لندن: في إحدى مقابر مدينة ليفربول، يوجد شاهد قبر حُفر عليه اسم الينور ريغبي وتُعرض الأوراق الخاصة بشراء رقعة ارض القبر في المزاد ضمن تذكارات أخرى عن فرقة البيتلز الشهيرة. ولكن هناك قصة وراء الأغنية التي اطلقتها الفرقة باسم الينور ريغبي واصابت نجاحاً ساحقاً في حينه.

التقى عضوا الفرقة جون لينون وبول مكارتني للمرة الاولى خلال احتفال اقامته كنيسة محلية في عام 1957. وعلى بعد امتار من مكان الاحتفال كان قبر الخادمة الينور ريغبي التي توفيت عن 44 عاماً في سنة 1939.

بعد تسع سنوات، كتب مكارتني كلمات أصبحت واحدة من أشهر اغاني الفرقة.

وتروي كلمات الأغنية التي كثيراً ما توصف بأنها تعليق على الحياة في بريطانيا بعد الحرب العالمية الثانية ، قصة امرأة "ماتت في الكنيسة ودُفنت مع اسمها".

ورغم ما أُشيع عن وقوف المراهقين لينون ومكارتني امام القبر يفكران في الشاهد ويتخيلان حياة الينور قبل كتابة كلمات الأغنية التي أُعطيت اسم المرأة، فالحقيقة هي ان قلة كانوا يعرفون بوجود القبر حتى اوائل الثمانينات، ومكارتني نفسه نفى انه استلهم منه كلمات الاغنية.

هذا لم يمنع من عرض وثيقة شراء أرض القبر للبيع بسعر 4000 جنيه استرليني مع تذكارات أخرى تتعلق بفرقة البيتلز في مزاد ينتهي في 13 سبتمبر. 

وابدى ديفيد بيدفورد، الذي نشر عدة كتب عن فرق البيتلز، استغرابه من هذا الاهتمام الكبير بإمرأة لا يبدو ان لها علاقة بالأغنية سوى الاسم. وتساءل عمن يريد ان يشتري اوراق رقعة ارض القبر وبكم يريد شراءها. 

ولكن بيدفورد استبعد ان تكون الصدفة وحدها وراء اسم الأغنية والمرأة المدفونة في ذلك القبر. وقال "إن اسطورة القبر تكبر كل عام".

ويبدو ان الاغنية مرت بمراحل متعددة قبل ان تصل الى اسمها النهائي. وقال مكارتني إنه حين جلس امام البيانو كان يفكر في ديزي هوكنز اسماً للأغنية ثم غيره لاحقاً الى الينور كناية بالممثلة الينور برون التي قامت بدور رئيسي في فيلم البيتلز ، "النجدة! الذي أنتج عام 1965. ثم أصبحت كنية الاسم بايغريفز، بحسب سبنسر لي الذي نشر كتاباً عن البيتلز.

ولكن مكارتني اختار في النهاية أن تكون الكنية ريغبي وهو اسم مخزن لبيع المشروبات الروحية، رآه في مدينة بريستول.

وقال مكارتني في عام 1984 "كل ما في الأمر أن الاسم أعجبني. كنتُ أبحث عن اسم يبدو طبيعياً، وكان الاسم الينور ريغبي يبدو طبيعياً". 

في عام 2008، عُرضت للبيع في المزاد شهادة ميلاد امرأة مدفونة في مقبرة في كنيسة القديس بطرس في إحدى ضواحي ليفربول.

ونقلت بي بي سي عن مكارتني قوله "إن الينور ريغبي شخصية خيالية تماماً أنا اخترعتها ، وإذا أراد احد ان ينفق مالاً على شراء وثيقة ليثبت وجود شخصية خيالية فلا مانع لديّ". 

ولكن مكارتني نفسه اعترف في وقت سابق بأنه تأثر بشاهد القبر في عقله الباطن. 

واشار المؤلف سبنسر لي الى أن زيارات مكارتني لباحة الكنيسة في طفولته ظلت محفورة في ذاكرته. وقال إن جون لينون ربطته علاقة بالكنيسة، وكان حتى عضواً في جوقتها الغنائية.

وأقرت كارين فيرويذر من دار اوميغا للمزاد بأن العلاقة بين الينور ريغبي الحقيقية والأغنية هي قضية "فولكلور"، ولا تمت بصلة الى الواقع. واضافت: "هناك بالطبع شاهد القبر، وعائلة ريغبي كانت تعيش في الشارع المتصل بالشارع الذي كان جون لينون يعيش فيه". 

لكنّ اياً يكن أصل الاسم، فإن الينور ريغبي اسم يبقى جزءاً من قصة فرقة البيتلز والصناعة التي نشأت بالارتباط معها في ليفربول. وشاهد القبر نفسه أصبح معلماً تزوره افواج السياح، وهناك تمثال للسيدة الينور ريغبي في احد شوارع المدينة.

أعدّت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "بي بي سي". الأصل منشور على الرابط التالي:

http://www.bbc.co.uk/news/uk-england-merseyside-41162284