لندن: عاد وفد مجلس سوريا الديمقراطية من دمشق إلى القامشلي بعد زيارة استمرت لأيام أجرى خلالها مفاوضات مع النظام السوري، وهذه الزيارة الثانية التي يقوم بها الوفد بعد زيارة سابقة نهاية الشهر الماضي.

وحول الزيارة وأهدافها، قال رياض درار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية في لقاء مع "إيلاف"، إن محور اللقاء كان "حول انتخابات الادارة المحلية، وكان هناك حقوقيون ضمن الوفد لدراسة المرسوم 107، و كيفية الدمج بين المرسوم والتجربة التي قامت في الادارة الذاتية".

واعتبر أن "الادارة الذاتية تجربة أوسع وتتحدث عن مفهوم اللامركزية الإدارية بشكل مفصل". وقال إن هذا استدعى نقاشًا طويلاً، ولكن هذا النقاش لم يصل إلى نتيجة وطلب الوفد العودة إلى القامشلي للمشورة لطرح النقاط التي طرحها النظام على الوفد الزائر.

وقال درار إن المرسوم 107 كان من أهدافه وفي افتتاحيته "السعي إلى تطبيق لامركزية السلطات والمسؤوليات وتركيزها في يد الشعب من مبدأ أن الشعب مصدر كل سلطة تطبيقا لمبدأ الديمقراطية، ولكن من المفترض ان يكون هناك معنى للامركزية والديمقراطية حتى يتم تطبيقه".

وأشار إلى أنّ القانون في بدايته العام 2011 تم استرجاعه واستثماره من قبل مرجعية المحافظ والوزير، وكان مجرد شكل تمثيلي، وكان هناك استبداد وفساد وسيطرة ولم يكن هناك لفئات الشعب أي دور حقيقي.

وأضاف "نحن نسعى ان تكون&هناك مرجعية ثابتة بمعنى أن كل قانون او مرسوم يتفق عليه يجب ان يثبت في الدستور، وان تكون&هناك مرجعية شرعية ونحتاج إلى وقت للمفاوضات وتفاهم كامل مع السلطات في دمشق للوصول إلى نتائج".

ورأى درار أنه يمكن ان نخطو خطوات أكثر إيجابية في المستقبل في حال كان هناك تعامل ايجابي ايضاً من السلطات السورية و مازلنا نصر على ان تكون البداية في الخدمات التي تقدم للناس لانها هي الوسيلة وهي من تمنح الثقة للشعب بالنتائج، وبأن المفاوضات تسير في الطريق الصحيح.

وشدد "من جهتنا لن نتوقف ولن ننسحب من ملف التفاوض وسوف نستمر وندرك اننا اخترنا الطريق الصعب، حيث إلى جانب ذلك هناك مشكلات اخرى عالقة مثل ملفات الاٍرهاب وتحرير الاراضي، وهذا كله يستوجب منا العمل والانتظار ويستدعي الحل السياسي وقتا، وهو حل طويل لا يتوقف على لقاءات هنا وهناك".

&من جانبه، أوضح سيهانوك ديبو مستشار الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، ما يجري، وربط اللقاءين باللقاءات الماضية، وقال "إنها ليست المرة الأولى التي يلتقي فيها وفد الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة مع وفد السلطة في دمشق. من حيث أنّ الجلسة الرسمية الأولى جرت في ديسمبر 2016 في قاعدة حميميم برعاية روسيّة. واستكمل هذا اللقاء بلقاء آخر جرى في 17 يناير 2017 لم يكتب للقاءَين الاستمرار، إذْ لا يمكن عدّه بجولة للمفاوضات وإنما تم ربطه بالاحداث".

وتابع أن حديث الحل النهائيّ "لا يبدو في متناول اليد هذه الأيام، وفي الوقت نفسه يبدو قريباً في حال اقتنعت دمشق بأنّ العودة إلى مشهد 2011م ليست فقط محفوفة بمخاطر التقسيم الفعليّ إنّما هي ضربٌ من الاستحالة".

ولفت ديبوزيت إلى أن مجلس سوريا الديمقراطيّة مسد هو الجهة المخوّلة بالتفاوض مع السلطة في دمشق. لأنّ مسد من تمثل الإدارة الذاتيّة الديمقراطيّة في شمال وشرق سوريا وجميع المجالس المدنيّة في شرق الفرات، بالإضافة إلى أنّه المظلة السياسيّة لقوات سوريا الديمقراطيّة. و"مسد" جديٌّ في الاستمرار بهذه المفاوضة وإتمامها أصولاً بما يضمن إنهاء الأزمة السوريّة وتحقيق توسعة سوريّة على كلّ مكوّناتها المجتمعيّة.

وأضاف ديبو "لمجلس سوريا الديمقراطية مشروع ديمقراطي وأية محاولة كي تكون الإدارة المحلية وفق القانون الصادر 107، 2011 بديلاً عن الإدارة الذاتية الديمقراطية يكون بمثابة إفشال أي جهد وطني يراد منه ويهدف إلى حل الأزمة السورية".

وأوضح ديبو بأن الإدارة المحلية جزء من الإدارة الذاتية وليست بالبديل لها.

وأكد في تصريحات متفرقة "لدينا ثوابتنا حين التفاوض أهمها تأسيس سوريا كدولة لا مركزية ديمقراطية. ونموذج الادارة الذاتية يصلح كي يكون معمماً في جميع أنحاء سوريا. ومن خلال هذا النموذج فإن أولى القضايا التي تحل هي القضية الكردية في سوريا وتحقيق مستوى كبير من التنمية من بعد استتباب الأمن والاستقرار".