الرباط: كشف مصطفى الخلفي، الوزير المنتدب المكلف العلاقات مع البرلمان والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، موقف بلاده من الاستفتاء الذي يصر إقليم كاتالونيا على تنظيمه من أجل الاستقلال عن اسبانيا، مؤكدا أن بلاده تدعم الموقف الرسمي الإسباني من الاستفتاء بإقليم برشلونة.

وقال الخلفي ، في المؤتمر الصحافي الذي نظمه اليوم الخميس، عقب نهاية أشغال المجلس الحكومي، أن الحكومة المغربية تساند بشكل مطلق القرارات التي تتخذها الحكومة المركزية في إسبانيا، حيث قال: "نحن مع موقف حكومة مدريد إزاء هذا الاستفتاء".

وتعد هذه المرة الأولى التي يعلن فيها المغرب بشكل رسمي موقفه من استقلال إقليم كاتالونيا عن المملكة الإسبانية، والذي تعارضه حكومة مدريد بشدة، وتعتبره غير قانوني.

ورغم الإجراءات التي تفرضها الحكومة المركزية بمدريد على الاستفتاء المرتقب وتوعدها لمنظميه بالملاحقة القانونية، إلا أن الاستفتاء وإجراءات تنظيمه يبدو أنها تسير نحو التحقق، بعدما تبنى برلمان كاتالونيا في السادس من سبتمبر الجاري، قانونا ينظم هذا الاستفتاء، الذي دعا إليه بعد ذلك رئيس المقاطعة التي تعد الأغني في إسبانيا وأوروبا عموما، إذ من المرتقب أن يجري الاستفتاء في الأول من أكتوبر المقبل . وأفاد الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن موقف بلاده من الاستفتاء حول استقلال إقليم كاتالونيا عن المملكة الإسبانية، تؤطره "الثوابت التي تحكم السياسة الخارجية للمملكة"، رافضا تقديم المزيد من التفاصيل عن الموضوع.

وفي موضوع ذي صلة، أكد الخلفي أن الحكومة المغربية تعمل بشكل مستقل على دراسة واعتماد إجراءات ستدخل حيز التنفيذ قريبا لضمان كرامة المغاربة الذين يشتغلون في المعبرين الحدوديين لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتلين.

وأضاف الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن "ما يقع في الحدود الاستعمارية بالنسبة لنا لا يمكنه أن يستمر"، مشددا على أن الإجراءات التي تعتزم الرباط اعتمادها تدخل في "سياق وطني مستقل وليس أي شيء آخر"، في إشارة منه إلى أن ليس هناك أي تنسيق مع الجانب الإسباني المحتل لسبتة ومليلية في هذه المسألة والإجراءات التي تعمل المملكة المغربية على إعدادها.

وزاد الخلفي موضحا "نأمل أن ترى هذه الإجراءات النور قريبا لتضمن حلا جذريا للمشاكل التي سبق أن أدت إلى حوادث مؤلمة ومؤسفة تمثلت في وفيات لا يمكن بأي حال القبول بتكرارها"، مشددا على أن رئيس الحكومة ما زال يشتغل مع القطاعات الحكومية المعنية لإعداد هذه الإجراءات وتطبيقها.

يشار إلى أن المعبرين الحدوديين لسبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا، يشهدان انتهاكات متواصلة لحقوق النساء العاملات في تهريب البضائع ونقلها من الجانب الإسباني إلى المغرب، والتي تسجل بين الفينة والأخرى حوادث وفيات كان آخرها وفاة امرأتين مغربيتتين بالمعبر الحدودي لمدينة سبتة المحتلة، أواخر شهر أغسطس الماضي، الأمر الذي أثار موجة من الردود حوله.