دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الفلسطينين إلى استغلال الفرصة المتاحة الآن لوضع حد للانقسام والمضي قدما لرأب الصدع والانطلاق إلي تحريك عملية السلام مرة أخري مع إسرائيل وقبول التعايش مع الاسرائيليين في أمان.

جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي خاطب فيها أيضا الرأي العام الإسرائيلي في كلمة مرتجلة قائلا: "نحن مقبلون علي خطوة كبيره وهائلة وهناك فرصة لكتابة صفحة جديده في التاريخ بعملية سلام توفر أمن وسلامة للمواطن الفلسطيني جنبا إلي جنب مع المواطن الإسرائيلي."

وتساءل السيسي: "لماذا لا نكرر التجربة الرائعة للسلام بيننا" في إشارة إلي معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب والتي وقعت عام 1979.

وكان الرئيس المصري التقي في وقت سابق برئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في نيويورك لبحث عملية السلام في الشرق الأوسط، بحسب ما قاله مكتب السيسي.

وأكد السيسي خلال الاجتماع، بحسب ما ذكره بيان الرئاسة الذي نقلته وكالة فرانس برس، على أهمية "استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل التوصل إلى حل شامل".

وبحث الزعيمان "سبل استئناف عملية السلام، وإنشاء دولة فلسطينية".

وتجمدت جهود السلام بين إسرائيل والفلسطينيين عقب انهيار المحادثات التي دعمتها الولايات المتحدة في ربيع 2014.

وعبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي زار إسرائيل والضفة الغربية المحتلة في مايو/أيار، عن إمكانية توسطه للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي استعصى على سلفه.

والتقى ترامب نتنياهو في نيويورك الاثنين قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعبر مرة أخرى عن أمله في التوصل إلى تسوية سلمية.

وبعد جهود وساطة مصرية، أعلنت حركة حماس، التي تدير قطاع غزة، يوم الأحد الماضي حل اللجنة الإدارية التي شكلتها لإدارة القطاع، ورغبتها بالتفاوض لتشكيل حكومة وحدة وطنية مع غريمتها حركة فتح التي تسير حكومة السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية.

ودعت حماس في بيان لها حكومة الوفاق الوطني للقدوم إلى قطاع غزة "لممارسة مهامها والقيام بواجباتها فوراً".

وأشار البيان إلى موافقة حماس على إجراء انتخابات عامة، مشيرا إلى استعدادها "لتلبية الدعوة المصرية للحوار مع حركة فتح، حول آليات تنفيذ اتفاق القاهرة 2011 وملحقاتها، وتشكيل حكومة وحدة وطنية في إطار حوار تشارك فيه الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق 2011 كافة".

اقرأ أيضا: حماس من "حركة مقاومة" إلى "حكومة محاصرة"

اقرأ أيضا: إسماعيل هنية يزور مصر لأول مرة منذ توليه قيادة حماس

ورحبت مصر بموقف حركتي فتح وحماس تجاه الجهود المصرية التي تهدف إلى "الحفاظ على وحدة الشعب الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والوطنية هناك".

ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصادر في المخابرات المصرية، التي عقدت اجتماعات مع قيادات فلسطينية في الأيام الماضية، قولها إن القاهرة تؤكد "استمرار جهودها واتصالاتها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكافة القوى الفلسطينية بما يخدم المصلحة العامة والقضية الفلسطينية."

ورحبت حركة فتح رحبت ببيان حماس، مشيرة إلى أنها خطوة "تعزز من وحدة الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام."

وأوضح عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية بحركة فتح ومسئول ملف المصالحة الوطنية، في مقابلة مع بي بي سي أن مصر هي الضامن لتنفيذ الاتفاق مع حماس، كما أن حركته اشترطت أن يكون معبر رفح في يد طرف حكومي رسمي من السلطة الفلسطينية.

وقال الأحمد في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) إنه سيُعقد اجتماع ثنائي بين فتح وحماس يعقبه اجتماع لكافة الفصائل الفلسطينية الموقعة على اتفاق المصالحة في الخامس من مايو/أيار عام 2011 من أجل البدء في الخطوات العملية لتنفيذ الاتفاق بكافة بنوده.

وأضاف الأحمد في تصريحاته للوكالة الفلسطينية أن الأيام القادمة ستشهد خطوات عملية ملموسة تبدأ "باستئناف حكومة الوفاق الوطني عملها وفق القانون في غزة كما هو في الضفة من أجل استكمال الجهود للتخفيف من معاناة أهلنا في القطاع والعمل على رفع الحصار الظالم المفروض عليهم."