القاهرة: كشفت الأجهزة الأمنية في مصر، أن الراهب إبيفانيوس، رئيس دير الأنبا مقار بوادي النطرون، تعرض للضرب بآلة حادة على مؤخرة رأسه، ما أدى تهشمها. ووقع الحادث في منطقة الرهبان، المحرم على الأشخاص العاديين الوصول إليها.

وأوضحت التحريات أن الراهب تعرض للقتل أثناء الخروج من قلايته (مكان التعبد الخاص به) متجهًا إلى الكنيسة لترأس القداس الإلهي، وعثر الرهبان عليه غارقًا في دمائه.

واستمعت النيابة العامة للرهبان في الدير، وكشفوا أن الكاميرات الموجودة به معطلة منذ فترة، وأن المنطقة التي وقع بها الحادث، لا تضم أية كاميرات، كونها تخص الرهبان، ولا يستطيع أحد سواهم الوصول أو الدخول أو التواجد بها.

وحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن الرهبان فوجئوا أثناء الذهاب للصلاة بالقداس الإلهي بتأخر الأنبا إبيفانيوس عن الوصول لرئاسة القداس، رغم أنه اعتاد الاستيقاظ في الساعات الأولى من الصباح، فخرجوا للبحث عنه ووجدوه وقد سقط على الأرض وتنهمر الدماء من رأسه.

وأغلقت الأجهزة الأمنية جميع مداخل ومخارج دير الأنبا مقار لكشف ملابسات الحادث، وتشديد التأمين حول الأديرة بوادي النطرون وجميع الكنائس في مصر.

وترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، صلاة تجنيز الأنبا ابيفانيوس الراحل، بحضور ومشاركة أعضاء المجمع المقدس ورهبان دير الأنبا مقار والأديرة المجاورة.

وقال بابا الأقباط في مصر عن الأنبا الرحل: "لقد كان بالحقيقة أسقفًا منيرًا لكل من حوله رغم الألم الذي يعتصرنا جميعًا ويعتصرني أنا شخصيًا إلا أننا على رجاء القيامة نودعه كما تعلمنا كنيستنا الارثوذكسية".

&وأضاف البابا: "إننا أمام هذا الناسك الجليل لا يهتز إيماننا بالله ضابط الكل فالله يضبط هذه الحياة نؤمن أن الله يضبط حياتنا بكل تفاصيلها ويضبط رحيلنا من هذه الحياة".

وقال: "نؤمن أن الله صانع الخيرات للجميع للأبرار والأشرار، ويظهر شمسه على الصديقين والخطاة ونؤمن أيضًا أنه محب للبشر حتى الخطاة فينا، وإن كان لا يحب الخطية، ولكنه يحب الانسان الخاطيء لعله يتوب ويستيقظ قبل فوات الأوان".

وعقد البابا تواضروس الثاني، اجتماعًا بأعضاء المجمع المقدس ورهبان دير الأنبا مقار، وحذرهم من التحدث إلى وسائل الإعلام أو التعليق على الحادث.

كما حذر البابا الرهبان والقساوسة من مواقع التواصل الاجتماعي، وأصدر قرارًا بتجريد أي راهب أو قس يثبت أنه يمتلك حسابًا على المنصات الاجتماعية.

وأمهل البابا الرهبان والقساوسة شهرًا، من أجل إغلاق حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إنه يجب أن تعود الرهبنة إلى مسارها الطبيعي، وأن يكون الراهب منقطعًا عن العالم ومتفرغًا للتعبد.

وقال إنه لاحظ مؤخرًا تزايد تواجد الرهبان والقساوسة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتحدث في أمور دنيوية لا تمت للرهبنة بصلة، مشيرًا إلى أن ذلك يتنافى من الرهبنة الحقة، حيث الانقطاع عن العالم والهدوء الروحي.

كان مأمور مركز شرطة وادي النطرون بمحافظة البحيرة شمال غرب مصر، تلقى بلاغاً من المسؤولين في دير الأنبا مقار بالعثور على جثة رئيس الدير بجوار "القلاية" الخاصة به غارقًا في دمائه. وانتقل ضباط مباحث مركز شرطة وادى النطرون وفريق من النيابة العامة لمسرح الأحداث، وتبين من معاينة الجثة وجود إصابة في الرأس واشتباه في تهشم مؤخرة الرأس.