سيتوي: اشتبك عناصر من الشرطة البورمية مع حشد غاضب كان يمنع عبور مركب مساعدات في ولاية راخين، فيما قتل تسعة اشخاص في حادث شاحنة للصليب الاحمر في بنغلادش الخميس مما يعرقل جهود الانقاذ العاجلة لمسلمي الروهينغا الذي فروا من اعمال العنف.

ولا يزال التوتر كبيرا في انحاء راخين حيث تسببت هجمات لمتمردين من الروهينغا نهاية الشهر الماضي في اجراءات عسكرية مشددة اضطر معها اكثر من 420 الف شخص للفرار الى بنغلادش فيما اعتبرت الامم المتحدة ذلك حملة "تطهير عرقي".

وتخشى هيئات الاغاثة ان يكون عشرات الاف الاشخاص العالقين في ولاية راخين بأمس الحاجة للمساعدة، مع صعوبة وصول الفرق الانسانية رغم تعهد الحكومة باتاحة ممر آمن.

واثارت الازمة ادانات دولية للحاكمة الفعلية لبورما اونغ سان سو تشي لرفضها توبيخ الجيش البورمي القوي إثر فرضه الاجراءات القمعية التي قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون انها ترقى الى مستوى "إبادة".

وتجمع نحو 300 شخص من البوذيين الغاضبين في سيتوي عاصمة راخين في ساعة متأخرة الاربعاء عند رصيف مائي حيث كان مركبا محملا بالمساعدات يستعد لعبور نهر وصولا الى مونغداو حيث هناك حاجة ماسة للمساعدات.

وأجبروا اللجنة الدولية للصليب الاحمر على تفريغ حمولة المركب ومنعوه من المغادرة، بحسب ما ذكرته صحيفة غلوبال نيو لايت اوف ميانمار، الحكومية الخميس نقلا عن لجنة الاعلام في بورما.

ووصل عناصر الشرطة عندما اقترب الحشد من الرصيف فيما حاول رهبان بوذيون تهدئتهم. لكن بعض الاشخاص بدأوا برشق "حجارة وعبوات مولوتوف على عناصر مكافحة الشغب" بحسب التقرير.

وتم توقيف ثمانية اشخاص وجرح عدد من رجال الشرطة قبل استعادة النظام. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الحادثة وقالت انها ستستمر في محاولة ايصال مواد الاغاثة الى المنطقة.

وقالت المتحدثة باسم اللجنة لمنطقة آسيا غراتسييلا لييت بيكولي لوكالة فرانس برس "سنواصل عملنا، لم يتم تعليق شيء".

"إبادة"

وردت الانباء عن المواجهات في الولاية المضطربة حيث تتهم قوات الامن باحراق العشرات من قرى الروهينغا، تزامنا مع حادث شاحنة مستأجرة للصليب الأحمر في بنغلادش اسفر عن مقتل 8 أشخاص وجرح 10 آخرين.

وقال مساعد قائد شرطة بندربان الحدودية ياسر عرفات لوكالة فرانس برس ان الشاحنة "كانت محملة بالمواد الغذائية للاجئي الروهينغا على الحدود، بينهم العالقين في المنطقة العازلة".

وتدفق مئات آلاف اللاجئين الروهينغا على بنغلادش منذ آواخر أغسطس حيث تكدسوا في مخيمات عشوائية ومراكز ايواء موقتة قرب بلدة كوكس بازار الحدودية.

وتسعى فرق الاغاثة للتعامل مع التدفق الكبير للاجئين وحذرت من ازمة انسانية في المخيمات حيث تجهد لبناء مساكن وتأمين الحصص الغذائية.

وتقوم حكومة بنغلادش ببناء مخيم كبير في الجوار لايواء 400 الف شخص، لكن الامم المتحدة تقول ان تجهيزه بالخيم والمراحيض والمنشآت الطبية سيستغرق وقتا طويلا.

وتتعرض حكومة بورما للانتقاد من قبل قادة دول العالم. ويحثونها على معالجة الازمة وادانة الجيش بسبب الهجمات على الروهينغا الذين يعاملون بتحقير ويعتبرون مهاجرين "بنغاليين" في بورما ذات الغالبية البوذية.

لكن بورما المتهمة بالتخفيف من خطورة العنف، تصر على أن الازمة تتراجع. وقال النائب الثاني للرئيس بورما هنري فان ثيو أمام الجمعية العامة للامم المتحدة الاربعاء "يسعدني ابلاغكم ان الوضع تحسن".

وقال انه لم تقع اشتباكات منذ 5 ايلول/سبتمبر مضيفا ان حكومته ملتزمة السماح بدخول المساعدات. وقال "المساعدات الانسانية في مقدمة اولوياتنا. نحن ملتزمون ضمان وصول المساعدات الى كل من هم بحاجة لها، دون تمييز".

وقبل اندلاع الازمة الحالية كان عدد الروهينغا في بورما اكثر من مليون. وقد فر نصفهم تقريبا منذ الهجمات الدامية من قبل متمردي "جيش انقاذ روهينغا اراكان" على مواقع للجيش في 25 أغسطس الماضي.

وكثيرا ما يتعرض أبناء هذه الاقلية المسلمة للاضطهاد في بورما حيث يعتبرون مهاجرين غير شرعيين وتفرض عليهم قيود مشددة.