أحمد قنديل من دبي: قالت الخبيرة السياسية الإماراتية الدكتورة ابتسام الكتبي رئيسة مركز الإمارات للسياسات إن قطر تسببت في حدوث انهيارات وصراعات وأزمات مفجعة في بعض الدول العربية، وأن هناك ثلاثة أسباب دفعت الدول الأربع إلى قطع علاقاتها مع الدوحة، وهي تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لدول خليجية وعربية، دعمها وتمويلها للإرهاب، وإقامة علاقات مشبوهة مع إيران يما يضر بمصالح الدول الخليجية.

تحريض سياسي وبث الكراهية

وفي التفاصيل، أوضحت الكتبي أن قطر استهدفت أمن السعودية الذي هو ركيزة أساسية لأمن الخليج واستقراره، وأن الدوحة تسببت في انهيارات بنية بعض الدول العربية مما ولد أزمات وصراعات مفجعة مازالت قائمة حتى الآن، فيما وظفت وسائل إعلامها مثل قناة الجزيرة ضمن أجندة تصفية الحسابات والتحريض السياسي وبث خطاب الكراهية.

وتابعت أن الدوحة أسست دورها الإقليمي وتوجهات سياستها الخارجية على كل ما يعاكس التوجهات العامة لمجلس التعاون الخليجي ومصالح دوله، لافتة إلى أن قرار الدول الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" مقاطعة قطر في الخامس من شهر يونيو عام 2017 جاء بعد يأس هذه الدول من التزام الدوحة بالتعهدات التي قطعتها على نفسها.

وكذلك من حرص دولة الإمارات على دعم السياسات الإقليمية التي ترسخ الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار في المنطقة.

مصالح دول التعاون

وأشارت الكتبي خلال ورشة عمل "السياسات المنفردة .. تقييم المخاطر السياسية للطموحات القطرية" التي نظمها مركز الإمارات للسياسات في فندق جميرا أبراج الاتحاد في أبوظبي اليوم بمشاركة جمع غفير من الخبراء والباحثين والأكاديميين والمفكرين، أن للدول الأربع ثلاثة مسوغات دفعتها إلى مقاطعة قطر، الأولى تدخل الدوحة في الشؤون الداخلية لدول الخليج ودول عربية أخرى في صدارتها مصر، والثانية دعمها وتمويلها الجماعات المتطرفة والإرهابية في المنطقة، والثالثة إقامتها علاقة خاصة مع إيران تهدد مصالح دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالنظر إلى أن إيران تتدخل في شؤون دول المجلس الداخلية وتهدد أمنها واستقرارها وقطر ملزمة بوصفها عضوا في المجلس أن تتوافق مع سياساته تجاه إيران.

التشدد الديني

وأضافت أنه في ظل التعنت القطري من خلال رفضها الاستجابة للمطالب المتعلقة بضرورة وقف دعمها الإرهاب فإن الأزمة كشفت حقيقة قطر وحجم تدخلاتها في شؤون دول المنطقة، مبينة أن قطر هي وحدها المتأثرة من هذه الأزمة. وأن مخاطر السياسة القطرية وطموحاتها المنفردة وغير المتوافقة مع رؤى الدول العربية الأربع المقاطعة.
وأفادت أن الأزمة في جوهرها هي أزمة في قطر وليست معها فالرؤية القطرية لمستقبل الشرق الأوسط تختلف بشكل كبير عما تريده الدول التي قطعت علاقاتها معها.

ومضت الدكتورة الكتبي تقول إنه في الوقت الذي تدعم فيه دولة الإمارات كل ما يعزز الاعتدال والحداثة والحريات الاجتماعية والاقتصادية فإننا نجد أن سياسات الدوحة تدعم التشدد الديني، مشددة على أن الإمارات والسعودية تدعمان الحكم الرشيد حتى لا تتحول تطلعات الشعوب نحو الحرية والعدالة إلى فوضى واقتتال أهلي وتفكك للدول وفي المقابل تهدم قطر كل ما تبنيه دول مجلس التعاون في المنطقة.

سياسة منفردة

وفي سياق متصل أكد المشاركون في الورشة تبعات السياسات المنفردة لقطر في ضوء أزمتها الراهنة مع الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب وحيثيات قرار مقاطعة قطر الأخير، كما ناقشوا السياقات الإقليمية والدولية للعلاقة بين قطر ودول مجلس التعاون ومصر، وخيارات طرفي الأزمة وسيناريوهات الأزمة ومساراتها وتداعياتها.