هددت كوريا الشمالية الولايات المتحدة الأمريكية بالتعرض لـ "أشد الآلام" التي لم تواجهها من قبل، وذلك إثر فرض الأمم المتحدة عقوبات جديدة على بيونغ يانغ.

واتهم مبعوث كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة واشنطن باختيار "المواجهة السياسية والاقتصادية والعسكرية".

وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الخطوة لا تُقارن بما كان يجب أن يُتخذ من إجراءات للتعامل مع كوريا الشمالية.

وجاءت عقوبات الأمم المتحدة في محاولة للتأثير على واردات كوريا الشمالية من النفط الموجهة لبرامج تطوير الأسلحة.

وتفرض الإجراءات الجديدة قيودا على واردات النفط، كما تفرض حظرا على صادرات المنسوجات.

وفُرضت العقوبات بعدما أجرت كوريا الشمالية سادس اختباراتها النووية وأكبرها، أوائل هذا الشهر.

وقال هان تاي سونغ، سفير كوريا الشمالية لدى الأمم المتحدة، إنه "يرفض جملة وتفصيلا" ما وصفه بـ "القرار غير الشرعي".

وأضاف: "الخطوات الوشيكة التي ستتخذها جمهورية كوريا الديمقراطية ستجعل الولايات المتحدة تعاني أشد الآلام التي لم تتعرض لها من قبل في تاريخها."

وتابع: "بدلا من اتخاذ الخيار الصحيح بتحليل منطقي... اختار النظام في واشنطن أخيرا المواجهة السياسية والاقتصادية والعسكرية، مدفوعا بحلمه في عرقلة تطوير القوة النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية، التي وصلت بالفعل إلى مرحلة الاكتمال."

ولم يمرر القرار بالإجماع سوى بعد موافقة روسيا والصين، حلفاء بيونغ يانغ، على فرض عقوبات أخف من تلك التي فرضتها الولايات المتحدة.

وشمل النص الأصلي للقرار حظرا شاملا على واردات النفط، وهو الإجراء الذي قال عنه محللون إنه قد يفضي إلى زعزعة النظام.

وجرى التخلي على الاقتراح الذي يدعو إلى تجميد أصول وفرض حظر على زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون.

سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة
Getty Images
سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة: "نحن لا نسعى إلى الحرب"

وردا على قرار الأمم المتحدة، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب: "نعتقد بأنها مجرد خطوة صغيرة للغاية، وليس إجراء كبير."

وأضاف: "لا أعلم إذا كان لهذا تأثير أم لا، لكن من الجيد أن يصوت 15 عضوا بالإجماع. غير أن هذه العقوبات لا تساوي شيئا مقارنة بما كان يجب أن يحدث".

وقالت نيكي هالي، سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة، لمجلس الأمن بعد التصويت: "نحن لا نستمتع بفرض مزيد من العقوبات اليوم. نحن لا نسعى إلى الحرب."

وأضافت: "كوريا الشمالية لم تتجاوز نقطة اللاعودة حتى الآن... إذا واصلت كوريا الشمالية السير في هذا الطريق الوعر، سنواصل ضغطنا المتزايد. الخيار لهم."

وقال متحدث باسم الرئاسة في كوريا الجنوبية، الثلاثاء: "كوريا الشمالية في حاجة إلى إدراك أن التحدي المتهور للسلام العالمي لن يؤدي سوى إلى عقوبات أشد ضدهم."

ويعد قرار الأمم المتحدة، الذي أُقر يوم الإثنين، تاسع قرار يُمرر بالإجماع بين الأعضاء منذ عام 2006.

وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان باللغة الصينية صدر يوم الثلاثاء، إن كوريا الشمالية "تجاهلت المعارضة الدولية وأجرت مرة أخرى اختبار نوويا، في انتهاك صارخ لقرارا مجلس الأمن التابع للأم المتحدة."

لكنها جدّدت دعوتها بتبني "الحل السلمي" بدلا من الرد العسكري، مضيفة: "الصين لن تسمح أبدا بانزلاق شبه الجزيرة إلى حرب وفوضى."