حذر عدد من الصحف العربية، وبخاصة العراقية، من تبعات استفتاء اقليم كردستان للانفصال عن العراق الذي قد يؤدي إلى تمزق خارطة العراق أو إلى حرب إقليمية.

ونبدأ من صحيفة الصباح العراقية التي قالت إن كردستان "تتجه باستفتائها غير الدستوري نحو المجهول" وإن "التصويت يشمل مناطق متنازعا عليها وأخرى مستولى عليها".

أما صحيفة الصباح الجديد العراقية فقالت إن "نُذر الحرب واضحة خاصة بعد قرار البرلمان التركي ومجلس الأمن الوطني التركي وبأحسن الاحتمالات فان العمارات الورقية في الاقليم سرعان ما تتلاشى وما يغامر به البعض سيقود إلى الضرر والخطر وسيتحمل من سار بهذا المشروع آثاره لا سيما أن آثاره ستظهر سريعاً في الإقليم".

صحيفة العالم العراقية أيضاً قالت في عنوانها الرئيسي إن "نعم للاستفتاء تمزق خارطة العراق" ونقلت عن رئيس الإقليم مسعود بارزاني قوله إن "الإقليم سيتجه إلى كتابة دستور جديد للدولة الكردية إذا ما أتي التصويت بالإيجاب".

أما حسن أبو هنية، فيقول في صحيفة الرأي الأردنية إن "الأكراد عملوا على استثمار الأوضاع الاستثنائية منذ انهيار الجيش العراقي قبل ثلاثة أعوام وسيطرة ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية على عدة مناطق، حيث وسع الأكراد من سيطرتهم العسكرية لخدمة مشروعهم الاستقلالي".

ويضيف: "كان واضحا منذ البداية أن الأكراد نظروا إلى مسألة صعود (داعش) كفرصة وتهديد، فقد كانوا على ثقة بتضامن المجتمع الدولي ضد تهديد التنظيم، كما كانوا يدركون أنه فرصة يمكن استثمارها في تحقيق استقلال الإقليم، ذلك أن خريطة عراق ما بعد الاحتلال أصبحت قابلة للتغيير".

ويصف جهاد المنسي الوضع في الغد الأردنية بقوله إن الاستفتاء "قفزة في الهواء" في ظل رفض دول الجوار النتائج وما سيترتب عليها.

ويقول: "أي استفتاء يتطلب وجود توافق دولي حوله، ودعما من دول الجوار، ولا يمكن الاكتفاء بدعم الكيان الصهيوني فقط وضرب عرض الحائط بكل الأصوات الأخرى التي خرجت وما تزال وطالبت بالإرجاء، ولهذا فإن جر الشعب العراقي من أصل كردي باتجاه استفتاء، ووضع أحلام دولة، قد لا تأتي جراء رفض الدول المحيطة، في مخيلتهم، يتحمل مسؤوليته الزعماء الأكراد وعلى رأسهم البرزاني، الذي يريد تكرار تجربة أبيه الفاشلة".

ويرى فهيم الحامد في عكاظ السعودية أن "إسرائيل المستفيد الأكبر من الاستفتاء تحتفي مبكرا بالاستقلال، فهي تتطلع لهذه اللحظة التاريخية منذ أمد بعيد.. فالصدام قادم في ظل تمترس الأطراف بمواقفها وعدم وجود حوار حقيقي وجاد للتوصل إلى خريطة طريق لعبور هذه الأزمة. الأكراد اتخذوا قرارا تاريخيا لإجراء الاستفتاء، والتقدم نحو حلم دولتهم، ولا مجال لإضاعة الفرصة التاريخية".

"مفصلاً تاريخياً"

من ناحية أخرى، يقول هوشنك أوسي في الصفحة العربية لموقع باس نيوز الكردي: "هذا الكمّ من الذعر والقلق يؤكّد مدى فداحة ما عاشه الكرد وبشاعته طيلة قرن، تحت سلطة نظم ونخب استبداديّة وفاسدة وغاشمة وسيطرتها، ذلك أن قرار الاستفتاء فضح بطانة الكثيرين وتقيتهم، كرداً وعرباً وعجماً. وبالتالي، بمقدار ما هزّ قرار الاستفتاء الشرق الأوسط والعالم، فإنه خدم القضيّة الكرديّة سياسيّاً وإعلاميّاً، وأعطى ثماراً ربما لم تعطها عشرات السنوات من الكفاح".

ويقول عبد اللطيف ياسين في موقع روداو الكردي: "يعتبر هذا اليوم مفصلاً تاريخياً كما هو الحال بالنسبة للحادي عشر من سبتمبر. هكذا يكون هناك تاريخ قبل 25 سبتمبر وبعد هذا التاريخ".

ويضيف: "عندما رضي الكرد بالدخول في العملية السياسية بعد سقوط النظام وتقبل الشراكة بمطالب أولية فرصة ذهبية لبغداد وأمريكا ولكن سوء التعامل مع الواقع الكردي وبنظرة قومية مذهبية وانعدام الثقة بين كلا الجانبين جعل من سقف المطالب أعلى عما قبل وهي السقف الطبيعي للكرد".

كذلك يقول سامان سوراني في موقع شفق نيوز الكردي: "الأنظمة الاستبدادیة في المنطقة تسعى دوماً لإفراغ نضال الشعوب من محتواه الديمقراطي والتقدمي وإذا تمكنت فهي تحاول حرمان الشعب الكردستاني من حقوقه والتشهير بعدالة قضيته. هذه الأنظمة لا تستطيع الإقرار بحقوق الشعوب المتواجدة على أراضيها، فكيف الإقرار بحقوق شعب كردستان في العراق".