نصر المجالي: في خطوة قد تزيد توتر العلاقات مع واشنطن، استقبل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، نائب الرئيس الفنزويلي المسؤول عن الشؤون الاقتصادية طارق العيسمي، الذي أدرجته الإدارة الأميركية على قائمة العقوبات الخاصة بالمخدرات، لقيامه "بدور كبير في تسهيل تهريب المخدرات على المستوى الدولي".

وقالت مصادر في الرئاسة التركية، إن أردوغان استقبل نائب الرئيس الفنزويلي يوم الاثنين في قصر "بيلاربيي" في مدينة إسطنبول. ولم تفصح المصادر عن فحوى الحديث الذي دار بين أردوغان والعيسمي.

واعتبرت مصادر دبلوماسية استقبال اردوغان للعيسمي بمثابة تحدٍ للولايات المتحدة التي فرضت عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين على خلفية الحكم بالسجن على القس الأميركي أندرو برونسون.

ادانة

يذكر أن وزارة الخارجية في تركيا سارعت لإعلان إدانتها، اليوم الأحد، لمحاولة اغتيال رئيس فنزويلا نيكولاس مادورو. وقالت في بيان، إنّ تركيا تلقت نبأ محاولة الاغتيال بحزن، وأنها تدين بشدة تلك المحاولة الفاشلة.
وأشار البيان إلى أن إحلال الأمن والاستقرار والرخاء في فنزويلا يستحوذ على أهمية كبيرة بالنسبة للسلام الاقليمي والعالمي. كما هنّأت وزارة الخارجية الشعب الفنزويلي على سلامة رئيسه وأعضاء حكومته.

مخدرات

وإلى ذلك، فإن نائب الرئيس الفنزويلي، ضيف اردوغان متهم منذ عام 2011 ، ببتهريب المخدرات، حيث كان فرع تحقيق الأمن الداخلي في الولايات المتحدة للهجرة والجمارك قام بتطبيق قانون إدارة ومكافحة المخدرات في الولايات المتحدة بالتحقيق في الأعمال التي يتهم بها العيسمي وهي غسيل الأموال في الشرق الأوسط، وتحديداً في لبنان.&

وفقا لصحيفة (وول ستريت جورنال)، فإن العيسمي يخضع للتحقيق من قبل الولايات المتحدة بسبب أنشطته المزعومة في تهريب المخدرات منذ عام 2015. وصرح رافائيل إيسا الحاكم السابق لأراغوا، بأن العيسمي دفع&له من قبل تاجر المخدرات وليد مقلد من أجل إستقبال شحنات من المخدرات في فنزويلا. قبل تسليمها إلى فنزويلا ، زعم أن وليد مقلد أخبر عملاء وكالة مكافحة المخدرات أنه في الفترة من 2007 إلى 2012 ، دفع إلى شقيق العيسمي، فراس العيسمي ، وطلب منه غسل أموال في صناعة النفط الفنزويلية.

اتهامات&

وفي 13 فبراير 2017، صادقت وزارة الخزانة الأميركية على العيسمي بموجب قانون تعيين الأجانب للمخدرات. واتهمه المسؤولون الأميركيون بتسهيل شحنات المخدرات من فنزويلا إلى المكسيك والولايات المتحدة، حيث قاموا بتجميد عشرات الملايين من الدولارات من الأصول المزعومة تحت سيطرة العيسمي.&

وبعد يوم واحد من هذه الحادثة، صوتت الجمعية الوطنية الفنزويلية التي تسيطر عليها المعارضة لصالح فتح تحقيق في تورط العيسمي المتهم بتهريب المخدرات. ونفى العيسمي ارتكاب أي مخالفات جنائية في حين دافع عنه الرئيس نيكولاس مادورو قائلاً: "سترد فنزويلا ، خطوة خطوة، بالتوازن والقوة. وسيعتذرون علناً إلى نائب رئيسنا". وقال أيضاً إن العيسمي ألقى القبض على أكثر من 100 مهرب مخدرات ، وقام بتسليم 21 منهم إلى الولايات المتحدة.
&
رسالة مفتوحة

وفي رسالة مفتوحة ، نشرت في صحيفة (نيويورك تايمز)، قال العيسمي: "ليست لدي أصول أو حسابات في الولايات المتحدة أو في أي بلد من العالم ، ومن العبث أن الإدارة الأميركية تقوم بإجراءت تجميد أموال وأصول لا أمتلكها على الإطلاق.&

يشار إلى أنه وفي عهد الرئيس الراحل هوغو تشافيز، عُيّن العيسمي، وهو محام، وزيرا للداخلية ثم للعدل، في الفترة ما بين سبتمبر 2008 وأكتوبر &2012. كذلك من أبرز المناصب التي تولاها العيسمي، منصب حاكم ولاية أراغوا في شمال فنزويلا على بحر الكاريبي، والمعروفة بأّنها إحدى أكثر الولايات عنفا.

وقال عنه مادورو لدى تعيينه: "عينت في منصب نائب رئيس الجمهورية الرفيق طارق العيسمي، الذي سيتولى هذا المنصب في الفترة ما بين 2017 و2018، لشبابه وخبرته والتزامه وشجاعته".&

وتتهم المعارضة الفنزويلية العيسمي بأنه معادٍ للسامية، وعلى علاقة بحركة حماس، وإيران، وحزب الله.&