تبدأ المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل مفاوضات شائكة لتشكيل حكومة ائتلافية جديدة.

وقد فاز حزبها - الاتحاد الديمقراطي المسيحي - في انتخابات الأحد، بأقل نسبة أصوات حصل عليها في أي انتخابات سابقة خلال عقود وأدى ذلك إلى تضاؤل سلطتها.

وأبرزت النتائج فوز حزب (البديل من أجل ألمانيا) اليميني المتشدد باعتباره أكبر الفائزين، إذ حصل لأول مرة على تمثيل برلماني بلغ 13 في المئة من عدد الأصوات.

واستبعدت ميركل عقد أي صفقة معه.

وقد تضطر ميركل إلى ضم حزبين أصغر إلى الحكومة، لأن حزب الاشتراكيين الديمقراطيين، وهو حزب ينتمي إلى يسار الوسط، نأى بنفسه عن المشاركة في الائتلاف في أعقاب النتيجة السيئة التي حصل عليها منذ الثلاثينيات.

وأدى الشك المحيط بتشكيل الحكومة إلى انخفاض سعر اليورو في الأسواق الآسيوية، ودعا قادة الأعمال في ألمانيا إلى اتخاذ إجراء سريع لتلافي أي ضرر للاقتصاد.

ويقول مراسل بي بي سي إن المحادثات قد تستمر أسابيع.

وأُعيد انتخاب ميركل لفترة رابعة في الوقت الذي حقق فيه القوميون نجاحا تاريخيا في الانتخابات الفيدرالية، وانخفض التأييد لائتلافها المحافظ، لكنه سيبقى أكبر تكتل في البرلمان.

وقال الحزب الديمقراطي الاشتراكي، شريك ميركل الحالي في الائتلاف، إنه سينضم إلى المعارضة بعد أن مٌني بخسائر كبيرة.

ويحتل حزب "البديل من أجل ألمانيا" المرتبة الثالثة في نتائج الانتخابات. وتعني النتائج التي حصل عليها حصول حزب معاد للإسلام على مقاعد في البرلمان الألماني لأول مرة.

وتجمع عشرات المتظاهرين قبالة مقر الحزب في برلين، وحمل بعضهم لافتات كٌتب عليها "مرحبا باللاجئين".

وقالت ميركل، التي تشغل منصبها منذ 12 عاما، في كلمة لمؤيديها، إنها كانت تأمل في "نتيجة أفضل".

وأضافت أنها ستستمع إلى "مخاوف" ناخبي حزب "البديل من أجل ألمانيا"، حتى تكسب ثقتهم مجددا.

وقالت أيضا إن حكومتها عليها التعامل مع القضايا الاقتصادية والأمنية، إضافة إلى التعامل مع الأسباب الأساسية للهجرة، وهي أحد الأسباب الرئيسية لتحقيق نجاح في الانتخابات.

وقالت ميركل "اليوم يمكننا القول إننا الآن لدينا تفويض لتحمل المسؤولية بهدوء مع شركائنا طبعا".