عبدالاله مجيد من لندن: قال باحثون إن الذكاء الاصطناعي سيتمكن في المستقبل القريب من معرفة اتجاهات الشخص السياسية ومستوى ذكائه بدقة وكل ما يحتاجه لذلك هو صورة لوجه الشخص.

وبحسب البروفيسور مايكل كوسينسكي الباحث في جامعة ستانفورد الاميركية فان الذكاء الاصطناعي سيتمكن من معرفة آراء الشخص السياسية وما إذا كانت درجة ذكائه عالية وما إذا كانت لديه نزعات اجرامية وإن كانت لديه صفات شخصية محدَّدة والعديد من التفاصيل الخاصة الأخرى التي يمكن ان تترتب عليها تداعيات اجتماعية بالغة الأثر.

واستعرض البروفيسور كوسينسكي في مقابلة صحفية التطبيقات الاستثنائية والمقلقة احياناً لتكنولوجيا قراءة الوجه التي يتوقع ان نراها في المستقبل القريب وان تثير أسئلة أخلاقية معقدة عن تآكل الخصوصية وامكانية استغلال الذكاء الاصطناعي لاستهداف الضعفاء.

وقال كوسينسكي "ان الوجه تعبير ملحوظ عن طائفة من العوامل مثل تاريخ حياتك وعوامل نموك وما إذا كنتَ متعافياً أو لا"، مشيراً الى ان الوجه يحوي كمية كبيرة من المعلومات وباستخدام قواعد بيانية كبيرة من الصور وبرمجيات متطورة يمكن الكشف عن اتجاهات ومعرفة صفات اساسية بدرجة عالية من الدقة.

وتمكنت برمجية طورها كوسينسكي لدى استخدامها في موقع للتعارف والمواعيد على الانترنت من تحديد التوجه الجنسي للرجال بدقة 91 في المئة والنساء بدقة 83 في المئة.

وقال كوسينسكي الذي يعمل استاذ السلوك التنظيمي بجامعة ستانفورد انه يدرس حالياً العلاقة بين التعابير الوجهية والاتجاهات السياسية وان النتائج الأولية تبين ان الذكاء الاصطناعي قادر على معرفة أفكار الأشخاص السياسية من وجوههم.

ولاحظ البرفيسور كوسينسكي ان الذكاء الاصطناعي يعمل بدقة اكبر بين الأشخاص الذين ينتمون الى اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف وتكون دقته أقل بين الجمهرة الأوسع من ناخبي الوسط.

وقال كوسينسكي ان تكنولوجيا قراءة الوجه يمكن ان تُستخدم ايضاً لمعرفة مستوى ذكاء الشخص متوقعاً ان تستخدم الكليات والجامعات في المستقبل نتائج القراءات الوجهية في قبول الطلاب.

ويثير هذا التطبيق جملة قضايا أخلاقية وخاصة افتراض العلماء بأن الذكاء الاصطناعي قادر على ان يكشف ما إذا كان بعض الأطفال أذكى وراثياً من البعض الآخر.

وقال كوسينسكي "يجب ان نفكر في ما نفعله للتأكد من ألا ينتهي بنا المآل الى عالم حيث الجينات الأفضل تعني حياة أفضل".

كما تناول الباحث الاميركي امكانية استخدام الذكاء الاصطناعي لمعرفة النزعات الاجرامية لدى الأشخاص ومنعهم قبل ارتكاب الجريمة.

وقال كوسينسكي ان بعض قطاعات المجتمع تعمل الآن بهذه الطريقة مشيرا الى تدخل مشرفين تربويين في المدارس حين يلاحظون اطفالا يبدون سلوكاً عدوانياً.

وقال ان امكانية استخدام الغوريثمات لتحديد الطلاب الذين يحتاجون الى مساعدة ومؤازرة مبكرة قد تكون مفيدة للجميع.

واضاف "ان هذه التكنولوجيات تبدو خطيرة ومخيفة جداً في الظاهر ولكنها إذا استُخدمت بصورة صحيحة أو أخلاقية فانها يمكن ان تحسّن حياتنا".

وتوقع كوسينسكي انه بتوفر عدد كبير من الصور الوجهية للشخص يمكن تصميم برمجية تشخص بسهولة إن كان مريضاً نفسياً أو لديه نزعات اجرامية قوية.

وقال ان هذا يشكل مبعث قلق بصفة خاصة لأن النزعة الاجرامية لا تُترجم عادة الى افعال اجرامية.

كما لفت كوسينسكي الى ان الأندية الليلية والملاعب الرياضية يمكن ان تتعرض الى ضغوط لمسح وجوه الأشخاص قبل الدخول لدرء وقوع اعمال عنف محتملة.

قال البروفيسور توماس كيغان استاذ التصميم البيئي وعلم الكومبيوتر في جامعة كالغاري الكندية ان الوجوه تعتبر "معلومات عامة" وان الأنظمة لم تواكب التكنولوجيا، وليس هناك على سبيل المثال قانون يحدد متى يكون استخدام وجه الشخص للحصول على معلومات جديدة انتهاكاً لخصوصيته.

وحتى مع توقعات الذكاء الاصطناعي ذات الدقة العالية تبقى هناك نسبة منها ستكون غير دقيقة.

وقال البروفيسور كيغان "نحن نسير في منحدر شديد الانزلاق".

أعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/technology/2017/sep/12/artificial-intelligence-face-recognition-michal-kosinski