رفعت بريطانيا درجة التأهب لمواجهة الخطر الإرهابي إلى أقصاها، في وقت واصلت الشرطة بحثها عن المشتبه بوقوفه وراء وضع عبوة ناسفة في محطة قطار الانفاق جنوبي غرب لندن.

ووصفت رئيسة وزراء بريطانيا، تريزا ماي، مستوى خطر التهديد الإرهابي بأنه "حرج"، الأمر الذي يعني توقع هجوم وشيك، بعد حادث محطة قطارات بارسونز غرين.

وقالت الشرطة إن نحو 1000 من عناصرها المسلحين سينتشرون في شوارع البلاد بعد طلبها مساعدة الجيش.

وقد أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الحادث الذي أدى إلى جرح 29 شخصا.

وقالت ماي إن الجيش سيقدم المساعدة للشرطة، وسيستبدل عناصر الشرطة في واجبات حراسة مواقع حيوية معينة لا يسمح بدخول الجمهور إليها.

وستشمل هذه المواقع قصر بكنغهام، ومقر رئاسة الوزراء في داوننغ ستريت، والسفارات وقصر وستمنيستر، كما ستُسير دوريات مسلحة قرب هذه المواقع، بحسب شرطة العاصمة البريطانية.

وجاءت مساعدة الجيش للشرطة ضمن المرحلة الأولى لعملية "تيمبرير"، وهي خطة حكومية لنشر قوات مسلحة لمساعدة الشرطة في أعقاب الهجمات الإرهابية الكبرى، التي فُعّلت للمرة الأولى في 23 مايو/أيار في أعقاب الهجوم الذي وقع في مانشستر.

وقال ماي إنه "سيرى الناس المزيد من رجال الشرطة المسلحين في شبكات النقل العام وفي شوارعنا لتقديم إجراءات حماية إضافية".

وأضافت "وهذه خطوة مناسبة ومعقولة ستقدم تطمينات وحماية إضافية بينما يتواصل التحقيق".

وقد عولج 29 شخصا في المستشفيات، معظمهم يعانون من حروق، في أعقاب الهجوم الذي وقع في الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من صباح الجمعة بتوقيت لندن، في خط مترو الانفاق القادم من ويمبلدون.

خريطة لموقع الانفجار
BBC

وقال مارك راولي، مساعد قائد شرطة العاصمة إن الشرطة "تطارد المشتبه بهم".

وأضاف إن مساعدة الجيش "ستوفر تطمينات" في عموم البلاد.

وأوضح راولي أن المئات من عناصر الشرطة يدققون في كاميرات المراقبة لتحديد المسؤولين عن الهجوم.

وأشار إلى أن المحققين على معرفة بوجود عبوة ناسفة واحدة ولكنهم رفضوا الخوض في تفاصيل المشتبه بهم حرصا على "سرية" العملية.

وقال راولي أيضا إنه "شيء روتيني" في أمثال هذه الحوادث أن يدعي تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم "سواء كان لديهم أي ارتباط سابق بالأشخاص الذين ضلعوا به أم لا".

ما الذي تعنيه درجة التأهب للخطر الإرهابي؟

دومنيك كاشياني مراسلة الشؤون الداخلية في بي بي سي.

ينبغي التعامل بحذر مع كلمة "وشيك الحدوث"

هرعت سيارات الإسعاف إلى المكان
Reuters

إذ سبق أن رُفع مستوى خطر التهديد الإرهابي إلى "حرج" سابقا في مايو/أيار بعد هجوم مانشستر.

ثم خفض المستوى ثانية بعد أيام بعد أن توضح لمن يقومون بتقييم المعلومات الاستخبارية في المركز المشترك لتحليل الإرهاب أن الهجوم لم يكن وشيكا.

ثم وقع حادثان آخران في منطقتي بورو ماركيت/جسر لندن وفينسبري بارك.

ماذا يخبرنا ذلك؟

إن المعلومات الاستخبارية عادة ما تكون متشظية وتحتاج إلى الربط ما بينها.

ويمتلك المحللون عادة لمحات أو انطباعات عما يعتقدون أنه يجري.

إنه عالم يظل غير مكتمل.

---------------------------------------------------------------------------------------

وأظهرت صور التقطت للقطار دلوا ابيض اللون تشتعل فيه النيران داخل كيس يحمل علامة سوبر ماركت ليدل، مع أسلاك امتدت على أرضية عربة القطار، علمت بي بي سي أنها موقت لتفجير العبوة الناسفة بدائية الصنع.

ويقول مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية فرانك غاردنر إن العبوة الناسفة لم تعمل بشكل صحيح، ولو أنها انفجرت كما كان مخططا لها لقتلت كل من كان حولها و أصابت وهددت حياة كل من كان في عربة القطار.

وفي وقت سابق هاتف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رئيسة وزراء بريطانيا معبرا لها عن تعاطفه مع جرحى الهجوم الإرهابي، بحسب بيان للبيت الأبيض.

وأضاف البيان أن ترامب تعهد بمواصلة التعاون الوثيق مع بريطانيا لوقف الهجمات ومكافحة التطرف.

وكان الرئيس الأمريكي كتب تغريدة قال فيها إن الاشخاص "المرضى والمعتوهين" الذين كانوا وراء الهجوم كانوا في مدى نظر شرطة الميتروبوليتان (شرطة العاصمة البريطانية)، الأمر الذي دفع رئيسة وزراء بريطانيا إلى القول إن تقديم "تخمينات" عن التحقيق الجاري لن يكون أمرا مساعدا وفي مصلحة التحقيق.

وقد عالج مستشفى تشيلسي ووستمنستر 14 شخصا، نقل "عدد قليل" منهم إلى وحدة الحروق المتخصصة.

كما عولج أربعة أشخاص في وحدة الرعاية الصحية في أمبريال كوليج وثلاثة أشخاص في مستشفى سانت جورج.

وقال مستشفى سانت توماس في لندن إنه عالج ثمانية أشخاص، وقد تركوا المستشفى بعد تلقيهم العلاج.

وطلب راولي من الناس البقاء "متيقظين" ولكن من دون أن يشعروا بالقلق.

وطلب من أي شخص التقط صورا أو مقاطع فيديو من موقع الحادث إرسالها إلى الشرطة.

أرى كرة لهب

وقالت أنا غورنياك، التي كانت في العربة ذاتها لحظة الانفجار لبي بي سي "أستطيع رؤية كرة من اللهب تملأ العربة اشتعلت في طريقنا لحظة بدأنا في الهرب من العربة".

أنا غورنياك
BBC
تقول أنا غورنياك، التي كانت في العربة ذاتها لحظة الانفجارإنها رأت "كرة لهب تملأ العربة"

وأضافت "كنت أصلي في داخلي، ربما فكرت لثوان أن كل شيء أنتهى وأن حياتي انتهت".

وقال راكب آخر، يدعى بيتر كراولي، كان جالسا في العربة نفسها قادما من ويمبلدون عندما وقع الانفجار إن رأسه أصيب بحروق "بكرة لهب كثيفة" لسعت حرارتها وجهه، مضيفا "ثمة أناس تعرضوا إلى ما هو أسوأ مني بكثير".

وقال كريس وايلديش لراديو 5 في بي بي سي إنه شاهد دلوا في كيس سوبرماركت، مع "مستوى منخفض من اللهب ينبعث منه" قرب الباب الخلفي لعربة القطار.