«إيلاف» من بيروت: بعدما كشف الرئيس الأميركي دونالد ترمب موقفه أمام الجمعيّة العامة للأمم المتّحدة، معلنًا استراتيجية الولايات المتحدة تجاه اللاجئين الهاربين من الحرب في سوريا والعراق ودول الجوار، مشيرًا في معرض حديثه عن اللاجئين تفضيل أميركا توطين هؤلاء اللاجئين في دول الإقليم المحيطة ببلادهم، رد عليه رئيس الجمهورية اللبناني ميشال عون بأن لبنان يرفض التوطين مهما كان الثمن. فما مدى جدية توطين اللاجئين السوريين في لبنان؟

فرضية التوطين

تعقيبًا على الموضوع يؤكد النائب سليم سلهب في حديثه ل"إيلاف" أن فرضية توطين اللاجئين السوريين لا يمكن أن تكون صحيحة في لبنان، لأن الدستور اللبناني يمنع ذلك، ولا مجال في لبنان لتعديل الدستور لصالح توطين اللاجئين السوريين في لبنان، وفي حال حصل التوطين يفقد لبنان هويته اللبنانيّة، ويصبح مزيجًا عربيًا وليس لبنانيًا فقط، ويتم تغيير معالم الشعب اللبناني، ليصبح حينها شعبًا مختلطًا من كل المكونات العربية، إن كانت فلسطينية أو سورية.

استفادة الغرب

ولدى سؤاله كيف تستفيد الدول الغربية من توطين اللاجئين السوريين في لبنان؟ يؤكد سلهب أن الاستفادة تكون من خلال إزاحة خطر اللاجئين السوريين عنها.

أما هل ينجح لبنان في سعيه برفض التوطين؟ يرى سلهب أنه ينجح في حال استمر التوافق اللبناني الداخلي حول رفض الأمر، ومهما كانت الضغوطات الخارجية حينها لن تقوى على إرادة اللبنانيين وإصرارهم على رفض التوطين.

الإرادة الموحدة

من جهته وردًا على سؤال بين الأمم المتحدة الداعمة للتوطين وموقف ترمب المؤيد أيضًا، وبين إرادة اللبنانيين ورفضهم للأمر، من ينجح؟ يؤكد النائب نضال طعمة في حديثه ل"إيلاف" أن الإرادة اللبنانية الموحدة هي ستغلب وتنجح، ومنذ فترة لم نر وحدة حول موضوع معين كما هي الحال بالنسبة لتوطين اللاجئين السوريين، وهذه قوة، يجب أن تترجم بالعودة إلى المؤسسات الدستورية.

دعم لبنان

ولدى سؤاله كيف يمكن دعم الموقف اللبناني الموحّد الرافض لتوطين اللاجئين السوريين في لبنان؟ يجيب طعمة أن الوحدة يجب أن تتجلى داخليًا وخارجيًا وعلينا أن نرفع صوتنا مع كل القيادات والأحزاب وكل الطوائف، وليس مقبولاً اليوم الكلام الهامس علينا أن نرفع صوتنا لجهة رفض التوطين، ومع وجود وحدة صادقة صارخة ومحصنة بالدستور لا أحد يستطيع أن يفرض علينا أي أمر، حتى لو اجتمعت كل الدول ضدنا، أما إذا استمرينا متشرذمين فسوف تمر الأمر ضد إرادتنا.

تأزيم العلاقات

ويؤكد طعمة أن لبنان قد يتأثر مع تأزيم العلاقات مع المجتمع الدولي والأمم المتحدة خصوصًا، لأننا دولة صغيرة، وحولنا ملتهب، وليست من مصلحتنا القيام بمعركة مع الأمم المتحدة، ولكن ليست من مصلحتنا الرضوخ لمطالبهم، لا نستطيع المواجهة عسكريًا وسياسيًا نبقى مختلفين في الآراء، لا نستطيع المواجهة سوى بالوحدة، وهذه الوحدة الداخلية تبقى الأهم.