الرباط: قال الفنان المغربي الحاج يونس إن فسخ مجلس مدينة الدار البيضاء لعقد مع شركة "سيطا البيضاء" المكلفة تدبير قطاع النظافة مكسب بالنسبة لسكان المدينة، خاصة أن الشركة لم تقم بعملها بالشكل المطلوب منها، و لم تنجز دراسات تمكنها من احتواء أزمة النفايات المتراكمة التي تشوه المنظر العام للمدينة، وتؤثر بشكل سلبي على بيئتها وقاطنيها على حد سواء.

تراكم النفايات

وانتقد الحاج يونس في اتصال مع "إيلاف المغرب" الأوضاع المتردية التي تعيشها مدينة الدار البيضاء بفعل تراكم النفايات مما يفاقم من معاناة المواطنين بشكل يومي، بسبب عجز الشركة المعنية عن تدبير القطاع، وعدم وجود معدات و آليات تواكب عدد السكان في ظل النمو الديمغرافي الذي تشهده المدينة.

ويضيف الحاج يونس قائلا "الحاويات الخاصة بالأزبال تبدو مليئة عن آخرها بأكوام النفايات لدرجة أن الناس أضحت تستأنس بهذا المنظر المقزز وما يخلفه من حشرات، وجرذان، فضلا عن انتشار الروائح الكريهة والأمراض التي تهدد صحتهم وسلامتهم البدنية بشكل مباشر، والغريب في الأمر أن الشاحنات المخصصة لنقل هذه النفايات ليست هي الأخرى بأحسن حال عما تبدو عليه الأوضاع البيئية بالمدينة، فهي تساهم في انبعاث روائح نتنة تزكم الأنوف، بالنظر لاتساخها الشديد والشكل المتدهور الذي تبدو عليه".

سعادة غامرة

وعن سبب نشره لفيديو سابق يوضح من خلاله تراكم النفايات بإحدى المناطق السكنية والصناعية الكبرى بالمدينة، قال الحاج يونس "صراحة تعبنا وأحسسنا بمرارة كبيرة بفعل هذا الوضع المخجل، لكن تذمرنا الشديد تحول لسعادة غامرة بعد توصلنا بخبر فسخ مجلس المدينة لعقده مع الشركة المكلفة تدبير النظافة، وما زلت أحتفظ بصور خطيرة لوسط الدار البيضاء في كل من أحياء بوركون والمعاريف وغيرها، والتي أتساءل من خلالها عن طبيعة المكان الذي نقطنه، هل نحن فعلا في حاضرة، ام قرية، أم أن الأمر يتعلق بمزبلة؟ لذلك، لا يفوتني أن أقف احتراما وتقديرا لكل شخص كان وراء هذا القرار الصعب في سبيل العمل على تنظيف المدينة من عمدة ورئيس مقاطعة الصخور السوداء وغيرهم من المتدخلين".

في غضون ذلك، بث الفنان الحاج يونس مقطع فيديو يوضح من خلاله قيام شاحنات بحمل أكوام النفايات مشيرا الى أن السرور والبهجة عادت مجددا لسكان المدينة، عقب التجاوب الحاصل مع مطلب إزالتها والإجراءات الصارمة التي اتخذت بحق الشركة المعنية بقطاع النظافة.

مبادرة الفنانين والرياضيين

وبخصوص مساهمة الفنانين والرياضيين المغاربة في الحد من سوء التدبير الذي يطال العديد من المدن المغربية، على غرار الفنانة نجاة اعتابو والبطل العالمي السابق هشام الكروج، نوه الحاج يونس بالخطوة التي وصفها بـ "المهمة والإيجابية"، عن طريق توظيف وسائل التواصل الاجتماعي من أجل إيصال أصواتهم للمسؤولين، بهدف تغيير الأوضاع السلبية القائمة على مختلف المستويات، خدمة للمواطنين والوطن بصفة شمولية.

وبشأن رد رئيس بلدية مدينة الخميسات (شرق الرباط) على فيديو اعتابو، باعتباره جاء كرد فعل لعدم تسليمها لرخصة تقديم الخمر بمطعمها الموجود بالمدينة ذاتها، قال الحاج يونس لـ"إيلاف المغرب": "نجاة اعتابو من حقها فضح الخروقات الحاصلة بمدينتها، والتصريح الذي أعقب الفيديو عذر أقبح من زلة، كان حريا بالمسؤولين العمل على إصلاح المدينة عوض تقديم مبررات واهية تنم عن جهلهم، هؤلاء المسؤولون ضعفاء لا حول لهم ولا قوة، ونحن نملك الحق في العيش ضمن إطار بيئة سليمة وأن نستنشق هواء نقيا خال من التلوث، لكن أن يأتي شخص ما ليتكلم بهذه الطريقة، فهذا أمر لا يعقل".

المجال السياسي مستبعد

واستبعد الحاج يونس إمكانية انضمامه لأحد الأحزاب السياسية الوطنية وانخراطه في الحقل السياسي بالمغرب، معتبرا أن الفن بحد ذاته سياسة، و بالتالي فليس من الضروري أن يكون المواطن منتخبا لكي يهتم بقضايا بلده ويقوم بطرحها، في أفق إيجاد حلول ناجعة.

وأنهى مجلس مدينة الدار البيضاء يوم الجمعة عقد التدبير المفوض معشركة "سيطا البيضاء" المكلفة تدبير قطاع النظافة، خلال الدورةالاستثنائية التي عقدها المجلس الجماعي( البلدي)، بتصويت 67 عضوا على قرارالفسخ، بينما لم تتم معارضته من لدن أي عضو؛ فيما امتنع ثمانية أعضاءينتمون إلى فريق الأصالة والمعاصرة عن التصويت، وسط تخوف عدد منالمنتخبين من إمكانية حدوث ضرر على الجماعة بفعل فسخ العقدة.

وقرر المجلس انتداب شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء للخدمات" من أجلتدبير المرحلة الانتقالية، في أفق إطلاق طلب عروض للبحث عن شركة أخرىمن شأنها تدبير قطاع النظافة بالمدينة.

ويأتي هذا القرار بسبب عدم التزام شركة "سيطا" بدفتر التحملات؛ وهوالأمر الذي دفع المجلس الساهر على تدبير الشأن العام بالعاصمة الاقتصادية للمملكة إلى تنبيه الشركة المعنية مرات عديدة.

وعرفت الدار البيضاء اخيرا احتجاجات من طرف فعاليات المجتمع المدني، بسبب انتشار النفايات في مختلف شوارع المدينة، وما تسببه من ضرر على السكان.