عُينت هوب هيكز البالغة من العمر 28 عاماً مديرة الاتصالات في البيت الأبيض لتكون رابع من يتولى هذا المنصب خلال تسعة اشهر. ويتذكر اصدقاء وزملاء عملوا مع هيكز في شركة علاقات عامة تمثل مشاهير سينمائيين ومديري شركات أنها شخصية محبوبة ومحترمة كانت على علاقة طيبة مع الجميع.

شخصية مجتهدة 

وقالت زميلتها في تلك الشركة مليسا نيثان إن هيكز كانت مجتهدة لا تتوانى في العمل وتولي اقصى درجات الاهتمام بالتفاصيل وبالزبائن الذين تتعامل معهم. 

هوب هيكز لا تظهر كثيرا على وسائل الإعلام

وبديهي أن يُلاحظ أن شابة مثل هيكز تبدو نقيض النمط المعهود من أفراد طاقم الرئيس ترمب مثل مستشاره السابق ستيفن بانون والمتحدث السابق باسم البيت الأبيض شون سبايسر. ومن الطبيعي ان تُثار تساؤلات يشوبها الاستغراب عندما تكون شابة حلوة من مؤيدي ترمب والمعجبين به.

امتنعت هيكز حتى الآن عن الظهور في العلن وحين تواجه وسائل الاعلام لتقديم ايجازات البيت الأبيض ستكون المرة الأولى التي يسمعها صحافيون تنطق بكلمة. بعبارة اخرى انها نقيض رئيسها كثير الكلام. ولعل هذا الصمت هو سبب الاهتمام والفضول بشأنها وقد يكون موطن قوتها ايضاً.

صعود مفاجئ 

يبقى صعود هيكز استثنائياً حتى بمعايير ادارة ترمب الحافلة بالمفاجآت. ويمكن النظر الى سطوع نجمها على انه مكافأة عن ولائها للرئيس، من بين أسباب اخرى. فهي تعمل مع عائلة ترمب منذ خمس سنوات. وكانت نشأتها في ضواحي مدينة غرينتيتش في ولاية كونيكتيكات ودرست في كلية خاصة في ولاية تكساس قبل ان تتخرج وتنتقل الى الساحل الشرقي للعمل في اول وظيفة لها في شركة هيلتزيك للعلاقات العامة في نيويورك.

هوب هيكز تعمل مع عائلة ترمب منذ 5 سنوات

وفي شركة هيلتزيك نُسبت هيكز للتعامل مع زبائن كنيتهم ترمب. وهناك اعجبت بها ايفانكا ابنة ترمب حتى أنها سرقتها من الشركة في عام 2014 للعمل مقيمة في برج ترمب. وبدأت هيكز العمل على خط ازياء فاخرة تحمل علامة شركة ايفانكا وكانت احياناً تعمل عارضة ازياء واكسسوارات لترويج بضاعة ايفانكا على موقع شركتها. ثم انتقلت إلى امبراطورية ترمب العقارية. 

وهناك بدأ الحظ يبتسم لها. إذ نقلها ترمب للسكن مجاناً في احدى شققه وبدأت هيكز تسافر مع طاقم ترمب. وأعدها هذا القرب من ترمب لدورها التالي. ففي عام 2015 عندما اعلن ترمب ترشيحه للرئاسة عينها سكرتيرته الصحافية. وقالت كاي كافيندر والدة هيكز لصحيفة نيويورك تايمز "ان ترمب أجلسها وقال لها "هذه هي وظيفتك" وكان ذلك بمثابة صاعقة".

وبحسب مجلة نيويورك فان مهمة هيكز خلال الحملة الانتخابية كانت ترجمة تغريدات ترمب من الإملاء. وان ساعات العمل الطويلة خلال الحملة ارهقت اعصابها وكلفتها علاقة استمرت ست سنوات مع صديقها.

"انا العاصفة"

وفي ضوء هذه الخلفية فان تعيين هيكز مديرة للاتصالات في البيت الأبيض لم يكن مفاجئًا، ولكن طموحها السياسي يمتد عشر سنوات قبل ذلك. وكشفت هيكز عن ذلك حين قالت عن بداية عملها عارضة ازياء في سنوات المراهقة انها لا تريد ان تشتهر في هذا المضمار لأنها "مهتمة بالسياسة".

يُقال إن هيكز تتعامل مع ترمب "بلمسة احترام خفيفة". ولاحظت ايفانكا قائلة "إن والدي يجعل الأشخاص يكسبون ثقته وهي كسبت ثقته". وكانت هيكز الوحيدة الحاضرة مع ترمب خلال مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز تحدث فيها عن المدعي العام جيف سيشينز.

هيكز تتعامل مع ترمب "بلمسة احترام خفيفة"

وفي عرض لسيرة حياة هيكز نشرته مجلة بوليتيكو في يوليو الماضي نقلت المجلة عن زميل لها في البيت الأبيض وصفه هيكز بأنها "هدية تذكارية من برج ترمب". ويرى آخرون ان ديمومتها مع آل ترمب تعمل لصالحها لأنها تستطيع ان تبقى بعيدة نسبياً عن الصراعات الداخلية التي اصبحت من سمات الادارة الحالية.

تقيم هوب هيكز في واشنطن منذ تنصيب ترمب في يناير رغم ان ملصقاً من مكتبها السابق في برج ترمب يوفر مفتاحاً لتكوين فكرة عن فلسفتها. إذ يقول الملصق "ان القَدَر يهمس للمحارب انك لا تستطيع ان تصمد بوجه العاصفة ويرد المحارب هامساً "أنا العاصفة".

اعدت "ايلاف" هذا التقرير بتصرف عن "ايفننغ ستاندرد" الأصل منشور على الرابط التالي
https://www.standard.co.uk/lifestyle/london-life/how-hope-hicks-went-from-teen-model-to-trumps-communication-director-a3634986.html