لندن: قال المحرر السياسي السابق لاذاعة "بي بي سي" نك روبنسون إن مواقع اخبارية بديلة تشن "حرب عصابات" ضد "بي بي سي" في محاولة لترويج أجنداتها التحريرية الخاصة. 

واشار روبنسون، الذي يقدم برنامج "توداي" المعروف، الى حملات تستهدف صحافيي "بي بي سي" ومسؤوليها على مواقع مؤيدة لزعيم حزب العمال جريمي كوربن واخرى يمينية، قائلاً إن هذه الحملات "متواصلة حتى انها اخذت تؤثر سلباً في تصورات الجمهور عن وسائل الاعلام الرئيسة".

واضاف روبنسون ان هذه الهجمات لم تعد ضربات توجه في مناسبات عابرة لرفع المعنويات، بل تأتي "في اطار حرب عصابات تُخاض غمارها على شبكات التواصل الاجتماعي يوماً بعد آخر وساعة بعد أخرى". 

وحين كان روبنسون المحرر السياسي لاذاعة "بي بي سي" كان يُقاطع بالهتافات والصفير في المؤتمرات الصحافية خلال حملة الاستفتاء على استقلال اسكتلندا. وتعرضت لورا كونسبيرغ، التي جاءت بعده في هذا المنصب، الى حملة عدائية مماثلة على الانترنت وخارجها، وعينت الحكومة فرقة حماية لها خلال مؤتمر حزب العمال الذي اختتم اعماله مؤخراً بعد تلقيها تهديدات.

منحازون وجبناء

وأشاع احد المواقع ان كونسبيرغ ستلقي كلمة في فعالية تُقام على هامش مؤتمر حزب المحافظين الذي سيُعقد بعد ايام، الأمر الذي اضطر اذاعة "بي بي سي" الى اصدار توضيح بأن المحررة السياسية مسجلة على انها من المدعوين لالقاء كلمة ولا يعني انها ستلقي كلمة. 

وبحسب روبنسون، فان المواقع الاخبارية البديلة كلها "تشترك بيقين واحد يحركه العيش في فقاعة من وسائل الاتصال الاجتماعي" بأن صحافيي "بي بي سي" ووسائل الاعلام الرئيسة الأخرى "هم في أحسن الأحوال جبناء يطيعون ما يمليه عليهم مديروهم أو الحكومة، وفي اسوأ الأحوال منحازون بصورة مفضوحة". 

وقال روبنسون ان الثقة بالاعلام البريطاني تتراجع والسبب هو "الاستقطاب المتزايد في مجتمعنا والاستخدام المتزايد لشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع البديلة عن وسائل الاعلام الرئيسة".

تعزيز الحياد

وتابع روبنسون ان الاعلام البديل يضم مواقع مؤيدة لاستقلال اسكتلندا وصحيفة مؤيدة للاتحاد الاوروبي ومنصات يسارية الى جانب مواقع يمينية وما يدفعها "هو الاعتقاد بأن الآخر ليس على خطأ فحسب بل يشكل تهديداً وجودياً لبلدهم لكنها كثيراً ما ترد بطرق متشابهة".

وقال المحرر السياسي السابق لاذاعة بي بي سي "ان ناشطين من اليسار واليمين يتعلمون من الطريقة التي تقف وراء ما يعده البعض جنون هجمات دونالد ترمب على الصحافة الفاشلة بوصفها ناقلة اخبار كاذبة".

ودعا روبنسون مؤسسة بي بي سي الى تعزيز حيادها ونشر ما يُسمى "توجهات المنتجين" في بي بي سي التي تحدد كيف يجب ان تكون تغطيتها الاخبارية متوازنة وموضوعية بلا تحيز، وكشف ما يدور من نقاشات ويُتخذ من قرارات في اجتماعات التحرير.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن "الغارديان". الأصل منشور على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/media/2017/sep/28/alternative-news-sites-waging-guerrilla-war-on-bbc-says-nick-robinson