برشلونة: قبل يومين من الاستفتاء على استقلال كاتالونيا الذي منعه القضاء الاسباني، يعلن القادة الانفصاليون المصممون على المضي قدما في خطتهم الجمعة اجراءات الاقتراع بينما تضاعف مدريد عمليات الدهم والتهديد بفرض عقوبات على المنطقة.

واكد رئيس هذه المنطقة الواقعة في شمال شرق اسبانيا كارلس بيغديمونت الخميس خلال اجتماع مع ممثلي المراكز التعليمية التي ستقام فيها مكاتب الاقتراع "سنذهب حتى النهاية"، مشيرا الى انه يتحمل مع حكومته "كل مسؤولية" تنظيم التصويت.

ومنذ اسابيع تسعى سلطات كاتالونيا الى اخفاء صناديق الاقتراع وبطاقات التصويت، خوفا من مصادرتها من قبل السلطات المركزية. كما تعمل على فتح مواقع الكترونية لتمكين الناخبين من معرفة امكنة مراكز الاقتراع للاستفتاء.

وتظاهر عشرة آلاف طالب على الاقل الخميس في وسط برشلونة دفاعا عن الاستفتاء. وتجمع الطلاب المضربون عن الدراسة في المعاهد الثانوية والجامعات، امام مبنى جامعة برشلونة التاريخي في وسط المدينة، وهم يهتفون "سنصوت. استقلال".

وتشهد اسبانيا منذ بداية سبتمبر 2017 أسوأ ازمة سياسية منذ نحو اربعين عاما، بحسب كافة مسؤوليها.

ففي السادس من سبتمبر تبنى برلمان كاتالونيا قانونا لتنظيم الاستفتاء رغم حظره من المحكمة الدستورية. ومضت حكومة كاتالونيا في الامر ودعت لتنظيم الاستفتاء، رغم العديد من التحذيرات من السلطات المركزية في مدريد.

من جهتها، كثفت سلطات مدريد عمليات التفتيش والتهديد بالعقوبات.

فقد صادر الحرس المدني الخميس 2,5 مليون بطاقة تصويت واربعة ملايين مغلف في مستودع في ايغالادا بالقرب من برشلونة. كما عثر على حوالى مئة صندوق اقتراع، لكن لم يعرف ما اذا كانت كلها مرتبطة بالاستفتاء.

وعلى الرغم من الانقسام بين الكاتالونيين بشأن الاستقلال عن اسبانيا، ترغب اغلبية السكان في تنظيم اقتراع قانوني. لكن الحكومة الاسبانية برئاسة المحافظ ماريانو راخوي والقضاء قررا حظر الاستفتاء حتى لو استدعى الامر منع الوصول الى مكاتب التصويت من قوات الامن المنتشرة بكثافة في كاتالونيا -- اكثر من عشرة آلاف شرطي وحرس مدني.