاجراء اتصالات يغلب عليها الطابع السياسي بامتياز، وتتّخذ زيارة الحريري لروسيا أبعادًا عدّة في ضوء التغييرات الحاصلة في المنطقة والكلام عن إمكان إنضاج التسوية الإقليمية وترتيب الأوضاع وإعادة توزيع مناطق النفوذ بين القوى العالمية.

وقد سعى رئيس الجمهورية اللبناني العماد ميشال عون منذ مطلع العام الجاري إلى زيارة موسكو ولقاء بوتين، لكن هذه الزيارة لم تتمّ حتّى الآن، في حين أن بوتين حدّد موعدًا للحريري، لماذا؟

تعقيبًا على الموضوع، يؤكد النائب باسم الشاب في حديثه لـ"إيلاف" أنه كان هناك حديث عن زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون الى روسيا، ولم يتحدد الموعد، ولا يجب تحميل الموضوع أكثر مما هو عليه بالمقارنة بين تحديد موعد للحريري وعدم تحديد موعد لعون.

لكن لماذا لم يحدد حتى الساعة لقاء بين عون وبوتين؟ يشير الشاب الى أن الأمر يعود إلى تفاهم مع روسيا، وهناك نشاط على هذا المستوى، وسنشهد زيارة لعون قريبًا إلى روسيا.

زيارات دولية

عن الغاية من كل تلك الزيارات الدولية، يشير الشاب إلى أن لبنان اليوم بحاجة إلى دعم دولي، والعالم لم يعد أحادي القوة كما في السابق، ولذلك لبنان لديه مشاكل عديدة بحاجة أن يكون فيها منفتحًا على كل الجهات، واليوم نعرف أن روسيا أصبحت في موقع متقدم في الشرق الأوسط، والتعاون والتفاهم مع روسيا أمران يساعدان على الإستقرار في لبنان، أمنيًا واقتصاديًا وعسكريًا.

ملفات إلى روسيا

عن أهم الملفات التي يحملها الحريري إلى روسيا، يؤكد الشاب أن في طليعتها تبقى الملفات التي لها علاقة بالأمور الثنائية بين البلدين، وهناك جدية لدى الطرفين في تطويرها، وفي تحسين العلاقات والتبادل الإقتصادي، وفي موضوع الغاز والنفط، حيث روسيا مهتمة بالثروة النفطية في لبنان، وهناك أيضًا التعاون الأمني والعسكري.

عن جدية تباحث بوتين مع الحريري مصير الأسد، يرى الشاب أن الموضوع يبقى ضمن إطار التفاهمات التي لم يتم تسريبها.

الأب والإبن

عن مدى أهمية شخصية رئيس الحكومة اللبناني سعد الحريري مقارنة بوالده في العلاقات الدولية، ومدى تأثير تلك الأهمية على لبنان، يلفت الشاب إلى أن تراث رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري لا يزال حيًا بعلاقات لبنان المميزة مع الخارج، مع الغرب والشرق، ورئيس الحكومة سعد الحريري يضع مجهودًا كبيرًا جدًا بهذا الإتجاه لدوام الإستمرارية في هذه العلاقات الدولية الجيدة.

أهمية روسيا

عن مدى تأثير روسيا كلاعب أساس في الشرق الاوسط على قضايا المنطقة ولبنان بصورة خاصة، يؤكد الشاب أن هناك ربط نزاع في لبنان بين الأطراف، وروسيا هي الدولة الوحيدة التي لها علاقات مع كل الأطراف في لبنان، والدول الغربية وأميركا ليست بموقع روسيا الإتحادية بالنسبة للعلاقة مع إيران وحزب الله ومع النظام السوري، لذلك أي مشكلة أو وضعية في العلاقات بين هذه الأطراف تبقى روسيا في وضع مميز في أن تكون وسيطًا لتخفيف حدة الخلافات أو في مجال التوسط بين مختلف الفرقاء.