واشنطن: لا يزال الناخبون الأميركيون السود على معارضتهم لدونالد ترمب رغم محاولاته لاستمالتهم خلال الحملة الانتخابية في 2016، على ضوء تحقيقين أظهرا أن غالبية كبرى منهم غير راضين عن أداء الرئيس. 

وكشف استطلاع للرأي نشرت جامعة كوينيبياك نتائجه الأربعاء أن 94% من الناخبين السود يرون أن دونالد ترمب غير أهل للمنصب الرئاسي، و95% لا يوافقون على إدارته للعلاقات العرقية التي تعتبر من المواضيع الشديدة الحساسية في الولايات المتحدة.

وبحسب استطلاع ثان للرأي أجراه معهد "بيري يو إن ديم" لدى 1003 أميركيين من السود ونشرت نتائجه في مطلع الأسبوع، فإن حوالى ثلثي الأميركيين السود قلقون حيال نهج ترمب في إدارة شؤون البلاد، فيما يرى عدد أكبر أنه يسير في الاتجاه الخاطئ. 

ولخص مساعد مدير قسم استطلاعات الرأي في معهد كوينيبياك بعد استجوابه 1412 ناخبا من جميع أنحاء الولايات المتحدة أن الرئيس "عامل تقسيم، مسؤول عن ازدياد هوة الشقاق العرقي" موضحا أن "الناخبين يرون أن العلاقات العرقية في تدهور منذ بدء ولايته". 

وصوت الناخبون السود بشكل مكثف (88%) لصالح المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون مقابل 8% فقط صوتوا لترمب. ولا تشكل هذه المعارضة مفاجأة بعدما دخل رجل الأعمال مجال السياسة بطرح نظرية ذات خلفيات عرقية. 

ادعى ترمب أن سلفه باراك أوباما، أول رئيس أسود في تاريخ الولايات المتحدة، لم يولد على الأراضي الأميركية، وأن انتخابه بالتالي غير شرعي. كما أن المرشح ترمب انتظر لوقت طويل خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري للتنديد بديفيد ديوك الزعيم السابق لجماعة "كو كلوكس كلان" التي تؤمن بتفوق العرق الأبيض، بعدما أعلن ديوك تأييده له.

ورغم ذلك، حاول ترمب إقناع الأميركيين السود بأن أوضاعهم برئاسته لن تكون أسوأ مما هي عليه، بل ستكون أفضل منها برئاسة كلينتون. وقال خلال مهرجان انتخابي في ميشيغان "تعيشون في الفقر، مدارسكم رديئة، لا وظائف لديكم، 58% من شبانكم عاطلون عن العمل، ما الذي يمكن أن تخسرونه؟" وهو سؤال ردده مرارا خلال الحملة مثيرا ردود فعل شديدة التباين.

قبل أحداث شارلوتسفيل 

لم يلق هذا النداء المثير للجدل آذانا صاغية، وبقيت علاقات ترمب مع مجموعة الأميركيين السود في غاية التعقيد ولو أنه صرح في نهاية المطاف أن باراك أوباما كان رجلا "طيبا". 

وبحسب استطلاع "بيري يو إن ديم"، فإن 84% من المستطلعين رأوا أن البلاد على السكة الخاطئة. وردا على سؤال عما تشعر به مجموعة السود في ظل رئاسة ترمب، أعرب 63% عن قلقهم و45% عن خوفهم و42% عن غضبهم. في المقابل، قال 12% فقط من المستطلعين إنهم متفائلون. 

وردا على سؤال عمن يثقون به أكثر في المواضيع التي تعنيهم، حصل كلا باراك أوباما وهيلاري كلينتون على 92% من الأجوبة الإيجابية. كما ذكر 81% من العينة حركة "بلاك لايفز ماتر" (حياة السود تهم) التي تندد بعنف الشرطة بحق السود. 

وجرى التحقيق قبل 12 آب/أغسطس وأعمال العنف التي هزت شارلوتسفيل بولاية فرجينيا، حيث قام شاب من أنصار النازيين الجدد بقتل امرأة في الـ32 من العمر كانت تشارك في تظاهرة معارضة للعنصرية. وانتقد ترمب حينها لإلقائه مسؤولية أعمال العنف على الطرفين، مساويا ما بين أنصار النازية والعنصرية ومعارضيهم. 

والآن دخل ترمب صراعا جديدا مع لاعبي كرة القدم الأميركية الذين يركعون عند عزف النشيد الوطني عوضا عن النهوض احتجاجا على أعمال العنف العرقية في الولايات المتحدة، وهو ما يفسره الرئيس على أنه قلة احترام للبلاد. 

ويمثل الأميركيون السود 13% من سكان الولايات المتحدة البالغين.