ايلاف من الجزائر: شهدت الجزائر حرب تصريحات بين وزيرين في الحكومة وفعاليات محلية بسبب تحديد "غرّة محرم"، ففي وقت اعلنت وزارة الأوقاف ان الخميس الموافق 21/9/2017 هو رأس العام الهجري وهو ما سيترتب عليه تحديد هذا اليوم عطلة رسمية مدفوعة الاجر، اعلنت بدورها وزارة الاوقاف ان الجمعة 22/9/2017 هو اول محرم، مؤكدة أن "لجنة الأهلة" هي التي تملك صلاحيات حصرية في تحديدها لتواريخ المناسبات والأعياد الدينية.

وذكر وزير العمل والتشغيل الجزائري، مراد زمالي في بيان له أن "الإدارة المركزية في انتظار نتائج عمل اللجان الولائية للأهلة التي أمرت بتنشيطها تحسبًا لرصد الهلال مساء يوم الأربعاء 29 ذي الحجة 1438. وتتابع الآراء العلمية التي تصدرها مختلف المراصد العلمية لا سيما مركز البحث في علم الفلك والفيزياء الفلكية والجيوفيزياء (craag) بضاحية بوزريعة في أعالي العاصمة".

ويرى مراقبون أن هذه الأزمة وتضارب الصلاحيات بين الوزارتين تكشف عن خلل الاتصال المؤسساتي والتنسيق بين الاجهزة الحكومية.

وطالبت فعاليات جزائرية بتفعيل قرارات سياسية تضع حدًا للجدل المتكرر بشأن تحديد الأعياد الدينية، مثل عيدي الفطر والأضحى وعاشوراء وأول محرم وغيرها من المناسبات.

كما اشتدّ الخلاف بين الفلكيين أنفسهم، إذ أعلنت جمعية ابن الهيثم الجزائرية للعلوم والفلك أن الحسابات الفلكية الدقيقة والتي أجرتها تفيد بأن غرّة شهر المحرم وأوّل العام الهجري الجديد 1439هـ فلكيًّا، هو يوم الخميس الموافق 21 سبتمبر/أيلول 2017.

وشددت الهيئة الفلكية، في بيان، على أن هلال شهر محرّم عام 1439 يوم الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول قد تمّ رصده على الساعة السادسة والنصف صباحًا، ليكون اليوم الذي يليه، أيّ الخميس، هو أوّل أيام محرم لهذا العام، وذلك لأن القمـر سيمكث بعد غـروب شمـس يـوم الأربعاء في الجزائر 24 دقيقة، وعليه فيمكن رؤية هلال بداية شهر محرم ابتداءً من الساعة الثامنة و39 دقيقة من المساء".

وقال العالم الفلكي الجزائري الشهير، لوط بوناطير، إن الحسابات الفلكية التي أجراها تفيد بأنّ أول محرم سيحلّ بعد 72 ساعة من الآن، مضيفًا أن جدل وزارتي العمل والتشغيل والأوقاف والشؤون الدينية في الجزائر "غير واقعي وليس منطقيًا".

ولم يتردد بوناطير في تصريحات لـ"إرم نيوز" في وصف ما يحدث بشأن تحديد الأهلة في الجزائر بـ”الفوضى التي لا تستند إلى أيّ منطق، ذلك أن الفلكيين هم من يقومون بتحديد غرة محرم، لتُعلن عنه وزارة الأوقاف ثم تطبقه وزارة العمل والتشغيل”