لماذا توجهت العصابة العراقية الى لبنان تحديدًا لابتزاز مصارفه، وكيف تأثر القطاع المصرفي بذلك، وما هي حيثيات الموضوع وتشعباته بعد الكشف عن عصابة عراقية حاولت الحصول على أموال يقال إن النظام العراقي السابق أودعها المصارف اللبنانيّة تبلغ مليارات الدولارات؟.

بيروت: بعد الكشف عن عصابة عراقية حاولت الحصول على أموال يقال إن النظام العراقي السابق أودعها المصارف اللبنانية تبلغ مليارات الدولارات بأسماء أشخاص توفوا أو انقطعت أخبارهم، وبينهم من لا يجرؤ على الظهور علنًا، يطرح السؤال عن مدى تأثر القطاع المصرفي اللبناني بهذا الموضوع، ولماذا استهدفت هذه العصابة القطاع المصرفي اللبناني بالذات، وما هي حيثيات هذا الموضوع وتشعباته؟

يؤكد الخبير الإقتصادي البروفيسور جاسم عجاقة ل"إيلاف" ألا وجود لأي تأثير لهذه العصابة على القطاع المصرفي اللبناني، لا من قريب ولا من بعيد، ويشير عجاقة إلى أن تللك العصابة بدأت المطالبة بأموالها الوهمية منذ ما يقارب السبع سنوات، وقد قدمت أوراقًا وطالبت من خلالها المصارف اللبنانية بتلك الأموال، ولم يكن لدى افراد تلك العصابة رقم حساب في تلك المصارف، ومع عدم وجود أسماء أو معلومات لهؤلاء الأشخاص في مصارف لبنانية، من هنا تم فحص أوراق هؤلاء واتضح أنها أوراقًا مزورة، مع وجود أرقام خيالية، من هنا رفضت المصارف دفع تلك الأموال، مع عدم وجود اثباتات، وبعدها قام هؤلاء المزورون بفتح حساب عبر فيسبوك وبدأوا يبتزون المصارف على رأسها بنك عودة، حيث فتحوا حسابًا تحت عنوان "أسرار بنك عودة" وبدأو باتهام المصرف بأنه يبيض أموالاً، وهذا أمر خطير جدًا بالنسبة للبنان والعالم وخصوصًا بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، من هنا قام بنك عودة بالإدعاء على هؤلاء المزورين، الى الدولة اللبنانية، وبعد التحقيق تبين ان ال IP adress، لهذه الصفحة موجود في العراق، وبعد الملاحقة تم كشف العصابة كلها.

ويضيف عجاقة:"هذه العصابة لا أموال لها في بنوك لبنان، لأن الأوراق ثبت أنها مزورة. والمصارف اللبنانية رفضت إعطاء الأموال لأن لا حسابات وإثباتات على ذلك".

وكما تدعي العصابة، يضيف عجاقة، أن تلك الحسابات تعود الى عهد صدام حسين، ما يعني أن العملية أخذت وقتًا لمعرفة ماهية وجود تلك الأموال، وبالنهاية تبقى المصارف اللبنانية تطبق القوانين، وكذلك لديها فائضًا بالسيولة يبقى كبيرًا وثابتًا، وكذلك نحن دولة قانون ويتم إعطاء كل صاحب حق حقه، وباعتقاد عجاقة لا أثر لهذا الموضوع على سمعة مصارف لبنان، بل أصبحت المصارف اللبنانية أقوى بعد هذه التجربة، ووضعت حدودًا لمن يتذاكى حول الموضوع مع الملاحقة، وخصوصًا بعد ذهاب اللواء ابراهيم عباس الى العراق للتباحث في هذا الموضوع، من خلال التنسيق بين العراق ولبنان.

وتبين، يضيف عجاقة، وجود محامين عراقيين ورجال أعمال وضعت أسماؤهم ضمن من يقومون بعمليات نصب كانت ستحدث في لبنان حيث يستفيدون من فوضى معينة في العراق.

ويشير عجاقة إلى أن هناك بزارًا حكوميًا مع موضوع المحاصصة، يبقى في الواجهة، وتبقى قصة تأخير الحكومة إقليمية أكثر مما هي حصص ومحاصصة، ومن خلال هز سمعة القطاع المصرفي يدخل الموضوع كذلك ضمن حملة إقليمية أيضًا.

لأن هز الوضع السياسي يبقى مهمًا للدول الإقليمية لمنع تشكيل الحكومة.

سبب التحايل

ولدى سؤاله ما السبب الذي جعل تلك العصابة الاتجاه والتحايل على لبنان ومصارفه بالذات؟ يجيب عجاقة أن الأمر يبقى سياسيًا بالدرجة الأولى، ولكن ما جعل الأمور تتسهل أكثر بالنسبة لتلك العصابة يبقى مسألة "الدولار الأحمر" وما يعني أنه على أيام الرئيس العراقي صدام حسين عندما ذهب اللبنانيون وقاتلوا في العراق بحربه ضد إيران، وعدهم صدام حسين بإرسال الأموال على المصارف اللبنانية، وسقط صدام حسين ومات، ولا يزال هناك علامة إستفهام على تلك الأموال، ومسألة الدولار الأحمر قد تكون أعطت فكرة لتلك العصابة من أجل أن تتوجه إلى لبنان واستهداف قطاعه المصرفي.