قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه "أوشك على التوصل" لاتفاق مع أعضاء بارزين بالحزب الديمقراطي، حول برنامج حماية المهاجرين الشباب غير القانونيين، والمعروف باسم "داكا".

وذكر ترامب للصحفيين في البيت الأبيض أن الاتفاق سيشمل "إجراءات أمنية حدودية مكثفة".

وقبل التوجه إلى ولاية فلوريدا صباح اليوم، قال ترامب للصحفيين "إننا نعمل على خطة لوضع إجراءات أمنية حدودية مكثفة. نعمل على خطة بخصوص داكا."

وأضاف أن الاتفاق لا يشمل تمويل الجدار الحدودي الذي خطط له. وقال إن "الجدار سيُبنى. لكن تمويله سيأتي لاحقا."

وتأتي تصريحات ترامب بعد يوم من المحادثات مع زعيمة الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، وزعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، بشأن برنامج داكا.

كما تشمل المحادثات عدد من المحافظين المتشديين.

وكان ترامب قد فاجأ الجمهوريين الأسبوع الماضي بإقراره ميزانية بالاتفاق مع الديمقراطيين.

ويوفر برنامج "العمل المؤجل للطفولة الوافدة"، المعروف اختصارا باسم "داكا"، الحماية لنحو 800 ألف شخص للبقاء في الولايات المتحدة، كما يوفر لهم تصاريح مؤقتة بالعمل والدراسة.

ووُضع برنامج داكا في عهد الرئيس السابق، باراك أوباما، لحماية المهاجرين "الحالمين" من التهجير، وهم الذين جاؤوا إلى الولايات المتحدة وهم أطفال برفقة والديهم بصورة غير شرعية.

وأعلن ترامب في الرابع من سبتمبر/أيلول الجاري أنه سيلغي البرنامج، وأعطى الكونغرس مهلة ستة أشهر، من أجل اقتراح مشروع قانون بديل للمستفيدين من برنامج داكا.

وكرر ترامب، صباح اليوم الخميس، أنه يفضل تنظيم أوضاع هؤلاء المهاجرين. وكان قد أصدر تصريحات متعارضة، إذ كان قد أكد على عدم التوصل لاتفاق مع الديمقراطيين.

وعقب محادثات عقدت على عشاء في البيت الأبيض، قالت بيلوسي زعيمة الأقلية الديمقراطية في مجلس النواب، وشومر زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ في بيان: "اتفقنا على تجسيد الحماية التي يوفرها برنامج داكا في صيغة قانونية بسرعة، وكذلك العمل على صياغة حزمة من الإجراءات لأمن الحدود، لا تتضمن إقامة الجدار مع المكسيك، وهو الأمر المقبول لكلا الطرفين".

وقال الديمقراطيون مرارا إنهم سيعارضون أي تشريع يقضي بتمويل الجدار الحدودي المقترح مع المكسيك، وهو تعهد رئيسي في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب.

لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض، سارة ساندرز، نفت صحة رواية الديمقراطيين.

ترامب
Reuters
أعلن ترامب عزمه إلغاء برنامج داكا في الرابع من سبتمبر/ أيلول الجاري

وأشار ترامب الخميس إلى أن اتفاق برنامج "الحالمين" وتعزيز أمن الحدود سيخضعان للتصويت.

وأكد ترامب على أن الجدار "يبنى حاليا بالفعل، في شكل ترميم أسوار وجدران قديمة قائمة، وأن بناءه سيستمر".

وأثار الإعلان عن التوصل لاتفاق مع الديمقراطيين غضب بعض الجمهوريين، الذين يتمتعون بأغلبية في غرفتي الكونغرس.

وغرّد عضو مجلس النواب الجمهوري، ستيف كينغ، الأربعاء قائلا إنه إذا صدقت التقارير بشأن التوصل لاتفاق فإن "قاعدة تأييد ترامب تكون قد نُسفت، ودمرت لدرجة غير قابلة للإصلاح، وأصيب مؤيدوه بخيبة أمل ثقيلة. لم يصدق ترامب في أي من وعوده".

وغرد مقدم البرامج على قناة فوكس نيوز، شون هانيتي، المؤيد لترامب قائلا: "الجمهوريون الضعفاء خانوا الناخبين. إنهم يرغبون في إفشال ترامب، ويدفعونه نحو الانتحار السياسي".

ما هو برنامج داكا؟

هو برنامج حكومي فيدرالي صدر عام 2012، في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، ويمنح الأشخاص الذين جاءوا إلى الولايات المتحدة في طفولتهم بشكل غير مشروع وضعا قانونيا مؤقتا، لمدة عامين قابلة للتجديد، ويسمح لهم بالعيش والدراسة والعمل في الولايات المتحدة.

الحالمون

المستفيدون أو المحميون ببرنامج "داكا" يعرفون باسم " الحالمين"، و عددهم 787 ألفا و580. ويجب أن يكون عمر المستفيد أقل من 31 عاما في 15 يونيو/حزيران عام 2012، وهو تاريخ بداية البرنامج. ولابد وأن يكون قد وصل إلى الولايات المتحدة قبل أن يبلغ السادسة عشر من عمره، وعاش هناك بشكل متواصل حتى يونيو/حزيران عام 2007.

ويخضع المتقدمون لتحريات من مكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" عن خلفياتهم، ويجب أن يكون سجلهم الجنائي نظيفا، سواء أكانوا في التعليم، أو تخرجوا حديثا، أو أدوا الخدمة العسكرية بشكل مشرف.

وبموجب هذا البرنامج، توافق الحكومة الأمريكية على تأجيل أي إجراء يتعلق بوضعهم كمهاجرين لمدة عامين.

وأغلب "الحالمين" هم من المكسيك والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس، ويعيشون في ولايات كاليفورنيا وتكساس وفلوريدا ونيويورك. وتتراوح أعمارهم حاليا بين 15 و36 عاما.

وتقول وزارة العدل الأمريكية إن المستفيدين الحاليين ببرنامج داكا لن يتأثروا بقرار إلغاء البرنامج، قبل الخامس من مارس/آذار 2018، لكن لن تُقبل طلبات جديدة للاستفادة من البرنامج.