«إيلاف» من مراكش: نظمت نقابة المحامين بالمغرب بشراكة مع الجمعية الأميركية للقضاة و المحامين حول « أي دور للدفاع في إعمال المواثيق الدولية لحقوق الإنسان »، مساء الجمعة بمراكش، و التي تندرج ضمن برنامج تكويني لفائدة المحامين حول كيفيات إعمال الإتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان أمام المحاكم. 
الندوة التي حضرها محامون من هيئات مختلفة بالمغرب وباحثون في مجال حقوق الإنسان، شكلت لقاءا تواصليا بين مختلف الفاعلين في المجال الحقوقي من أصحاب البذلة السوداء، تخللها تكريم للمحامي والشاعر المغربي عبد الرفيع جواهري الذي حصل اخيرا على جائزة « الحريات » من أتحاد أدباء وكتاب العرب بإمارة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث تسلم درع نقابة المحامين بالمغرب. 
وقال جواهري، أثناء اللقاء في كلمة ألقاها بالمناسبة، إن حصوله على جائزة « الحريات » هو تعبير رمزي لاتحاد كتاب و أدباء العرب الذي يعد المغرب عضوا فيها، و التي شكل هذا الأخير من خلالها مدافعا شرسا عن عدد من القضايا. 


و أشار جواهري إلى أنه ومنذ نشأته كان مؤمنا بأن الدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان لا يتخذ شكلا واحدا، بل هناك جبهات متعددة لتكريس الكرامة و إعلاء شأن الدفاع عنها، كما وقف عند محطات متعددة من جبهات خاضها خلال مشواره المهني كمحام مدافع عن الحرية و الكرامة خاصة خلال سنوات الرصاص، كيفما كانت انتماءات المعتقلين السياسية و الإيديولوجية، ثم كشاعر وكاتب ناضل من أجل حرية وكرامة الإنسان.


واستعرض المتحدث نضاله من خلال الشعر كواجهة قوية للدفاع عن حقوق الإنسان، موضوع الندوة، وكذا كتاباته الساخرة خلال فترة حالكة من تاريخ المغرب السياسي، من خلال « نافذة » التي شكلت محطة أساسية في مقاومة الإضطهاد و الظلم و مصادرة الحريات كانت بمثابة صوت المواطن المغربي المقهور، وتوجت بصدور مجموعة من الكتب (غرفة الإنتظار، أصحاب السعادة، النافذة) والتي شكلت واجهة أساسية للنضال من أجل الحريات، بالإضافة للشعر الغنائي الذي اتسم بالدفاع عن حقوق الإنسان.
وقال الحسين الراجي المحامي بهيئة مراكش ورئيس نقابة المحامين بالمغرب إن هذه الندوة "تأتي على هامش برنامج تكويني لفائدة المحامين بالمغرب بدعم من سفارة هولندا بالمغرب، من أجل أعمال حقوق الإنسان ببلادنا".
و أشار الراجي إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى ترسيخ ثقافة تتجاوز النصوص القانونية المنغلقة، و التي يمكن للمحامي أن يفعلها بشكل كبير، لكونه مدافعا شرسا عن حقوق الإنسان. 
و أكد عمر أبو الزهور النقيب السابق لهيئة المحامين بهيئة مراكش، أن المحامي شكل دوما درعا للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان، وحتى قبل أن تتشكل جمعيات تعنى بحقوق الإنسان بالمغرب، مضيفا أن المحامين هم القلب النابض للحقوق و الحريات. 
واشاد النقيب بالدور الذي يلعبه المحامي في الدفاع المستميت عن الحريات و الكرامة، من خلال انشغالاته المهنية ومساعدة زبنائه في ضمان المحاكمة العادلة وفق القوانين المعمول بها. 


و ذكرت إليزابيث كيفن مديرة مكتب هيئة المحامين و القضاة الأميركيين وهي كذلك محامية ممارسة لمهنة المحاماة، في كلمة بالمناسبة، إن المحامين كانوا دائما في واجهة الدفاع عن حقوق الإنسان في المجال المدني و الحقوقي، معتبرة أن الإتفاقات الدولية في المجال ما كانت لتتحقق لولا وجود هذه الفئة، متوجهة بالشكر للذين علموا المحامين كيف يستعملون أليات الدفاع عن حقوق الإنسان وهم يترافعون عن زبنائهم في مختلف القضايا التي تعج بها المحاكم. 
وشارك في الندوة باحثون في مجال حقوق الإنسان أسهموا بمداخلات حول الآليات الدولية لحقوق الإنسان و مكانة المواثيق الدولية في القانون، وكذا حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في ضوء القانون المغربي و المواثيق الدولية.