أعلنت مصر بكافة مؤسساتها الرسمية الحرب على المثلية الجنسية، في أعقاب رفع العلم الذي يرمز للمثليين، خلال حفل موسيقي أحياه فريق "مشروع ليلى" اللبناني.

إيلاف من القاهرة: بعد رفع علم المثليين في مصر للمرة لأولى، خلال حفل أحياه فريق "مشروع ليلى" اللبناني بـ "ميوزك بارك كايرو فيستيفال" في ضاحية التجمع الخامس الراقية بالقاهرة يوم الجمعة الماضي، أعلنت الأجهزة الرسمية في مصر الحرب على المثليين.

على المستوى الأمني، ألقت الشرطة القبض على سبعة أشخاص شاركوا في الحفل، ورفعوا العلم. وعلمت "إيلاف" أن الأشخاص السبعة يواجهون تهمًا تتعلق بـ"التحريض على الفسق والفجور".

وحسب المعلومات المتوافرة، فإن الأشخاص السبعة مصريون، شاركوا في الحفل، ورفعوا علم المثلية الجنسية، والتقطت لهم صور ومقاطع فيديو وهم يلوحون بالراية أثناء حفل فريق "مشروع ليلى"، الذي أعلن مؤسسه حامد سنو، أنه مثلي الجنس.

وشنت الأجهزة الأمنية حملة مداهمات، وتجري تحريات مكثفة للوصول إلى المسؤولين عن صفحة "رينبو إيجيبت" على موقع "فيسبوك"، والتي تعتبر من أكبر وأنشط الصفحات التي تدعم وتروج للمثليين في مصر.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لضابط شرطة، يؤكد أن الأجهزة الأمنية في مصر لن تسمح بهذه الممارسات، مشيرًا إلى أن المثلية الجنسية "جريمة دينية، وفي القانون جريمة".

وأضاف أن المثلي "ليس مريضاً، بل هو إنسان اختار أن يقع في الخطأ، كمن يختار أن يتعاطي المخدرات أو يعبد الأصنام"، مضيفًا أن "مهمة الشرطة هي منع انتشار تلك الممارسات بمعاونة المؤسسات الدينية".

وعلى المستوى القضائي، أمر النائب العام المصري المستشار نبيل صادق، بإحالة المشتبه بهم السبعة إلى نيابة أمن الدولة العليا، للتحقيق معهم.

منع "مشروع ليلى" من المغادرة

وتلقى النائب العام، بلاغًا برقم 10949/2017، يتهم منظم حفل فريق "مشروع ليلى" اللبناني، بالتحريض على الفسق والفجور والترويج للمثلية الجنسية، وإفساد أخلاق المجتمعات العربية، مطالبًا بفتح تحقيق عاجل ومنع الفريق من مغادرة البلاد، وإحالتهم لمحاكمة عاجلة.

واتهم البلاغ أيضًا كلاً من الشركة المنظمة والراعي الرسمي لحفل "ميوزك بارك"، والمدير المسؤول عن مول "كايرو فيستيفال سيتي" بالتجمع الخامس بالقاهرة، وأعضاء فريق "مشروع ليلى" اللبناني، والمسؤول عن صفحة رينبو إيجيبت "rainbow EGYPT" بالتهم نفسها.

وعلى مستوى المؤسسة الدينية، هاجم الأزهر الشريف المثليين، واعتبر رفع راية المثلية "عارًا"، وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر إن "ما حدث يمثل اعتداء على الشرائع السماوية والأعراف الإنسانية السوية، ويجب أن يحاسب جميع من شارك في تلك الحفلات ومن سمح بتنظيمها ومنع تكرارها مستقبلاً".

وأضاف في تدوينة له عبر صفحة على موقع فيسبوك: "وليعلم هؤلاء ومن ساعدهم أن مصر الأزهر بمكونها المسلم والمسيحي لن يجد هؤلاء مأوى لهم ولا رواجاً لأفكارهم في أي موضع فيها".

بينما قال الشيخ محمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء، "إن ظاهرة المثليين تُعد من الكبائر بإجماع العلماء والعقلاء، بل بإجماع كل أصحاب الديانات السماوية والحضارات الأرضية"، مشيرًا إلى أنه "لا يوجد إنسان عاقل خلقه الله على فطرته أباح هذا الأمر، فهذا الأمر شذوذ في الفطرة وانتكاس عن الخلقة التي خلق الله الناس عليها".

وبرلمانيًا، أعلن النائب مصطفى بكري، عضو اللجنة الدستورية والتشريعية، أنه تقدم بطلب إحاطة لرئيس البرلمان، لمناقشة ما حدث، مشيرًا إلى أن ما حدث "جزء من مخطط وليس فعلاً تلقائيًا، ومحاولة لإيهام الرأي العام بأن شباب مصر قد انحط، خاصة أن عددًا من بلدان الغرب يمارس ضغوطاً على مصر من أجل الاعتراف والسماح بزواج المثليين"، معتبرًا أن الأمر كارثة.

وفي المقابل، دافع الشاب أحمد علاء، أحد من رفعوا علم المثلية في الحفل، عن نفسه، وقال في تدوينة له عبر صفحته بموقع فيسبوك: "المثلية الجنسية موجودة في أكثر من 1500 نوع وتوجه جنسي معترف به من اكبر المنظمات، مثل منظمة الصحة العالمية وجمعية علم النفس الأميركية والجمعية الطبية الأميركية".

واتهم الإعلاميين بالتغاضي عن الكثير من الجرائم في مصر، وقال: "الاعلاميون اللي بيتشموني مش غريبة عليكم وده شيء متوقع، انتو تستكتوا عن القتل خارج اطار القانون والاعتقالات والاخفاء القسري واحكام قضائية ظالمة، بس الناس تمارس حياتها الشخصية بالطريقة اللي تريحها أو تمارس حق التعبير عن الرأي الذي كفلهولهم الاعلان العالمي لحقوق الانسان فدي بالنسبة لهم فاجعة وخلاص المجتمع بينهار". وأضاف أنه أصبح مطلوباً أمنيًا، وتلقى تهديدًا " بالقتل والاغتصاب والسحل"، ويخشى الخروج من منزله.

ويضم علم المثليين ستة ألوان هي: الأحمر، والأصفر، والبرتقالي، والأزرق، والأخضر، والبنفسجي. وتمثل ألوان قوس قزح. 

وصمم الفنان الأميركي جيلبرت بيكر، علم المثليين، ورفع للمرة الأولى في المسيرات التي خرجت للتنديد بمقتل عضو بلدية سان فرانسيسكو المثلي، هاري ميلك، في 27 نوفمبر من عام 1978.