سان خوان: اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب تدابير لتسريع إرسال المساعدات إلى بورتوريكو المدمرة بعد مرور الإعصار ماريا، فيما تواجه إدارته سيلا من الانتقادات تأخذ عليها إهمال هذه الجزيرة الأميركية في الكاريبي.

وأعلن ترمب الخميس رفع بعض القيود التي تحكم عمليات نقل البضائع بصورة مؤقتة، من أجل تسريع وصول المساعدات إلى الجزيرة البالغ عدد سكانها 3,4 مليون نسمة والتي لحق بها دمار يقارن بما خلفه الإعصار كاترينا في نيو اورلينز بولاية لويزيانا (جنوب).

والقيود المعنية بهذا الاجراء ناجمة عن قانون يعرف بـ"قانون جونز" أقر عام 1920 ويفرض نقل البضائع ما بين المرافئ الأميركية على متن سفن اميركية تشغلها شركات أميركية.

وأكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكبي ساندرز لوكالة فرانس برس أن رفع القيود "يدخل حيز التنفيذ فورا"، فيما أفادت وزارة الأمن الداخلي أنه سيبدأ العمل بالقرار بعد عشرة أيام.

وقالت رئيسة بلدية سان خوان عاصمة الجزيرة لشبكة "سي إن إن" معلقة على القرار بعد صدور الإعلان الرئاسي "إنه عمل منصف"، مؤكدة أن هذا القانون الذي يعود إلى حوالى مئة عام يؤدي إلى زيادة اسعار كل السلع التي تنقل بحرا بحوالى 30%.

وتابعت "حان الوقت حتى تصل المنتجات الأساسية"، مبدية أسفها في المقابل لتجميد حوالى ثلاثة آلاف مستوعب من المساعدات في مرفأ المدينة بسبب خلافات حول توزيعها.

وقال وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين إن وزارته أرسلت "شحنتين ضخمتين من الأموال النقدية" إلى بورتوريكو في الأيام الاخيرة للمساعدة على "تحريك عجلة الاقتصاد" المحلي.

الرد تاخر كثيرا

وبعد تلقيه الكثير من الانتقادات، أعلن ترمب الثلاثاء أنه سيزور الجزيرة في 3 أكتوبر.

ونشر الرئيس مساء الخميس رسالتين جديدتين على تويتر جاء في إحداهما "الوكالة الفدرالية لإدارة الطوارئ وفرق الإغاثة الأولى تقوم بعمل رائع في بورتوريكو. وزعنا كمية كبيرة من المياه والأغذية. المرافئ وشبكة الكهرباء معطلة تماما. السكان يحاولون فعلا المساعدة لكن العديدين منهم خسروا منازلهم. الجيش بات في الموقع وسأحضر إلى هناك الخميس. آمل أن تتعاطى الصحافة مع ذلك بنزاهة".

من جهته أكد وزير الدفاع انه "يواصل عمليات الإغاثة ويستعد لنشر وسائل إضافية سريعا"، مؤكدا أن الأولوية هي لنقل الوقود والمواد الاساسية.

لكن الجنرال المتقاعد راسل أونوريه المسؤول سابقا عن العمليات العسكرية بعد الإعصار كاترينا الذي أوقع ما لا يقل عن 1800 قتيل عام 2005، رأى أن واشنطن تأخرت كثيرا في ردها.

وإذ أقر متحدثا لإذاعة "إن بي آر" بأنه "من المعقد جدا التوجه إلى هناك، عمليات النقل تستغرق وقتا"، أضاف "بدأنا نتجاوب بتأخير أربعة أيام تقريبا".

ورأى أن "بورتوريكو مهمة أوسع وأصعب من كاترينا".

نشر 4400 جندي

واتهم ترمب بالتعاطي مع سكان بورتوريكو على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية ، وهم أميركيون غير أنهم لا يملكون حق التصويت في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وبعد أسبوع على مرور الإعصار ماريا، لا تزال المساعدات تصل ببطء شديد إلى الجزيرة التي تواجه ديونا طائلة وتعاني نقصا في مياه الشرب والكهرباء والوقود. كما أن أعمال إزالة الحطام بطيئة جدا.

وأرسل الجيش الأميركي حوالى 4400 جندي إلى الجزيرة. وحذر المسؤول المحلي للوكالة الأميركية للحالات الطارئة (فيما) جون رابين بأن عشرة آلاف شخص ما زالوا يقيمون في الملاجئ.

وقال ترمب الخميس خلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض "وزعنا مليون وجبة غذائية و1,1 مليون ليتر من الماء عبر 11 نقطة تموين".

وتتشكل يوميا صفوف انتظار طويلة أمام المتاجر حيث يتم تقنين المياه والوقود وحتى مكعبات الثلج، فيما السكان يائسون.

وقالت ساندرا لوندونو البالغة من العمر 46 عاما وهي تنتظر في الصف داخل سوبرماركت في سان خوان "الاعصار عبر، لكن الأسوأ هو ما خلفه لنا. نعلم جميعا أن المساعدات يفترض أن تكون في طريقها، لكنها لا تصل".

وأصدر حاكم الجزيرة ريكاردو روسيلو سلسلة من المراسيم في محاولة لتنظيم العودة إلى وضع طبيعي، وهي تنص بصورة خاصة على إعطاء الأولوية في محطات الوقود للأشخاص الذين يؤدون عملا هاما في تسيير أمور الجزيرة، مثل موظفي المستشفيات وقطاع الاتصالات.