بيروت: مني تنظيم داعش بخسائر ميدانية كبرى خلال الاشهر الاخيرة في مناطق سيطرته في سوريا والعراق، كان أبرزها طرده من مدينة الموصل في شمال العراق التي أعلن منها إقامة "الخلافة"، وهو يوشك على خسارة مدينة الرقة في شمال سوريا.

- سوريا -الرقة:

شكلت مدينة الرقة (شمال) خلال نحو ثلاث سنوات المعقل الابرز لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا، لكن التنظيم خسر تسعين في المئة من مساحتها لصالح قوات سوريا الديموقراطية المؤلفة من فصائل كردية وعربية مدعومة من واشنطن.

وبعد أشهر من بدء هجوم واسع في محافظة الرقة، دخلت هذه القوات في السادس من حزيران/يونيو مدينة الرقة التي شهدت على ارتكابات واعتداءات وحشية نفذها التنظيم منذ سيطرته عليها في العام 2014. وتخوض منذ ذاك الحين معارك عنيفة ضد الجهاديين بدعم مباشر من التحالف الذي يوفر الاسناد الجوي لعملياتها ويمدها بالسلاح والمستشارين.

وحققت هذه القوات تقدماً سريعاً، لكن العملية تباطأت مع تقدمها نحو المدينة القديمة ووسط المدينة، المنطقة الاكثر اكتظاظاً بالسكان.

وبعد اكثر من ثلاثة اشهر على المعارك، باتت قوات سوريا الديموقراطية تسيطر على تسعين في المئة من المدينة بعدما توسعت في مركزها، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقتل المئات من المدنيين وفق المرصد جراء غارات التحالف. واجبرت المعارك في الرقة وريفها خلال اشهر، عشرات آلاف المدنيين على الفرار، ولم يبق في المدينة حتى الآن وفق التقديرات سوى ما بين عشرة آلاف و25 الف مدني. وكان عدد سكان المدينة سابقا 300 الف.

دير الزور: 

تعد محافظة دير الزور الغنية بالنفط والحدودية مع العراق، آخر أبرز معاقل التنظيم في سوريا.

وكان التنظيم سيطر في العام 2014 على اجزاء واسعة من المحافظة واكثر من نصف مدينة دير الزور ومطارها العسكري. وتمكن منذ مطلع العام 2015 من فرض حصار محكم على عشرات آلاف المدنيين والجنود السوريين.

وتشكل المحافظة في الوقت الراهن مسرحا لعمليتين عسكريتين: الاولى يقودها الجيش السوري بدعم روسي في مدينة دير الزور وريفها الغربي، والثانية تشنها قوات سوريا الديموقراطية بدعم من التحالف الدولي ضد الجهاديين في الريف الشرقي.

وتمكنّ الجيش السوري بعد تقدم سريع في الريف الغربي في التاسع من ايلول/سبتمبر من كسر حصار الجهاديين للاحياء الغربية في مدينة دير الزور، وفكّ بعد أيام الطوق عن المطار العسكري المجاور.

وواصل الجيش السوري بدعم من حلفائه وبغطاء جوي روسي تقدمه وطوق المدينة من ثلاث جهات، قبل ان يعبر الى الضفة الشرقية للفرات تمهيدا لحصار الجهاديين داخلها بالكامل. 

وبات يسيطر حاليا على نحو 70 في المئة من مساحة المدينة.

وبالتزامن مع كسر الجيش السوري الحصار على دير الزور، بدأت قوات سوريا الديموقراطية هجوما منفصلا في اتجاه المدينة أعلنت ان الهدف منه تحرير الضفة الشرقية للفرات الذي يقسم محافظة دير الزور الى قسمين. 

وحققت تلك القوات تقدما سريعا وسيطرت على اكثر من 500 كيلومتر مربع في شمال شرق المدينة، وفق التحالف الدولي. ووصلت الى بعد نحو ستة كيلومترات من الضفة الشرقية مقابل مدينة دير الزور. وأكدت منذ بدء الهجوم عدم وجود اي تنسيق مع روسيا والجيش السوري.

جيوب أخرى:

لا يزال تنظيم الدولة الاسلامية يسيطر على مناطق محدودة في سوريا، بينها عشرات القرى في ريف حماة الشرقي وريف حمص الشرقي في وسط البلاد، حيث يعمل الجيش السوري بدعم جوي روسي على تضييق الخناق اكثر واكثر على مقاتلي التنظيم.

ويسعى الجيش السوري الى طرد الجهاديين من كامل البادية السورية التي بات يسيطر على الجزء الاكبر منها.

ويتواجد التنظيم المتطرف ايضاً في اجزاء من مخيم اليرموك في جنوب العاصمة وفي مناطق محدودة في جنوب البلاد.

- العراق -

بعد إعلان القوات العراقية فرض سيطرتها على كامل محافظة نينوى في شمال العراق نهاية آب/أغسطس الماضي، في أعقاب استعادة مدينة الموصل وقضاء تلعفر، لم يعد تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر إلا على منطقتين عراقتين يشكلان آخر معاقله في البلاد.

القائم:

يسيطر التنظيم على مناطق ممتدة على نهر الفرات في محافظة الأنبار (غرب)، هي عنه وراوه والقائم المحاذية للحدود مع سوريا.

وبدأت القوات العراقية مدعومة بفصائل من الحشد العشائري، الثلاثاء عملية استعادة السيطرة على قضاء عنه الذي يشكل احدى المناطق الرئيسية التي يتمركز فيها الجهاديون في آخر معقل لهم في غرب العراق. 

وتمكنت القوات العراقية من استعادة غالبية مدن محافظة الأنبار التي استولى عليها التنظيم في العام 2014، في اطار سلسلة عمليات عسكرية بدعم من التحالف الدولي.

الحويجة: 

هي بلدة في محافظة كركوك التي تسيطر عليها القوات الكردية والمتنازع عليها بين حكومة بغداد وإقليم كردستان. تقع على امتداد طريقين رئيسيين يصلان بغداد بمحافظة نينوى وإقليم كردستان، ويسكنها حوالى 70 الف نسمة يمثلون غالبية مطلقة من العرب السنة.

وتعد الحويجة من المناطق غير المستقرة أمنيا منذ سنوات عدة. 

وأعلنت القوات العراقية في الأول من أيلول/سبتمبر أنها بدأت استعداداتها لبدء عملياتها العسكرية ضد التنظيم المتطرف في قضاء الحويجة. ومن غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت قوات البشمركة الكردية ستشارك فيها.

ومن المفترض ان تشن القوات العراقية هجومها من جبهتين، الاولى شمالية وتتضمن عبور نهر دجلة للوصول الى مناطق سيطرة الجهاديين والثانية من الجهة الجنوبية الغربية من جهة جبل حمرين.