الرباط: كما كان متوقعا، نجح حزب العدالة والتنمية المغربي في استرجاع مقعده النيابي في الانتخابات الجزئية التي شهدتها مدينة تطوان( شمال البلاد)، الخميس، حيث تغلب مرشح الحزب ورئيس المجلس الجماعي ( عمدة المدينة) محمد إدعمار، على منافسته فاطمة ألومغاري مرشحة فيدرالية اليسار الديمقراطي، بفارق كبير.

ورغم أن النتائج النهائية لم يتم الحسم فيها بشكل نهائي وعملية الفرز مستمرة إلا أن أنصار حزب العدالة والتنمية شعروا في الاحتفال باستعادة الحزب للمقعد الذي كانت المحكمة الدستورية قد ألغته في وقت سابق.

وأفادت مصادر من مدينة تطوان في اتصال هاتفي مع "إيلاف المغرب"، بأن مرشح حزب العدالة والتنمية يتجه نحو تحقيق فوز كبير على مرشحة فيدرالية اليسار الديمقراطي، بعد فرز أزيد من 90 بالمائة من الأصوات المعبر عنها، إذ تبين النتائج المسجلة حتى الآن تفوق إدعمار بشكل واضح على منافسته أولمغار بحوالي 5 آلاف صوت، إذ حصد الأول أزيد من 8 آلاف صوت فيما نالت الثانية 3 آلاف فقط.

غير أن ذات المصادر، سجلت بأن الانتخايات الجزئية بتطوان، شهدت تراجعا واضحا في نسبة المشاركة التي سجلتها، والتي قدرت بحوالي 6 بالمائة، وبلغ عدد المشاركين في الاقتراع الجزئي حوالي 15 ألف مصوت، من بينها أزيد من ألفي ورقة ملغاة.

ولفتت مصادر "إيلاف المغرب" إلى أن النتائج المسجلة كشفت تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية في المجال الحضري، إذ سجلت بأن مرشحة فيدرالية اليسار الديمقراطي حققت نتائج طيبة في المدينة، واستطاعت أن تهزم إدعمار في عدد من مكاتب التصويت وسط المدينة، على الرغم من أنه يسير مجلسها البلدي.

وزادت المصادر موضحة أن المناطق القروية كانت مفتاح استعادة حزب العدالة والتنمية لمقعده، وذلك في مفارقة عجيبة في تاريخ الحزب السياسي الأول في البلاد، الذي لطالما كان سكان المدن يمثلون غالبية الأصوات التي يحصل عليها الحزب في تاريخ مشاركته في الانتخابات.

واعتبرت ذات المصادر أن النتائج التي حققتها فيدرالية اليسار الديمقراطي بتطوان تنبئ بأن هناك تحولات انتخابية كبيرة عرفتها المدينة، ستؤثر لا محالة على شكل الخارطة السياسية بتطوان، كما توقعت أو يكون لأحزاب فيدرالية اليسار الديمقراطي موطئ قدم في الانتخابات الجماعية المقبلة .

تجدر الإشارة إلى أن المحكمة الدستورية، كانت قد أسقطت المقعد النيابي لمرشح حزب العدالة والتنمية بمدينة تطوان، وذلك بعد الطعن الذي تقدم به نور الدين الهروشي، بصفته مرشحا فائزا عن حزب الأصالة والمعاصرة ضد انتخاب ادعمار في الاقتراع الذي جرى في 7 أكتوبر الماضي، قبل أن تعاد الانتخابات بشكل جزئي وينجح الحزب في استرجاع مقعده.

وفي الانتخابات الجزئية التي شهدتها الدائرة الانتخابية لمدينة سطات (جنوب شرقي الرباط)، نجح مرشح حزب الأصالة والمعاصرة في إحراز المقعد البرلماني الذي نافسه عليه مرشحا حزبي الإستقلال والعدالة والتنمية.

وألحق محمد غياث مرشح حزب الأصالة والمعاصرة الهزيمة بمرشح حزب الاستقلال، عبد الله أبو فارس، الذي كانت المحكمة الدستورية قد قضت بإلغاء انتخابه، بسبب توظيفه صورة للملك محمد السادس في حوار له مع جريدة حزبه خلال الانتخابات التشريعية للسابع من أكتوبر الماضي.

وحسب المعطيات الأولية، فإن مرشح حزب الأصالة والمعاصرة، نال ثقة 24 ألف صوت في الدائرة الانتخابية لمدينة سطات، محققا فوزا كبيرا على منافسيه، مرشح حزب الاستقلال الذي حل في المركز الثاني بعشرة آلاف صوت، فيما مني مرشح حزب العدالة والتنمية بهزيمة قاسية، بعدما كان يمني النفس بتعزيز حضوره في الدائرة التي تصدر نتائجها في انتخابات 7 أكتوبر .