إيلاف من نيويورك: خطوة جديدة، إتخذتها الإدارة الأميركية حيال الملف الإيراني، بعد تشكيل "مجموعة عمل حول إيران" هدفها فرض إحترام العقوبات الإقتصادية الأميركية ضد طهران، وإمكانية فرض عقوبات على الدول التي لا تلتزم بإجراءات واشنطن.

سيقود هذه المجموعة، الدبلوماسي الأميركي براين هوك، الذي يشغل منصب مدير دائرة التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، وسبق له أن أشرف على مباحثات واشنطن مع حلفائها الأوروبيين بشأن طهران، قبل وبعد إعلان الرئيس دونالد ترمب إنسحابه من الإتفاق النووي في مايو الماضي.

أمر بالغ الأهمية
أشار د.. وليد فارس، مستشار السياسية الخارجية في حملة ترمب الإنتخابية 2016&إلى "أن قرار تعيين مبعوث أميركي خاص لتنسيق الملفات المتعلّقة بإيران يُعدّ أمرًا بالغ الأهمية، وكنت قد طرحت هذا الإقتراح قبل أشهر عدّة، وكان أيضًا من بين التوصيات التي قدّمناها إبان الحملة الإنتخابية عام 2016".

توحيد الجهود
وإعتبر في حديث مع "إيلاف" تمحور حول آفاق المواجهة الأميركية الإيرانية&أن "هذا القرار يشكّل قفزة نوعية لأنه يوحّد الجهود حيال إيران، فالقدرات الأميركية مبعثرة بين وزارتي الخارجية والدفاع ومجلس الأمن القومي ولجان الكونغرس والسفارات، ولذلك كان ضروريًا قيام الإدارة بتشكيل غرفة عمليات مشتركة، فالملف الإيراني يُعدّ أحد ابرز الازمات التي تواجهها الولايات المتحدة إن لم يكن الأبرز".

إيران تحظى بالأولوية
فارس أضاف أنه&"بعد الإنسحاب من الإتفاق النووي، وانفلاش إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، والمبارزة الأميركية-الأوروبية في ما يتعلّق بالالتزام بالعقوبات، وفي&ظلّ التهديد الإيراني المستمر لأميركا والحلفاء في الخليج والشرق الأوسط، باتت إيران تُشكّل أولوية قصوى لسياسة لإدارة والكونغرس الخارجية، فأزمة العلاقة معها أصبحت تفوق بأشواط أزمة العلاقة مع كوريا الشمالية".

هل يسير على خطى تيلرسون؟
&ماذا عن المبعوث الخاص براين هوك، الذي عيّنه وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، في منصب مدير التخطيط السياسي في الخارجية، وما هي السياسة التي سيتبعها، خصوصًا أن من عيّنه – تيلرسون- وُجّهت اليه إنتقادات بسبب تساهله حيال إيران، سؤال ردّ عليه فارس بالقول:&"خطّة هوك غير معروفة حتى اللحظة، ولكنه يُعدّ من الدبلوماسيين المحترفين في الخارجية، وإختياره تمّ على هذا الأساس، علمًا أنه كان بإمكان الإدارة تعيين شخص من خارج موظفي الخارجية، ولكن القرار جاء بالاستعانة بدبلوماسي محترف وإعطائه&صلاحيات كبيرة".

غياب المعارضة الإيرانية
الغياب شبه الكامل للمعارضة الإيرانية عن أجندة واشنطن يطرح تساؤلات كبيرة حول مغزى مهاجمة الإدارة للسلطات الإيرانية وتجاهل الحديث عن معارضة سياسية.&

في هذا السياق قال فارس:&"إنه وعلى الرغم من مشاركة مايك بومبيو في مهرجان حضره أميركيون من أصل إيراني في كاليفورنيا وقيامه بإلقاء كلمة نارية ضدّ النظام، لكن الإدارة لم تدخل في شراكة مع المعارضة الإيرانية، علمًا بأن أنصار ترمب يمتلكون علاقات ممتازة بالمعارضة الإيرانية الموجودة في باريس كمجاهدي خلق، وتوجد&علاقات بين مسؤولين أميركيين ونجل الشاه، ومجموعات أخرى، وبالطبع هناك علاقات خيطية مع مجموعات طلابية وشبابية مستقلة، وبإختصار الشراكة الإستراتيجية بين الإدارة والمعارضة غير موجودة الآن، وهذا لا يعني أنها لن تكون موجودة في المدى القريب".

الخطوات المطلوبة
عن الخطوات التي يجب على إدارة ترمب القيام بها لتحقيق الأهداف المرسومة حيال إيران، رأى فارس&أن "تغيير المسار الذي حدث أمر مهم بحد ذاته، وإذا قارنا بين سياسة ترمب وقبله أوباما، فهناك تغيير كبير حصل، فالرئيس السابق كان يتجه إلى شراكة كاملة مع النظام الإيراني، ومنذ مرحلة الإتفاق إلى مرحلة الإنسحاب من الإتفاق حدث شيء هائل، فترمب غيّر الخطاب السياسي، وإنسحب من الإتفاق، وفرض عقوبات كبيرة، وألمح إلى إمكانية إتخاذ خطوات على الأرض"،

متابعًا:&"لكن الغائب الأبرز هو التركيز الإقليمي الأميركي المشترك لمواجهة الخطر الإيراني، وعدم الوضوح في نهاية الاستراتيجية وليس بدايتها. البداية معروفة، ولكن النهاية تعني كيف يمكن إجبار النظام على تغيير السلوك، وما المطلوب منه، وكيف تتجسد التغييرات، وهناك أفكار عديدة طرحناها كبدء الإنسحاب الإيراني من الدول العربية، وقيام واشنطن بفتح علاقات مباشرة مع المعارضة، وخطوات أخرى لن نفصح عنها حاليًا، وفي&ظل هذه الظروف هناك قلق من إمكانية أن تطول اللعبة، وهذا قد يصبّ في مصلحة&إيران التي تلعب على عامل الوقت".

العلاقات مع أوروبا&
العلاقات الأميركية مع أوروبا وروسيا والصين تجاه ملف إيران تطرح تساؤلات كبيرة، ووفق مستشار حملة ترمب السابق، "فإن الإدارة الحالية ترتبط بخصومة مع شركائها الأوروبيين، وترمب مصمم على أمرين، الإنسحاب من الإتفاق، وفرض عقوبات إقتصادية ضخمة، وأصبح واضحًا أن هناك تباينًا بين حكومات بعض الدول الأوروبية والشركات، ففي الوقت الذي تحاول هذه الحكومات عدم السير في توجهات واشنطن، فإن الشركات ستحلّق مصالحها، وستفضل بدون أدنى شك السوق الأميركية على الإيرانية".

ولفت&إلى أنه "على المدى المتوسط والبعيد ستنجح إدارة ترمب في تطويق إيران اقتصاديًا.&أما على المدى القريب فالحكومات الأوروبية ستقاوم في بداية المطاف، حتى تتأكد أن شركاتها لن تقف معها، وبالتالي ستخسر إيران الغرب، وتبقى على علاقة مع روسيا والصين، إلا أن هاتين الدولتين لن تأخذا خيار الإنتحار بالتعاون مع إيران".

استراتيجية طهران
وإعتبر أنه ومع تطبيق العقوبات بشكل كامل ستتعرض القيادة الإيرانية لضغط كبير، وستكون أمام خيارين إما&الجلوس على طاولة المفاوضات، وإما الذهاب باتجاه المواجهة، وباعتقادي أن طهران ستلعب على عامل الوقت، فهناك من ينصحها بالتعويل على مرحلة ما بعد الإنتخابات النصفية، والنتائج التي ستفرزها، أو إنتظار عمل قضائي قد يستهدف ترمب، للنفاذ من هذه الأزمة".

مبعوث لسوريا ايضًا
وعن تزامن تعيين مبعوث خاص لإيران مع تعيين مبعوث لسوريا أيضًا، أكدّ فارس&أن "هذا التحرّك هو جزء من سياسة واحدة، ولا أستبعد تعيين مبعوث لليمن وليبيا، لأنه يركز على توحيد الجهود والطاقات من أجل تنفيذ سياسة الإدارة، وضبط الوكالات المختلفة عبر إلتزامها بأجندة الرئيس".


&
&