انقرة: بدأت الخميس في تركيا محاكمة الاستاذة الجامعية نورية غولمين والمدرس سميح اوزاكجا المضربين عن الطعام منذ ستة أشهر احتجاجا على إقالتهما في إطار الحملة الأمنية التي شنتها السلطات واللذين يواجهان اتهامات تتعلق بالإرهاب.

 وقضية المدرسين المسجونين منذ أيار/مايو، تبناها معارضو الحملة الأمنية التي تبعت محاولة الانقلاب التي استهدفت الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في 15 تموز/يوليو العام الماضي. 

ولم يحضر أي منهما جلسة الاستماع الأولى التي بدأت في أنقرة. وأشار محامو الدفاع إلى أن السلطات بررت عدم حضورهما بدواع صحية وأمنية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. 

وسادت الفوضى خارج قاعة المحكمة حيث حاول عشرات الأشخاص العثور على أماكن لأنفسهم للجلوس في القاعة المكتظة فيما استخدمت الشرطة الدروع الواقية والعصي لإعادة فرض النظام.

وكان غولمين وأوزاكجا بين أكثر من 140 ألف موظف في القطاع العام تمت إقالتهم أو تعليق عملهم بموجب حالة الطوارئ التي فرضت بعد محاولة الانقلاب. 

وفي أعقاب إقالتهما نهاية العام الماضي، تظاهرا بشكل يومي وسط أنقرة وبدآ إضرابهما عن الطعام في التاسع من آذار/مارس. 

وفي أيار/مايو، اعتقلا على خلفية اتهامات بانضمامهما إلى الجبهة الثورية لتحرير الشعب، وهي مجموعة يسارية متطرفة شنت عدة اعتداءات متفرقة في البلاد خلال الأعوام الأخيرة الماضية وتحمل أجندة معادية للغرب بشدة. 

ولكن غولمين وأوزاكجا نفيا الاتهامات بشدة فيما يصر أنصارهما على أنهما استهدفا بسبب تظاهرهما وإضرابهما عن الطعام. 

إلا أن الحكومة تشير إلى أن لديهما خلفية تظهر انتمائهما إلى الحركة. 

وازدادت المخاوف المحيطة بالمحاكمة بعد اعتقال 15 محاميا على الأقل من مكتب حقوق الشعب الذي يمثل المدرسين على خلفية اتهامات مرتبطة بـ"الإرهاب" كذلك الثلاثاء. 

ولا يتناول المدرسان حاليا سوى المياه المضاف إليها الملح أو السكر إضافة إلى أنواع الشاي العشبية وفيتامين "بي-1"، فيما أعرب أفراد عائلاتهما وأنصارهما عن قلقهم بشأن وضعهما الصحي. 

وقالت شقيقة نورية، بيزا غولمين، لصحيفة "حرييت" إن الأولى "ليست بخير". 

ونقلت الصحيفة عنها الأربعاء قولها إن نورية تعاني من "آلام في ساقيها ورقبتها وكتفيها. ولديها مشكلة في سرعة ضربات القلب. لا يمكنها السير الآن وباتت حساسة للغاية تجاه الضوء".

أما والدة أوزاكجا فأشارت إلى أن ابنها يواجه صعوبات في المشي وأعراضا مشابهة لتلك التي تعاني منها غولمين مضيفة أنه يعاني كذلك من "بطء في نبضه" و"ألم شديد في المعدة". 

وبعد الانقلاب الفاشل، أقالت السلطات مدعين وموظفين مدنيين وقضاة وأكاديميين، وسط اتهامات بارتباطهم بالداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي تصر أنقرة على أنه العقل المدبر لمحاولة الانقلاب رغم نفي الأخير. 

ويؤكد معارضون أن الحملة تجاوزت بكثير المخططين المحتملين لتشمل أي شخص يتجرأ على معارضة اردوغان.